ما حكم قطيعة الرحم طب 21 الشاملة

ما حكم قطيعة الرحم طب 21 الشاملة

قطيعة الرحم

انتشر في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة مشكلةً كبيرةً، وهي مقاطعة الأقارب بعضهم البعض، فأصبح الأخ يهجر أخاه، ويقاطع الأقرباء بعضهم، بل قد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى اعتداء الابن على أبيه، وكلّ ذلك بسبب خلافاتٍ قد تكون تافهةً في بعض الأحيان، وتستمر قطيعة الرحم بين الناس لأعوامٍ عديدةٍ، وهم يعتقدون أنّه ذنبٌ بسيطٌ هيّنٌ، غافلين عن الخطر العظيم الذي وقعوا فيه، إذ إنّ قطيعة الرحم كبيرةٌ من الكبائر، وعد الله فاعلها باللعن والطرد من رحمته، وقد قال العلماء أنّ كلّ ذنبٍ توعّد الله -تعالى- فاعله بالعذاب، أو النار، أو اللعنة، أو الغضب، فهو من الكبائر، وروى أبو بكرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ -تعالى- لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ)،[1] وروت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ)،[2] وقد حثّ الإسلام على صِلة الرحم، فكانت من أول ما وصّى به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الناس عند وصوله إلى المدينة المنورة، كما روى عبد الله بن سلام رضي الله عنه، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء إلى المدينة المنورة، فاجتمع الناس حوله لاستقباله، وهم يقولون: قَدِم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ سمعه عبد الله بن سلام وهو يقول: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ)،[3] بالإضافة إلى أنّ صِلة الأرحام من أسباب التوسعة في العمر والرزق، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سرَّهُ أن يُبسَطَ علَيهِ في رزقِهِ، ويُنسَأَ في أثرِهِ، فليَصِلْ رحمَهُ)،[4] فبما أنّ قطيعة الأرحام من الكبائر لا بُدّ من المبادرة إلى التسامح والعفو، فإنّ خير المتهاجرين من يبدأ بالسلام.[5]

حكم قطيعة الرحم

إنّ حكم قطيعة الرحم هو الحُرمة، إذ إنّ الإسلام اعتبرها من أعظم الكبائر التي تستوجب العقوبة يوم القيامة، وممّا يدلّ على عِظَم هذه المعصية أنّ الله -تعالى- قرن بينها وبين الإفساد في الأرض في القرآن الكريم، حيث قال عزّ وجلّ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)،[6] ومن الأحاديث النبويّة التي تدلّ على حُرمة قطع الرحم ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (خلق اللهُ الخلقَ، فلمّا فرغ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فقال: مَه، قالت: هذا مقامُ العائذِ بك من القطيعةِ، فقال: ألا تَرضَينَ أن أَصِلَ من وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعكِ؟ قالت: بلى يا ربِّ، قال: فذلك لك).[7][8]

أسباب قطع الرحم

ثمّة العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة قطع الأرحام، منها:[9]

المراجع

  1. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن رفيع بن الحارث الثقفي أبي بكرة، الصفحة أو الرقم: 4902، صحيح.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2555، صحيح.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 2648، صحيح.
  4. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1693، صحيح.
  5. ↑ "قطيعة الرحم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2018. بتصرّف.
  6. ↑ سورة محمد، آية: 22-23.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7502، صحيح.
  8. ↑ "جزاء وكفارة قطع الأرحام"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2018. بتصرّف.
  9. ↑ "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2018. بتصرّف.