ما المقصود بمنهج البحث طب 21 الشاملة

ما المقصود بمنهج البحث طب 21 الشاملة

تعريف منهج البحث العلمي

يُعتبر البحث العلمي من أهم المهارات التي تبحث فيها عن حلٍّ لمشكلةٍ ما، أو تدعم أو تنفي فرضيةً علميةً بالدليل الموثوق، ولذلك يُعد من المتطلبات الأساسية في الدراسات العليا وغيرها من الأعمال، وهو أيضاً إحدى أهم وسائل التنمية النظرية والعملية للفرد والمجتمع. ويمثل منهج البحث مجموعة الخطوات التي يتّبعها الباحث، بشرط أن تكون هذه الخطوات معتبرةً ومعتمدةً علمياً، ويلتزم الباحث فيها بتسلسل منطقي وعلمي منظم وواضح المعالم، لكي يتمكن من الوصول لنتيجة مُحكمة ومستندة على البرهان والمنطق وقواعد وضوابط البحث العلمي المتعارف عليها. لذلك لا بد أن يتحلى الباحث في رحلته البحثية بالصبر، والصدق، والمثابرة، والأمانة.[1]

ونجد أن هناك ترابطاً مشتركاً في مفهوم منهج البحث العلمي حتى على صعيد التعريف اللغوي، فكلمة (المنهج) تعني الطريق أو المسلك الذي يتّبعه الباحث أثناء مسيره في خطوات بحثه، تليها كلمة (البحث) ومعناها الطلب والتقصي أثناء محاولة اسكتشاف شيء غامض أو إيجاد شيء مفقود، وكلمة (العلمي) تشير إلى الدراية الممنهجة، وإدراك الحقائق، ودراسة وتحليل الروابط بينها بوسائل موثوقة وبأسلوب عملي منظم. لذلك فإن منهج البحث العلمي هو عملية منظمة لتقصي الحقائق والفرضيات عن طريق اتباع مجموعة من المناهج المعتمدة، التي توصل الباحث لنتائج تؤكد صحة الحقائق وتَقيس مدى قابليتها للتطبيق، أو تُثبت الفرضيات، أو تنفيها، أو تعدلها.[2]

مناهج البحث العلمي

تتعدّد مناهج البحث العلمي وفقاً لعدة تصنيفات عالمية، ولعل المنهج التاريخي، والوصفي، والتجريبي من أشهر مناهج البحث العلمي، وفيما يأتي تفصيل لكل منها.[3]

المنهج التاريخي

يعتمد الباحث عند اختياره المنهج التاريخي على تحليل وتفسير الأحداث الماضية، فيصف عناصرها ويحدد مسبباتها ويسرد نتائجها، مستعيناً بتلك المعلومات لاستيعاب الواقع ومحاولة التنبؤ بتداعياته في المستقبل، مستنبطاً عدة نتائج محللة ومدروسة وفق خطوات علمية متسلسلة، بالاستناد على وقائع وتجارب سابقة. وتكمن أهمية هذا المنهج في تأكيده على العلاقة الوطيدة والدائمة بين الأحداث الماضية وتفاعل آثارها الباقية في الحاضر والمستقبل، وأنه أيضاً يُساعد على تفعيل المراجعات الحقيقية والعلمية لنظريات أو قوانين أو عادات سابقة ويُخضعها للتحليل والنقض أو الإثبات، كما أنه يدعم تراكم الخبرات والاستفادة من كل تجربة، لتصحيح مسار الواقع نحو المستقبل.[3]

من مزايا المنهج التاريخي أنه يرتكز في أساسه على المصادر الأولية والثانوية للبيانات، ويفصّل في تدقيقها وتحليلها واستخلاص الفائدة منها، بالأسلوب العلمي المعتمد في الأبحاث العلمية وخطواتها المتتالية. ومن عيوب هذا المنهج أنه قد يعتمد على مصادر ماضية غير مكتملة، قد يعتريها النقص أو التحيز والتزوير، ويصعب على الباحث التأكد من صحة هذه المصادر أو حتى إخضاعها للتجريب، فهي مرتبطةٌ بظواهر وظروف ماضية زمنية ومكانية يصعب تكرارها للتنبؤ بتفاعلاتها المستقبلية.[3]

المنهج الوصفي

يدور محور هذا المنهج حول وصف الظواهر وبياناتها، فيعرضها الباحث ويدرسها تحت ضوء عدد من الإحصائيات والدراسات، فيتمكن بذلك الباحث من الوصول لنتائج دقيقة، تمكنه من التعرف أولاً على أسباب مشكلة البحث، ولذلك يعتبر هذا المنهج من أكثر مناهج البحث استخداماً وانتشاراً. وتتنوع أساليب الدراسات الوصفية، ومنها: الدراسات المسحية التي تُحلّل وتفسر البعد الواقعي لظاهرةٍ ما أو مشكلة البحث، فترتكز على محتوى البيانات الموثّقة لاستخلاص النتائج منها، أما الدراسات الارتباطية فمنها تُعرف درجة الارتباط بين متغيرات الظواهر وبالتالي مدى تأثيرها على نتائج الظاهرة الواقعية، وتهتم الدراسات التطويرية بالتعديل الذي يطرأ على المتغيرات نتيجة مرور الزمن، فقد تتعدّل نسب المتغيرات وتأثيرها لاختلافها، مع تثبيت المدة الزمنية لكل التجارب.[3]

ومن عيوب هذا المنهج أنه يصعب تعميم نتائجه لأنه يعتمد على ظاهرة مرتبطة بزمان، ومكان، ومتغيرات مؤثرة في ذات الظاهرة، ويحد ذلك من قدرة هذا المنهج على التنبؤ، ويُخشى في هذا المنهج حدوث تحيز عند الاعتماد على مصادر محدودة وتفضيلية لبعض منها.[3]

المنهج التجريبي

تتوضح العلاقة التي تربط المؤثر بالأثر عن طريق المنهج التجريبي، والذي يبين علاقة السبب بالنتيجة. وقد شاع استخدام هذا المنهج في العلوم الطبيعية، ويندر استخدامه في العلوم السلوكية، لأن التجربة الإنسانية يصعب ضبط متغيراتها التفصيلية، فالمنهج التجريبي يعتمد على إحداث تغير متعمّد، للشروط التي تحدد الظاهرة، ويكون بمعيار مضبوط لملاحظة ما ينتج عن هذا التغير، بذلك يكون هذا المنهج قد أثبت الفرضيات أو نفاها بالاعتماد على التجربة ذات المتغيرات والمؤثرات المضبوطة.[3]

تصنيف مناهج البحث وكيفية اختيارها

يتخذ تصنيف مناهج البحث العلمي أشكالاً متعددةً وفق أطروحات علمية معتمدة، ونذكر من هذه التصنيفات ما يأتي:[4]

وللعلماء العرب أيضاً عدد من التصنيفات، ومنها تصنيف محمد طلعت عيسى الذي أرفق في تصنيفه منهج المسح الاجتماعي، والمنهج المقارن، وغيرهم، وتصنيف عبد الرحمن بدوي الذي شمل المنهج الاستدلالي، والتاريخي، والتجريبي، وتصنيف محمود قاسم الذي تنوع بين مختلف العلوم، فكان ضمن تصنيفه منهج البحث في الرياضيات، والعلوم الطبيعية، وعلم الاجتماع، والتاريخ.[4]

معايير تصنيف مناهج البحث العلمي

يصنف العديد من الباحثين مناهج البحث العلمي وفقاً لأربعة معايير، وهي:[5]

صفات الباحث المحترف

ينبغي على الباحث أن يتحلى بصفات علمية وعملية، تؤهله لأن يكون باحثاً محترفاً ذا خبرة، ودراية، وتمكن، ولعل من أهم هذه الصفات هي السعي الدائم نحو العلم والمعرفة، وسعة الاطلاع، والخبرة العملية، ولكي يُنجز بحثه بأسلوب متقن، عليه أن يُنظّم وقته وجهده وأن يكون دقيقاً في عمله، ويتطلب ذلك مزيداً من الصبر، والمثابرة، والإخلاص، والأمانة، فلا يزوّر الحقائق، أو يُزيّف البراهين، أو يتحيّز أو يسعى للتباهي فتطغى شخصيته ويسيطر رأيه على البحث، وعليه أن يتجنّب التكرار والعشوائية في الطرح، وأن يلتزم بالموضوعية، والقواعد السليمة في البحث، والتدوين، والإحصاء، والتقصي، حتى يُنجِز بحثه بالاحترافيّة المطلوبة، والمستوى المنشود.[6]

المراجع

  1. ↑ علي جواد (12-9-2017)، "تعريف منهج البحث "، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  2. ↑ فاطمة وناس (1-12-2016)، "مدخل الى منهج البحث العلمي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح عائشة عريشي (31-8-2017)، "أهم مناهج البحث العلمي"، www.shms.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد بدر، أصول البحث العلمي ومناهجه، صفحة 227-232. بتصرّف.
  5. ↑ كمال دشلي، "منهجية البحث العلمي"، www.hama-univ.edu.sy، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "مدخل للتعريف بالبحث العلمي"، www.fiqh.islammessage.com، 13-11-2011، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.