ما هو الفرق بين النبي والرسول طب 21 الشاملة

ما هو الفرق بين النبي والرسول طب 21 الشاملة

النَّبي والرّسول

بعث الله -سبحانه وتعالى- على مَرِّ الأمم رُسلًا وأنبياءَ ليُبلّغوا عنه شرعه، ويَهدوا النَّاس إلى هَديه، ويُعرِّفوهم بدينه، وأيَّدهم بالمُعجزات والآيات الدَّالة على أنَّهم مَبعوثون منه -سبحانه وتعالى-، وقابلهم كثيرٌ ممّن بعثوا إليهم بالتّكذيب والاستهزاء والتّسخيف، وصدَّقهم وأيّدهم قلَّةٌ ممّن بُعِثوا إليهم، لكنَّهم أدّوا الأمانة، وبلّغوا ما أمرهم الله تعالى به، وتحمّلوا ما لقوا في سبيل التّبليغ والدّعوة إلى توحيد الله وصبروا عليه، وقد تعاقب الأنبياء والرّسل على الأمم في القرون السّابقة لهذه الغايات، إلى أن خُتِمت النّبوة والرّسالة بمُحمد -عليه الصّلاة والسّلام-.

المعنى اللغويّ للرّسول والنبيّ

من رَسَل، الرّاء والسّين واللام أصلٌ واحدٌ دالُّ على الانبعاث والامتداد،[1] وأرسل رسولًا أي بعثه بأمرٍ أو بشيءٍ يؤديه،[2] ومنه قول الله تعالى: ( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)،[3] وسميَّ الرّسول بهذا لأنّه مَبعوثٌ من الله تعالى برِسالةٍ مُكلّفٌ بتبليغها.

من نَبَأ، ومنه النَّبَأ بمعنى الخبر،[4] ومنه قول الله تعالى: ( قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )،[5] وسُمِّي النبيّ بذلك؛ لأنَّه أنبأ عن الله تعالى؛ أي أخبر عنه، وقيل النبيّ من النبوّ أي العُلوّ، وسُمِّيَ النبيّ بذلك لمنزلته ومكانته العالية بين النّاس.[6]

الفرق بين الرّسول والنبيّ

يخلط البعض بين الرّسول والنبيّ ولا يَرون فارقاً بينهما، وهذا من الأخطاء التي شاعت، والبعض يُفرِّق بينهما بفروقٍ لا تَصحّ، كالقول بأنَّ الرّسول مأمورٌ بالتّبليغ أمّا النبيّ فلا، والقول بأنَّ الرّسول يُوحَى له وأنَّ النبيّ لا يُوحَى له، وكلُّ ذلك لا يصحّ، والصّحيح أنَّ ثمّةَ فارقاً دقيقاً بينهما، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )،[7] وكذلك قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )،[8] والشّاهد من الآيات الكريمة أنَّ لفظة (نبيّ) جاءت مَعطوفةً على لفظة (رسول)؛ ممّا يَدلّ على التّغاير والاختلاف بينهما، فلو لم يكن ثمَّةَ فارق بينهما لما ذُكِرا معاً ولكفى ذكر أحدهما، والفرق الجوهريّ بين الرّسول والنبيّ هو أنَّ الرّسول من أُوحِيَ إليه بشرعٍ جديد -أي ديانةٍ وشريعةٍ جديدةٍ كاليهوديّة والنصرانيّة والإسلام-، أمَّا النبيّ فلم يُوحَى له بشرعٍ جديدٍ، وإنَّما بُعث لتقرير شرع من قبله من الرّسل، وهذا يفيد أنَّ الرّسول أعمَّ من النبيّ؛ إذ إنَّ كلَّ رسولٍ نبيّ، وليس كلُّ نبيّ رسول، حيث يُوحَى للرّسول بشرعٍ جديدٍ علاوةً على تقرير ما جاء به من قبله من الرُّسل والأنبياء، أمّا النبيّ فُيقرّر ويُؤكّد ما شُرِعَ قبله دون أن يُبعَث بشرعٍ جديد.[9]

ما يشترك فيه الرّسول والنبيّ

ثمَّة أوجه شبه وجوامعُ مشتركةٌ بين الرّسل والأنبياء بوجهٍ عامٍّ، ومنها:[10]

ما يتفرَّد به الرّسل والأنبياء عن سائر البشر

ميَّز اللهُ -سبحانه وتعالى- رُسلَه وأنبياءَه وخصَّهم بأمورٍ لا تكون لغيرهم من البشر، ومن هذه الأمور:[11]

من الرّسل والأنبياء

من الرّسل والأنبياء من ذُكِروا في القرآن الكريم والسُنّة الشّريفة، وعددٌ كثيرٌ لم يُذكَر اسمهم ولم يُخبَر عنهم، لقوله تعالى: ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ ).[14] ومن الذين ذُكروا:

أمّا الرّسل، فهم:[10]

أمّا الأنبياء فالمعروف منهم والذين ذَكرهم القرآن خمسة وعشرين نبيّاً، ولكن الرّسول أنبأ بأنّ عددهم أكثر من ذلك بكثير، وأنَّه لا يعلم عددهم الحقيقي إلا الله -عزّ وجلّ- وحده، ومنهم:[15]

المراجع

  1. ↑ ابن فارس (2002)، مقاييس اللغة، دمشق: اتحاد الكتاب العرب، صفحة 322، جزء 2. بتصرّف.
  2. ↑ الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير. بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 226، جزء 1. بتصرّف.
  3. ↑ سورة النمل، آية: 35.
  4. ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 162، جزء 1. بتصرّف.
  5. ↑ سورة التحريم، آية: من الآية 3.
  6. ↑ الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 591، جزء 2. بتصرّف.
  7. ↑ سورة مريم، آية: 51.
  8. ↑ سورة الحج، آية: 52.
  9. ↑ الآلوسي (1415هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 164-165، جزء 9. بتصرّف.
  10. ^ أ ب عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 15-26. بتصرّف.
  11. ↑ عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 90-92. بتصرّف.
  12. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: جزء4، 232، حديث رقم: 3570.
  13. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: جزء6، 58، حديث رقم: 4586.
  14. ↑ سورة النساء، آية: من الآية 164.
  15. ↑ عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 17-18. بتصرّف.