ما حكم إسقاط الجنين طب 21 الشاملة

ما حكم إسقاط الجنين طب 21 الشاملة

الجنين

اهتَمّت الشريعة الإسلاميّة بالإنسان وتفاصيل حياته اهتِماماً كبيراً، وجاءَ هذا الاهتمامُ عاماً شاملاً، حتّى شمل جَميع مَراحل حياة الإنسان ابتداءً من ثُبوت وجوده في بطن أمه؛ حيث ثبت في تلك المَرحلة حقّ الجنين في الحياة، وعدم جواز الاعتداء عليه قبل ولادته، إن ثبت بحسب المُعطيات العلميّة والشرعية تمام خلقته وسلامته صحياً، ما دام في بطن أمه، وحتى بَعدَ ولادته حياً سليماً؛ حيثُ أثبتت الشريعة له حقّه في الرضاعة الصحية التامة، والحضانة، والتربية والتنشئة الصالحة، وغيرها الكثير من مظاهر الاهتمام بالإنسان والحقوق المادية والمعنوية، فما المقصود بإسقاط الجنين؟ وما حكمه الشرعي؟

معنى الجنين

الجنين في اللغة: اسم، وجمعه: أجنَّة، ويُطلق في اللغة على عدّة معانٍ؛ القَبر، والجَنِينُ: المسْتور، والجَنِينُ: الولد ما دامَ في الرَّحِم، أمّا تعريف الجَنِينُ عند الأَطِبْاء فهو: ثمرة الحمل في الرحِم، حتَّى نهاية الأَسبوع الثامن، وبعد ذلك يُدعَى بالحمل.[1] أمّا الجنين في الاصطلاح فيُطلق على ما يكون في الرحم، من مرحلة بدء التكوين وذلك بحدوث التلقيح والاستقرار فيه، إلى غاية خروجه من بطن أمه.[2]

مراحل تكون الجنين

يَمرّ الجَنين وهو في بطن أمّه بعدة مراحل ورد ذكرها في القرآن الكريم، وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).[3] يتبين من الآية الكريمة أنّ مراحل الجنين في بطن أمه هي:[4]

معنى إسقاط الجنين

أقسام إسقاط الجنين

يُقسم الإجهاض أو إسقاط الجنين عند الفُقهاء إلى قسمين مُعتمدين في التقسيم على استقراء وتتبّع الآيات القرآنيّة الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، فكان تقسيمهم حسب نفخ الروح في الجنين إلى قسمين: [7]

أقسام إسقاط الجنين عند الأطباء

باعتبار المرحلة

قسّم الأطباء إسقاط الجنين أو الإجهاض إلى تقسيمات كثيرة، وباعتبارات مختلفة، ويعود ذلك إلى مرحلة الحمل، والدافع على الإجهاض؛ حيث قسّموا الإجهاض باعتبار المرحلة التي يحدث فيها، والأسباب الطبيّة لوقوعه إلى:[7]

باعتبار الكيفية

يُقسم إسقاط الجنين باعتبار الكيفيّة إلى الآتي:[7]

حكم إسقاط الجنين

قسّم الفقهاء الإجهاض إلى قسمين؛ الإجهاض قبل نفخ الروح، والإجهاض بعد نفخ الروح، وبناءً على هذا التقسيم بيّنوا الحُكم الشرعي في الإجهاض؛ فاتفقوا على أنّ نفخ الروح يكون بعد مئةٍ وعشرين يوماً من الحمل، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربع كلِماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملِهُ وشقيٌّ أو سعيدٌ، فوالَّذي لا إلَهَ غيرُهُ إنَّ أحدَكُم ليَعملُ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بينَهُ وبينَها إلَّا ذِراعٌ فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعمل بعملِ أَهْلِ النَّارِ فيدخلُها، وإنَّ أحدَكُم ليعملُ بعملِ أَهْلِ النَّارِ حتَّى ما يَكونَ بينَهُ وبينَها إلَّا ذراعٌ ثمَّ يسبِقُ عليهِ الكتابُ فيعمَل بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ فيدخُلُها)[8] واتفقوا على أنّ الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين حرامٌ شرعاً على الإطلاق، إلاّ في حالة الضرورة الطبية التي تستدعي وجود خطر على حياة الأم.[9]

بالنسبة للإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين، فقد كان محل خلاف بين أصحاب المذاهب الفقهية، بل وبين أصحاب المذهب الواحد، وتفصيل ذلك على النحو الآتي:[10]

المراجع

  1. ↑ "تعريف ومعنى الجنين"، معاني، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2017. بتصرّف.
  2. ↑ د.فريدة زوزو، الإجهاض دراسة فقهية مقاصدية صفحة 6، بتصرّف.
  3. ↑ سورة المؤمنون، آية: 12-14.
  4. ↑ د. فريدة زوزو، الإجهاض دراسة فقهية مقاصدية، صفحة 7-9، جزء -. بتصرّف.
  5. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 56، جزء 2. بتصرّف.
  6. ↑ د. محمد علي البار (1983)، خلق الإنسان بين الطب والقرآن (الطبعة الرابعة)، السعودية: الدار السعودية، صفحة 431.
  7. ^ أ ب ت د. فريدة زوزو، الإجهاض دراسة فقهية مقاصدية، صفحة 12-14، بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2643، صحيح.
  9. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 57، جزء 2. بتصرّف.
  10. ↑ د. فريدة زوزو، الإجهاض دراسة فقهية مقاصدية، صفحة 18-21، بتصرّف.