ينتج تسمّم الحمل (بالإنجليزية: Eclampsia) كنوعٍ من المضاعفات الخطيرة لمقدمات الارتعاج أو ما تُسمّى حالة ما قبل تسمّم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وتعتبر مرحلة ما قبل تسمم الحمل أكثر مشاكل الحمل شيوعاً، وغالباً ما تحدث خلال الثلث الثالث (بالإنجليزية: Third Trimester) من الحمل، وتُصيب ما نسبته 5% من النساء الحوامل، وإذا لم تُعالج مرحلة ما قبل تسمم الحمل كما يجب؛ فإنّ الأمر يتطوّر لتصبح المرأة الحامل تُعاني من تسمم الحمل، وعلى الرغم من نُدرة حدوث تسمم الحمل؛ إلا أنّ حدوثه يُعدّ مشكلةً خطيرةً، إذ يُسبّب ارتفاع ضغط الدم الناشئ في مرحلة ما قبل تسمم الحمل بظهور نوبات الصرع.[1][2]
يحدث تسمم الحمل نتيجة مقدمات الارتعاج أو مرحلة ما قبل تسمم الحمل كما ذكرنا، ولكن في الحقيقة لا يعلم المختصون إلى الآن المُسبّب الحقيقي لمرحلة ما قبل تسمم الحمل، والتي تظهر على هيئة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع البروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويرافق هذا الارتفاع انتفاخ الوجه، واليدين، والقدمين، وقد تظهر أعراض أخرى مثل الصداع، والغثيان، وصعوبة التبوّل، ومشاكل الرؤية، وغيرها.[1][2] ولكن يعتقد بعض الباحثين أنّ سوء التغذية، وارتفاع نسبة الدهون في الجسم قد تكون أسباباً محتملةً، وكذلك فإنّ الجينات وعدم وصول الدم بشكلٍ كافٍ إلى الرحم يلعب دوراً في ظهور تسمم الحمل.[3]
قد تختلف عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بتسمم الحمل من امرأةٍ إلى أخرى، ولكن هناك بعض العوامل العامة التي يجب أخذها بالحسبان، ومنها ما يلي:[4]
غالباً ما تصاب النساء الحوامل اللواتي يُعانين من تسمم الحمل بنوبة صرعٍ واحدةٍ أو أكثر، وتمتد النوبة الواحدة ما يقارب 60-75 ثانية، ويمكن القول أنّ نوبة الصرع تُقسم إلى مرحلتين؛ أمّا المرحلة الأولى (بالإنجليزية: Phase 1) والتي تبدأ بانتفاضات الوجه العضلية، ثمّ يزداد الأمر سوءاً لتظهر انقباضاتٌ في مختلف أعضاء الجسم، وغالباً ما تستمرّ المرحلة الأولى قرابة 15-20 ثانية، وأمّا المرحلة الثانية (بالإنجليزية: Phase 2) لنوبة الصرع؛ فتبدأ بعضلات الفك لتنتقل إلى عضلات الوجه وجفون العينين، ثمّ لتنتشر إلى مختلف أجزاء الجسم، وغالباً ما تستمر المرحلة الثانية قرابة الستين ثانية، ومن الجدير بالذكر أنّ حالة العضلات تتراوح في المرحلة الثانية بين انقباضٍ وانبساط، وتتبع المرحلة الثانية حالةٌ من فقدان الوعي أو الغيبوية (بالإنجليزية: Coma)، وقد تستعيد المصابة وعيها بعد حين، ولكنّها غالباً ما تتصرف بعنف في هذه الأثناء.[6]
يُعتبر تسمم الحمل من الحالات الطارئة التي تستوجب العلاج الفوريّ، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إدخال المصابة إلى المستشفى بهدف السيطرة على نوبات الصرع، وارتفاع ضغط الدم، وإنقاذ الجنين، ويمكن القول أنّ علاج تسمم الحمل يتضمّن ثلاث خطواتٍ رئيسية؛ وهي معالجة ارتفاع ضغط الدم بإعطاء الدواء المناسب، والسيطرة على نوبات الصرع الحالية وتجنب نوبات الصرع المستقبلية بإعطاء الدواء المناسب مثل كبريتات المغنيسيوم (بالإنجليزية: Magnesium sulfate)، بالإضافة إلى ضرورة توليد الحامل.[7]
قد تنتج بعض المضاعفات نتيجة حدوث نوبات الصرع، ومنها عض اللسان (بالإنجليزية: Tongue Biting)، وضربات الرأس (بالإنجليزية: Head trauma)، وكسور العظام (بالإنجليزية: Broken bones)، [6] وهناك بعض المضاعفات الأخرى التي قد تنتج عن تسمم الحمل، ومنها ما يلي:[5]
ولأنّ تسمم الحمل ينتج عن المرحلة التي تسبقه كما ذكرنا؛ فإنّ تجنب مرحلة ما قبل تسمم الحمل يُعدّ أمراً ضرورياً، ومن الأمور التي يجدر بالحامل اتباعها ما يلي:[2][8]