تُعرّف المعارضة لغةً على عدة أوجه، فيُقال عارض الشخص بالمسير أي سار، ومشى حياله، ويقال عارض الكتاب بالكتاب أي قابله، وعارض الشخص بمثل ما صنع أي أتى بمثل ما فعل.[1]
أمّا اصطلاحاً فقد تم تعريف شعر المعارضات بأنّه نظم شعرٍ موافق لشعرٍ آخر في موضوع معين، حيث يلتزم نظم الشعر الآخر في قافيته، وبحره، وموضوعه التزاماً تاماً يحرص فيه الشاعر على مضاهاة الشاعر المعَارَض في شعره إن لم يتفوق عليه، وقد يلجأ الشاعر إلى هذا النوع من الشعر عندما يرى في شعر غيره من الشعراء ما يمتاز به من فصاحة، وروعة صياغة، أو صور معبرة، وغيرها من أمور تثير في نفسه العجب.[2]
لقد تنافس الشعراء قديماً، وحديثاً في شعر المعارضات وفيما يأتي عرض لأنواع المعارضات الشعرية مع الأمثلة:[3]
اشتهر هذا النوع من الأدب بين الشعراء قديماً، وخصوصاً في فترة الازدهار، ومن الأمثلة على هذا النوع، معارضة صفي الدين الحلي للمتنبي وفق ما يأتي:[3]
بأبي الشموس الجانحات غوارباً
اللابسات من الحرير جلابباً
اللابسات من الحرير جلابباً
اللابسات من الحرير جلابباً
اللابسات من الحرير جلابباً
اللابسات من الحرير جلابباً
أسبلن من فوق النُهود ذوائباً
فجعلن حبات القلوب ذوائباً
فجعلن حبات القلوب ذوائباً
فجعلن حبات القلوب ذوائباً
فجعلن حبات القلوب ذوائباً
فجعلن حبات القلوب ذوائباً
لقد انتقلت المعارضات الشعرية من العصر القديم إلى العصر الحديث، ومن أبرز القصائد التي تعرض هذا النوع قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي، في معارضته للبحتري وفق ما يأتي:[3]
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جِبس
وترفعت عن جدا كل جِبس
وترفعت عن جدا كل جِبس
وترفعت عن جدا كل جِبس
وترفعت عن جدا كل جِبس
اختلاف النهار والليل يُنسي
اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي
اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي
اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي
اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي
اذكرا لي الصبا وأيام أُنسي
لقد برز شعر المعارضات بين القدماء، والمحدثين، وتنافسوا فيما بينهم تنافساً كبيراً؛ ليظهر كل شاعر بشعره على الآخر، مما كان له آثار عظيمة في التراث الأدبي، نذكر منها ما يأتي:[3]