تنميل الجسم
يَحدثُ التنميل (بالإنجليزية: Paresthesia) عندَ فُقدان الإحساس بمنطقة ما في الجسم، حيثُ يكون ذلك مَصحوبًا بتغيّرات أُخرَى في الإحساس، مثل الشّعور بالوَخز أو الخَدَر. وقد يُلاحظ النّاس هذه الأحاسيس على جانب واحد من الجسم، أو بشكل متناظر على كلا الجانبين. ويَحدث تنميل الجسم في الغالب عندَ زيادة الضّغط على الأعصاب أو على الأوعية الدموية التي تُغذيها، ويَختفي في العادة بمُجرد إزالة الضّغط عن العصب المُصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات تنميل الجسم قد تنتج عن مشاكل طبيّة أكثر خطورة وتحتاج للعلاج.[1][2][3]
أسباب تنميل الجسم
غالباً ما يكون تنميل الجسم مؤقتاً، مثل حالات التنميل التي تَحدُث عند النّوم على اليد أو الجلوس على الساقين لمدة طويلة، وأمّا التنميل المزمن فقد يكون علامةً على تلف الأعصاب. حيث إنّ هناك نوعين من أضرار الأعصاب، وهما:[3]
- اعتلال الجُذور: (بالإنجليزية: Radiculopathy) وتحدث هذه الحالة نتيجةَ التهاب أو تَهيُّج جذور الأعصاب، أو نتيجة زيادة الضغط عليها، ويُسمى اعتلال جذور الأعصاب الذي يُؤثر في أسفل الظهر باعتلال الجذور القطنية (بالإنجليزية: Lumbar radiculopathy)، والذي يمكن أن يتسبّب بالتنميل، أو الخدران، أو الضعف، في الساقين أو القدمين. أمّا اعتلال الجذور العنقية (بالإنجليزية: Cervical radiculopathy)، فقد يؤدي إلى حدوث ألم مزمن في الرقبة، وضعف، وتنميل في إحدى الذراعين أو كليهما. وقد يحدث اعتلال الجذور نتيجة لإحدى الحالات التالية:
- اعتلال الأعصاب: (بالإنجليزية: Neuropathy) وتحدث هذه الحالة نتيجة تلف الأعصاب الذي يمكن أن يؤدي في النّهاية إلى الخدر أو الشلل الدائم. ومن الأسباب المؤدية لاعتلال الأعصاب ما يلي:
- الانزلاق الغُضروفيّ (بالإنجليزية: Disk herniation) في العمود الفقري.
- تضيّق القناة التي تنقل العصب من الحبل الشوكيّ إلى الأطراف.
- وجود أي كُتلة تضغط على العصب في موضع خروجه من العمود الفقري.
- نسبة السكر المرتفعة في الدّم، وهو السبب الأكثر شيوعاً.
- الإصابات المتكررة.
- بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
- الأمراض العصبية، مثل مرض التصلب اللويحيّ (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis).
- أمراض الكلى والكبد.
- السّكتة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke).
- أورام الدماغ.
- اضطرابات نُخاع العظم والنسيج الضّام (بالإنجليزية: Connective tissue).
- قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
- نَقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامينات ب1، أو ب6، أو ب12، أو فيتامين هـ ، أو النياسين (بالإنجليزية: Niacin).
- الحصول على فيتامين د بشكل زائد.
- العدوى (بالإنجليزية: Infections)، مثل مرض لايم (بالإنجليزية: Lyme disease)، أو الحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles)، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus).
- استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy).
- التّعرض للمواد السّامة، مثل المواد الكيميائية أو المَعادن الثقيلة.
تشخيص تنميل الجسم
لتشخيص تنميل الجسم يحتاجُ الطبيب إلى معرفة التاريخ الطبيّ للمريض بشكل كامل، بالإضافة إلى جميع الأعراض التي يُعاني منها، حتى إن لم تكن ذات صلة. وسيحتاج أيضًا إلى مَعرفة الأدوية التي يأخذها المريض وما إذا كان لديه أيّة إصابات، أو عَدوى، وإن كان قد تلقى أي لقاحات في الفترة الأخيرة كلقاح الإنفلونزا مثلاً. واعتمادا على ذلك قد يتطلب تشخيص تنميل الجسم إجراء اختبارات إضافية، قد تتضمن ما يلي:[4]
- فحوصات الدّم (بالإنجليزية: Blood tests).
- اختبار مُستوى الكهرليات في الدّم (بالإنجليزية: Electrolyte test)
- فحص وظائف الغُدة الدّرقية (بالإنجليزية: Thyroid function test).
- فحص السّمُوم (بالإنجليزية: Toxicology screening).
- دراسات التّوصيل العصبيّ (بالإنجليزية: Nerve conduction studies).
- البَزل القطنيّ (بالإنجليزية: Lumbar puncture).
- اختبارات التّصوير، مثل:
- التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays).
- تصوير الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Angiogram).
- التصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scans).
- التصوير بالرّنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: MRI).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
علاج تنميل الجسم
يعتمد علاج تنميل الجسم على معرفة السبب المؤدي له، وبناءً على ذلك يُمكن علاج تنميل الجسم من خلال إحدى الإجراءات التالية:[5]
- الرّاحة واستخدامُ الدّعامات: يُنصح عادةً بالرّاحة وإيقافِ الأنشطة التي تُسبب الضغط على العصب، وبالتالي السّماح للنسيج بالشّفاء. وفي بعض الحالات يمكن استخدام دعامة أو جَبيرة لوقف حَركة المنطقة ومثال ذلك استخدام دعامة المعصم عَند الأشخاص الذين يعانون من متلازمَة النّفق الرُّسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome).
- العلاج الطبيعي: يمكن استخدام العلاج الطبيعيّ لزيادة قوة العَضلات المُحيطة بالعَصَب المُتضَرّر، حيثُ يُساعد ذلك على تَخفيف الضّغط على الأنسِجة والأعصاب.
- الأدوية: يمكن وَصف بعض الأدوية التي من شأنها أن تُخفف الألم، وتُقلل التّورم والالتهاب في العصب، مثل الأيبوبروفين (بالإنجليزية:Ibuprofen)، ونابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen sodium)، وكذلك حُقن الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid injections) في المنطقة المُصابة. وفي حال الإصابة باضطراب العضلات الليفية (بالإنجليزية: Fibromyalgia) التي تُسبّب تنميل الجسم على مدى طويل، فيمكن استخدام أدوية أخرى، مثل البريغابالين (بالإنجليزية: Pregabalin)، والديولوكسيتين (بالإنجليزية: Duloxetine).
- الجراحة: يتمّ اللجوء إلى الجراحة في حال لم تُجدي الخيارات السابقة نفعاً في علاج تنميل الجسم، ويعتمد نوع الجراحة على الأعراض التي يعاني منها المريض بالإضافة إلى السبب المؤدي للتنميل. وقد تشمل العمليات الجراحية تَحرير الرباط الرسغي، أو إزالة نتوء عظمي، أو إزالة جزء من القرص الغضروفيّ المُنزلق في العمود الفقري.
مراجعة الطبيب
يجدر بالأشخاص اللذين يعانون من تنميل الجسم طلب المساعدة واللجوء إلى الرعاية الطبيّة الفورية في الحالات التالية:[6]
- التعرض لإصابة في الرأس.
- ظُهور التّنميل بشكل مُفاجئ.
- الشّعور بالتنميل في ذراع أو ساق بأكملها.
- الحالات التي يترافق فيها التنميل مع الأعراض التالية:
- الشّعور بضَعْف أو شلل.
- اضطراب الإدراك.
- الصّعوبة في الكلام.
- الدّوخة.
- الشّعور بصُداع مفاجئ وشديد.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (11-1-2018), "Numbness Definition"، www.mayoclinic.org. Edited.
- ↑ Dr Laurence Knott (18-12-2015), "Pins and Needles (Numbness)"، patient.info. Edited.
- ^ أ ب Ann Pietrangelo (12-4-2016), "What Is Paresthesia?"، www.healthline.com. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo (22-2-2016), "What Causes Numbness?"، www.healthline.com. Edited.
- ↑ Nicole Galan (9-8-2017), "What is paresthesia? Causes and symptoms"، www.medicalnewstoday.com. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (11-1-2018), "Numbness-When to see a doctor"، www.mayoclinic.org. Edited.