ما حكم بر الوالدين طب 21 الشاملة

ما حكم بر الوالدين طب 21 الشاملة

بر الوالدين

دعا الإسلام في العديد من النصوص إلى بر الوالدين وشدد في ذلك، بل إنّ الله سبحانه وتعالى قد قرن رضاه برضا الوالدين وطاعته بطاعتهما، فقال في سورة الإسراء: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)،[1] فما هو حكم برِّ الوالدين في الإسلام، وكيف للمسلم أن يبر والديه؟

معنى بر الوالدين

حكم بر الوالدين

بر الوالدين فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ فقد اهتم الإسلام بالوالدين اهتماماً كثيراً؛ فجعل طاعتهما والبر بهما من أفضل الأعمال تقرباً من الله سبحانه وتعالى، ونهى عن عقوقهما، فقد أمر الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين، وقرنه بعبادته وتوحيده سبحانه، قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)،[1] والقضاء في الآية الكريمة بمعنى الأمر، والوجوب،[3] وقد قرن الله سبحانه وتعالى شكر الوالدين بشكره؛ قال الله سبحانه وتعالى: (..أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).[4]

ولا يختص البر بالوالدين بكونهما مسلمين فقط، بل وإن كانا كافرين يجب برهما والإحسان إليهما، ما لم يأمرا بالإشراك بالله أو ارتكاب معصية، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)،[5] بل ويتوجب القول لهما قولاً ليناً يدل على الرفق بهما، والمحبة لهما، ويجتنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، ولا ينهرهما.[6]

كيفية بر الوالدين

بر الوالدين من الأمور والأعمال المهمة التي حثّ الإسلام على فعلها، وحتى ينال المسلم فضل بر الوالدين يتعين عليه فعل الكثير من الأعمال، منها:[7]

فضل بر الوالدين

لبر الوالدين فضائل كثيرة وعظيمة، منّها:[8]

بر الوالدين في القرآن الكريم والسنة النبوية

أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين، وبرهما، وقد دلّ على ذلك نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، ومما ورد في بر الوالدين ومعاملتهما بالحُسنى قول الله سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)،[10] وقوله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[11] أما من السنة النبوية الشريفة فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قُلْت: يا رسولَ اللهِ، أيُّ العملِ أفضَلُ؟ قال: الصلاةُ علَى ميقاتِها، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: ثم بِرُّ الوالِدَينِ، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، فسكتُّ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ، ولوِ استَزَدتُهُ لزادَني).[12]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 23.
  2. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 59-63، جزء 8، بتصرّف.
  3. ↑ عبد الرحمن السعدي (2000)، تفسير السعدي (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 456، بتصرّف.
  4. ↑ سورة لقمان، آية: 14.
  5. ↑ سورة الممتحنة، آية: 8.
  6. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 64-65، جزء 8، بتصرّف.
  7. ↑ منال المنصور (29-4-1434هـ)، "الإحسان إلى الوالدين"، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2017، بتصرّف.
  8. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، بر الوالدين- مفهوم، وفضائل، وآداب، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 8-18، بتصرّف.
  9. ^ أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، بر الوالدين- مفهوم، وفضائل، وآداب، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 32، 33، بتصرّف.
  10. ↑ سورة العنكبوت، آية: 8.
  11. ↑ سورة النساء، آية: 36.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2782، صحيح.