ما حكم الهجر طب 21 الشاملة

ما حكم الهجر طب 21 الشاملة

إنّما المؤمنون أخوةٌ

يحرص الإسلام على توثيق عرى التّعارف والتّآلف بين النّاس عموماً، والاجتماع على خير البشرية؛ فقال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)،[1] ودعا أتباعه إلى تعميق أواصر المحبّة والمودّة فيما بينهم؛ فقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)،[2] وحثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين في شواهدٍ كثيرةٍ على إفشاء السّلام، ونشر المحبّة بين عباد الله، ومن هنا فإنّ الدّعوة إلى التّعاون على البرّ والتّقوى بحاجةٍ إلى التّواصل البنّاء ،والمعايشة الصالحة، واللقاء الإيجابيّ، وبالرّغم من كلّ هذا؛ فإنّ الإسلام يقرّ بأنّ التنوّع والاختلاف بأطباع البشر قد ينشأ عنه سوء فهم يؤدّي إلى التّنازع والمشاحنات والخصومات، ويقود بعض هذا النّزاع إلى الهجران والقطيعة، وقد كان للشّرع الحنيف موقفاً واضحاً من هذه المسألة، وهذا المقال يسلّط الضّوء على حكم الهجر في الإسلام.

حكم الهجر في الإسلام ومسائله

تتعدّد مسائل الهجر في حكمها تبعاً للغايات والمقاصد، وصِلتها بالنّص الشرعي، ومن هنا فقد فصّل أهل الفقه في المسألة على وجوه، ويمكن إجمالها فيما يأتي.

حكم الهجر في الإسلام

الحالات التي يجوز فيها الهجر

بعد أنْ اتّضح الحكم الشرعي للهجر، وأنّ الهجر المباح أنْ لا يتجاوز ثلاثة ليالٍ كما تقدّم تفصيل ذلك بالدّليل الشرعي؛ فإنّ هناك حالاتٌ تستثنى من عموم هذا الحكم، وقد أبان عنها العلماء، وكشفوا عن مسائلها، وبيان ذلك فيما يأتي:[8]

الحكمة من جواز الهجر ثلاث ليال

استشرف أهل الدراية في مقاصد الشريعة والأحكام أنّ الحكمة الشرعية المُرادة من جواز هجر المسلم أخاه ثلاث ليالٍ هي أنّ يسكنَ الغضب، وتهدأ النّفس من دواعي الشحناء، ذلك أنّ الأمر الذي حمل على الهجر يزول بانقضاء هذه المدّة، لذا حرّم الشّرع الزّيادة فيها وفق ما تمّ بيانه، وقد تجاوز الشّرع عن الهجر في الثلاث ليالٍ مراعاةً لحال الإنسان عند نشاط غضبه، وربّما كان للإنسان حين غضبه حظّاً لنفسه، أو عقد أمره على أنْ لا يعفو عن أخيه؛ فسومِح في تلك الفترة لزوال أثر تلك الانفعالات عنه.[10]

مضار الهجر

لا ريب أنّ الهجر صفةً تستجلب سخط الله سبحانه، وعقابه على الهاجر والقاطع، وهي كذلك سببٌ في منع وتأخير مغفرة الله لعباده، والهجر حبلٌ من حبائل الشيطان الكثيرة، إذ ينفذ من خلالها لإغواء النّاس وإفسادهم، ويعرّضهم لدخول جهنّم، ومعلوم أنّ الهجر إذا تعدّى الحدود الشرعيّة بطبيعته ومدّته؛ فإنه يسبّب مشكلاتٍ اجتماعيةٍ متعدّدةٍ، ومن أهمّها تّفكّك روابط العقد الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد.[11]

المراجع

  1. ↑ سورة الحجرات، آية: 13.
  2. ↑ سورة الحجرات، آية: 10.
  3. ^ أ ب رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 2560، صحيح.
  4. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5666، أخرجه في صحيحه.
  5. ↑ مشهور حسن (13-3-2009)، "ما حكم من هجر أخاه فوق ثلاث ثم صالحه بعد ذلك، هل يجب عليه توبة؟"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.
  6. ↑ محمد المنجد (13-8-2008)، "هل يقاطع رحِمه الذين يعملون المعاصي ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.
  7. ↑ محمد المنجد (28-6-2002)، "لا يجوز هجر المسلم لاختلاف وجهات النظر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.
  8. ↑ مركز الفتوى (19-3-2001)، "الأحوال التي يجوز هجر المسلم فيها فوق ثلاث"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.
  9. ↑ سورة النساء، آية: 34.
  10. ↑ مركز الفتوى (25-10-2012)، "الحكمة من جواز الهجر مدة ثلاثة أيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.
  11. ↑ "الهجر فوق ثلاث"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2108. بتصرّف.