ما هو تكيس المبايض طب 21 الشاملة

ما هو تكيس المبايض طب 21 الشاملة

تكيس المبايض

يُعرّف تكيُّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome) أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات بأنَّها حالة تنجم عن اضطراب مستوى الهرمونات التناسلية لدى المرأة بصورة تُحدث مشاكل على مستوى المبايض،[١] ولفهم هذه المشكلة لا بُدّ من بيان مفهوم الكيس، إذ يُعرّف بأنّه حويصلة مغلقة مكونة من غشاء رقيق مملوء بالسائل غالباً، ومن الممكن أن تظهر الأكياس في المبايض، وإنّ هذه الأكياس عادة ما تكون غير مؤذية،[٢] وعليه يمكن القول إنّ ظهور الأكياس في المبايض لا يعني الإصابة بتكيس المبايض، فتشخيص الإصابة بهذه المتلازمة لا يتم إلا بعد إجراء مجموعة من الفحوصات وتحت إشراف طبيب مختص كما سيأتي بيان ذلك أدناه.[٣]

وبالعودة للحديث عن تأثير الاضطرابات الهرمونية في المبايض، يجدر العلم أنّ هناك عملية فسيولوجية تحدث بشكل طبيعيّ لدى المرأة كل شهر، وتُعرف هذه العملية بالإباضة، وتتمثل بإطلاق أحد المبيضين بويضة ناضجة، ثمّ تتوجه هذه البويضة إلى قناة فالوب، وهناك تستعد للالتقاء بالحيوان المنوي في حال توفره، وإذا التقى الحيوان المنوي بالبويضة فإنّه سرعان ما يُخصّبها لتتكون بويضة مخصبة، وفي هذا الوقت يستعد الرحم لاستقبال البويضة المخصبة استعدادًا لبدء رحلة الحمل، وفي المقابل فإنّه في حال عدم وجود الحيوان المنوي أو عدم إخصابه للبويضة فإنّ بطانة الرحم تنسلخ خلال ما يُعرف بالطمث أو الحيض،[٤] وفي حال الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يحدث خلل على مستوى عملية الإباضة؛ فإمّا ألا يُطلق المبيض البويضة الناضجة كما يجب، وإمّا ألا تنضج البويضات من الأساس على الوجه المطلوب، وبهذا يمكن تخيّل طبيعة الأعراض التي قد تترتب على المشكلة، كاضطراب الدورة الشهرية.[٥]

غالباً ما يتم الكشف عن الإصابة بتكيُّس المبايض في الحالات التي تواجه فيها المرأة صعوبة في الحمل، حيث يُعدّ تكيُّس المبايض من أكثر الأسباب الكامنة وراء تأخر الحمل عند النِّساء، ويعود ذلك لاحتماليَّة تأثُّر عمليَّة الإباضة بهذه المُشكلة كما بيّنا،[٥] وفي ملخص بحثين تم نشرهما في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة في عام 2018 م، تبين أنَّ معدَّل انتشار مرض تكيُّس المبايض قد يتراوح بين 3-10% من مجموع النساء اللاتي تمَّ إجراء الدراسة عليهن، دون الاعتماد على فروقات العرق أو الموقع الجغرافي.[٦]

أعراض تكيس المبايض

تُنتج المبايض في الحالة الطبيعية نِسِباً متوازنة من هرموني الإستروجين والأندروجين، ويُعرف هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogens) أيضاً باسم الهرمون الأنثوي لأنه يوجد في جسم النساء بنسب أعلى مما هو عليه لدى الرجال، بينما يُعرف هرمون الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen) بالهرمون الذكري لأنه يوجد في جسم الرجال بنسبة أعلى مما هو عليه لدى النساء، وفي حالة الإصابة بمتلازمة تكيُّس المبايض، قد يحدث اضطراب في توازن نسب الإستروجين والأندروجين في جسم المرأة، فقد يرتفع مستوى هرمون الأندروجين فيتجاوز معدلاته الطبيعيَّة في الجسم، ولعلّ هذا ما يُفسر ظهور الكثير من أعراض متلازمة تكيس المبايض كظهور حب الشباب والمشعرانية، بالإضافة إلى تسبب هرمون الأندروجين باضطراب الإشارات التي يُرسلها الدماغ لتحفيز حدوث الإباضة.[٧]

وهنا يجب التنويه إلى أنَّ أعراض وعلامات الإصابة بتكيُّس المبايض تختلف بشكلٍ كبير بين النِّساء المُصابات، فلا تظهر الأعراض بالشكل نفسِه في جميع حالات تكيُّس المبايض، بالإضافة إلى أنَّ شِدَّة هذه الأعراض غالباً ما تكون أكثر وضوحاً في حال كانت المرأة تعاني من السُّمنة،[٨] ومن الأعراض التي قد تظهر في حالات تكيُّس المبايض ما يأتي:[٩][١٠]

أسباب وعوامل خطر تكيس المبايض

حقيقةً، لم يُعرف السَّبب الأساسي الذي يكمن وراء حدوث متلازمة تكيُّس المبايض، ولكنْ يُمكن القول إنّ مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية المحيطة تلعب دورًا في ظهور هذا المرض،[٧][١١] وفيما يأتي بيان بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بتكيس المبايض:

تشخيص تكيس المبايض

يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية التي تساعد على تشخيص تكيُّس المبايض، وفيما يأتي بيان أهمّها:[١٥]

علاج تكيس المبايض

في الحقيقة لا يوجد حتى الآن علاج تام لمتلازمة تكيس المبايض، ولكن يمكن توجيه العلاج للمساعدة على حل الأعراض التي تُعاني منها المرأة، والسيطرة عليها قدر الإمكان، ويشمل ذلك إيجاد حلول لمُشكلة حب الشباب، أو السُّمنة، أو العُقم، أو الشعرانيَّة، وقد يتضمَّن العلاج اتباع مجموعة من النصائح فقط فقط، أو قد يتطلب الأمر اللجوء للخيارات الطبية أيضاً.[١٤][١٦]

النصائح العامة

يُنصح باتّباع نظام غذائي مُنخفض السعرات الحرارية وغنيّ بالعناصر المفيدة، مع ضرورة مُمارسة الأنشطة الرياضية المُعتدلة، وذلك بهدف تخفيف الوزن، فقد يُساعد إنقاص الوزن على تخفيف الأعراض المرافقة لتكيُّس المبايض، فضلاً عن دوره في تقليل فرصة المعاناة من المضاعفات التي قد تترتب على تكيس المبايض، بالإضافة إلى المُساهمة في حل مُشكلة تأخر الحمل، وزيادة فعاليَّة الأدوية التي قد يصِفها الطبيب.[١٤]

العلاج الطبي

من طُرُق العلاج الطِّبي المُستخدمة في علاج أعراض متلازمة تكيُّس المبايض نذكر الآتي:

على الرغم من احتمالية مواجهة النساء المصابات بتكيس المبايض مشاكل على مستوى الحمل، إلا أنّه باتباع العلاج المناسب بحسب إرشادات الطبيب المختص يغدو الحمل ممكناً، ومن الخيارات الدوائية التي يمكن أن يصفها الطبيب ما يأتي:

مضاعفات تكيس المبايض

إنّ الإصابة بتكيس المبايض قد تكون بسيطة لدرجة أن تتم السيطرة عليها دون مواجهة أي مشاكل أو مضاعفات، وفي المقابل هناك حالات قليلة يُسبب فيها تكيس المبايض زيادة فرصة حدوث بعض المضاعفات وخاصة في حال عدم الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب بما في ذلك النصائح العامة التي يجدر تطبيقها على نمط الحياة، ومن المشاكل التي قد يزيد تكيس المبايض فرصة المعاناة منها: الاضطرابات القلبيّة الوعائيّة، ومرض السُّكري، وضعف الخصوبة، وانقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Sleep apnea)، هذا بالإضافة إلى رفع فرصة حدوث سرطان بطانة الرحم.[٢١]

المراجع

  1. ↑ "About Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", www.nichd.nih.gov, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  2. ↑ "Everything you need to know about ovarian cysts", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  3. ↑ "PCOS (Polycystic Ovary Syndrome) and Diabetes", www.cdc.gov, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  4. ↑ "Understanding Ovulation", americanpregnancy.org, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Polycystic ovary syndrome", www.womenshealth.gov, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  6. ↑ Wendy M. Wolf, Rachel A. Wattick, Olivia N. Kinkade, and Others (20-11-2018), "Geographical Prevalence of Polycystic Ovary Syndrome as Determined by Region and Race/Ethnicity"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What causes PCOS?", www.nichd.nih.gov. Edited.
  8. ↑ "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  9. ↑ "What are the symptoms of PCOS?", www.nichd.nih.gov, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  10. ↑ "Symptoms -Polycystic ovary syndrome", www.nhs.uk, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  11. ^ أ ب "Causes -Polycystic ovary syndrome", www.nhs.uk, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  12. ^ أ ب Sari Harrar , "What Causes PCOS? and How Will It Affect My Body?"، www.endocrineweb.com, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  13. ↑ "Prevalence of polycystic ovary syndrome (PCOS) in first-degree relatives of patients with PCOS☆", www.sciencedirect.com,1-1-2001، Retrieved 26-9-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  15. ^ أ ب "How Do I Know If I Have PCOS?", www.webmd.com, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث ج ح "Treatment -Polycystic ovary syndrome", www.nhs.uk, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  17. ^ أ ب ت "Treatments to Relieve Symptoms of PCOS", www.nichd.nih.gov, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  18. ↑ Nicole Galan , "Treating Hirsutism in Women With PCOS"، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-9-2019. Edited.
  19. ↑ "Treatments for Infertility Resulting from PCOS", www.nichd.nih.gov, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  20. ^ أ ب "Polycystic Ovarian Syndrome Treatment & Management", emedicine.medscape.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  21. ↑ "Health Risks Associated with PCOS", www.uchicagomedicine.org, Retrieved 26-9-2019. Edited.