ما فائدة ماء زمزم طب 21 الشاملة

ما فائدة ماء زمزم طب 21 الشاملة

الماء أساس الحياة

الماء هو نعمة من نعم الله -تعالى-، جعله الله أساساً للحياة، قال -عز وجلّ-: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)،[1] فيخرجه من الأرض تارة، وينزله من السمّاء أخرى، وقد امتنّ المولى -سبحانه- على عباده بهذه النّعمة العظيمة؛ فقال: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ)،[2] وبالماء يروي الإنسان عطشه، ويتطّهر منه، وتشرب منه الأنعام وسائر الحيوانات، وبه ينبت الله الزّرع، ويعمّ الخير، كما يعدّ أساس قيام الحضارات وتطوّرها، وبغيره يشقى الإنسان ويكابد صعوبات كثيرة، حيث أكرم الله خلقه بالبحار والمحيطات، وأجرى الماء في الأنهار والسّيول، وأودعه في باطن الأرض وتجاويف الجبال؛ فتتفجّر به عيون الماء العذبة، قال -سبحانه-: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)،[3] وللماء أنواع كثيرة؛ فمنه الماء الملح الأجاج، ومنه العذب الفرات، لكنّ ماءً اختاره الله ليكون بشرى خير، ومَعْلَم فضل، سرتْ به الأخبار، وقطِعت لأجله المسافات، وحمله النّاس من موضعه إلى أماكن بعيدة، إنه ماء زمزم، فما هي قصة ماء زمزم، وما فائدته؟

ماء زمزم تركيبته وفائدته

أجمعتْ الدراسات العلميّة قديماً وحديثاً على أنّ لماء زمزم خصوصيّة في تركيبته الكيميائية تؤثّر على جسم الإنسان، ويسند تلك الدراسات ما جاءت به الرّوايات وقصص الصالحين التي تؤكّد أنّ هذا الماء ماء مبارك، اختّصه الله -تعالى- عن سواه من سائر ماء الأرض بخصائص ومزايا عديدة، حيث:[4]

ماء زمزم ماء مبارك

جاءتْ كثير من النصوص والمشاهد الشرعيّة المعتبرة تؤكّد أنّ كرامة ماء زمزم ممتدّة بعد زمن إبراهيم وزوجته وولده إسماعيل -عليهم السلام-، حيث:[5]

قصة ماء زمزم

تحمل قصة ماء زمزم كرامة الله -تعالى- لأوليائه وعباده الصالحين، وتكشف عن رحمة الله بذريّاتهم لاستجابتهم لأمر الله، وحمايته لهم عندما ينشغل وليّ أمرهم بالدّعوة إلى الله؛ فقد وضع إبراهيم زوجته هاجر، ورضيعها إسماعيل -عليهم السلام- عند البيتِ الحرام عند دَوْحَةٍ في أعلى المسجدِ في وادٍ غير ذي زرع ولا ماء، وترك عندهما جرَابًا فيهِ تمرٌ، وسقاء فيهِ ماءٌ، ثمّ خرج مدبراً عنهما، فتبعتْهُ زوجه هاجر، فقالت: أين تذهبُ يا إبراهيم وتتركنا بوادٍ ليس فيهِ إنسٌ ولا شيء؟ وكرّرت ذلك عليه، وهو لا يلتفت إليها، فقالت: آللهُ الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يُضَيِّعُنَا، وواصل إبراهيم -عليه السلام- مسيره، وبعد أنْ ابتعد قليلاً استقبلَ بوجهِهِ بيتَ الله الحرام، ورفع يديهِ بالدّعاء، قائلاً: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ)،[8] وبعد أنْ نفد ما في السِّقَاءِ عطشتْ وعطشَ ابنها إسماعيل، وجعلت تنظرُ إليهِ يَتَلَوَّى، فأشفقت عليه، فجعلت تسعى بين جبلي الصفا والمروة عساها أنْ ترى أحداً، وفي الرّواية عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (فلما أشرفت على المروةِ سمعت صوتًا، فقالت صَهْ -تريدُ نفسها- ثم تَسَمَّعَتْ، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أُسْمِعْتُ إن كان عندكَ غَوَاثٌ، فإذا هي بالمَلَكِ عند موضعِ زمزمَ، فبحث بعقبِهِ، أو قال: بجناحِهِ، حتى ظهرِ الماءِ، فجعلت تَحُوضُهُ وتقولُ بيدها هكذا، وجعلت تغرُفُ من الماءِ في سقائها وهو يفورُ بعد ما تغرفُ؛ فشربت وأرضعتْ ولدها، قال لها الملَكُ: لا تخافوا الضَّيْعَةَ، فإنَّ ها هنا بيتُ اللهِ، يبني هذا الغلامُ وأبوهُ، وإنَّ اللهَ لا يُضَيِّعُ أهلَهُ).[9][10]

تعدّ ماء زمزمُ خير شاهد على حسن التوكُّل على الله، فهاجر عندما أحسنتْ الظنّ بالله، واستجابت لأمره وسلّمتْ لإرادته، كان جزاؤها فرجاً قريباً، وخيراً عميماً؛ لذا فإنّ ماء زمزم وقصة خروجه قصة إيمان يستذكرها كلّ من ورد ماءه أو شرب منه، وشاءتْ إرادة الله -تعالى- أنْ تظلّ هذه القصة ماثلة رأيَ العين لكلّ من أراد الاعتبار، ولكلّ من له قلب وعقل يتدبّر آيات الله وسننه في خلقه، وبيان عاقبة أمرهم إنْ هم أحسنوا الظنّ والتّوكّل عليه -سبحانه-.[11]

المراجع

  1. ↑ سورة الأنبياء، آية: 30.
  2. ↑ سورة الواقعة، آية: 68-70.
  3. ↑ سورة البقرة، آية: 74.
  4. ↑ معز الإسلام عزّت (28-2-2017)، "ماء زمزم في ميزان البحث العلمي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2018. بتصرّف.
  5. ↑ محمود الدوسري (30-11-2017)، "زمزم لما شرب له"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2473 ، صحيح.
  7. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6068، أخرجه في صحيحه.
  8. ↑ سورة إبراهيم، آية: 37.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3364 ، صحيح.
  10. ↑ عصام الجفري، "فضل ماء زمزم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2018. بتصرّف.
  11. ↑ أمين الدسوري (13-11-2017)، "قصة ماء زمزم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2018. بتصرّف.