ما معنى كيد النساء طب 21 الشاملة

ما معنى كيد النساء طب 21 الشاملة

إنّ من معاني كلمة كيد في اللغة العربية هو الحيلة أو المكر أو الخداع أو قلب الحقائق لبلوغ الهدف ، وهي صفات مذمومة إلا إذا ما اقترنت بالله ورسوله والأنبياء ، لأنّها تكون آنذاك من باب : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

والكيد عموما لا يكيده – سوى الله ورسوله وأنبياؤه ومصطفيه – إلا الضعفاء والمظلومين والمستضعفين ، فلذلك يلتجئون إليه لدرء استبداد القوي اتجاههم ، وللوصول إلى الغاية بطرق مواربة لأن القوة تعوزهم عن الإفصاح الصريح بما يريدون أو يرغبون جراء ضعفهم .

أمّا المتشبثين بقوله تعالى عن النساء : " إن كيدهن عظيم " ، مرجعين ذلك إلى صفة دائمة ملازمة للنساء في كل زمان ومكان فهو فهم غير مكتمل لمحكم آيات الله ، فالله أطلق هذه الصفة المؤقتة على نساء ذلك الزمان ، حيث كانت المرأة لا زالت مستضعفة ولم تملك حقوقا مساوية مع الرجل ، والآية قيلت عن نسوة بلاط فرعون ، وفي ذلك الزمن كان معيار القوة هو العضلات المفتولة والذكورة ، فكان يترتب على النساء تبعاً لهذا الظلم والإستقواء الذكوري عليهن من اللجوء إلى الحيلة والمكر والدسائس لبلوغ أهدافهن وتحقيق غاياتهن .

ولكن معايير القوة في زماننا قد تغيرت ، وبات العقل هو أساس القوة ، ولم تعد هناك تلك الفوارق العظيمة ما بين الذكورة والأنوثة كما كانت عليه في الأزمنة الغابرة من ناحية الحقوق ، وباتت معظم القوانين تساوي في الحقوق ما بين الرجل والمرأة ، ولا زال التطور نحو الأمام في هذا الشأن على قدم وساق ، مما أصبح هذا اللقب أو تلك الصفة التي ألصقت بالنساء تضمحل وتتوارى مع الأيام ، وصار هناك كيد الإنسان – رجلا أو امرأة – وهو مذموم ، على الصعيد الفردي وعلى الصعيد المجتمعي ، لأن المجتمع السليم من المفروض أن ينال كل من فيه حقوقهم الكاملة كأفراد بغض النظر عن اللون أو الجنس أو السن ، مما ينشأ عن ذلك أي شعور بالنقص أو الاستعلاء أو الاستقواء ، فيكون المر مصانة كرامته ومسموعة كلمته أكان صغيراً أم كبيراً ، أو كان ذكراً أو أنثى .