ما هو حكم النقاب طب 21 الشاملة

ما هو حكم النقاب طب 21 الشاملة

فضائل الفرائض

جاء الدّين الإسلاميّ بعدّة أحكام لتنظيم حياة النّاس وتيسيير أمورهم، وجعل منها الفرائض، ثمّ زاد عليها الفضائل والمستحبّات حتى يتفاوت النّاس في تحصيل الأجر والثواب، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يشجّع ويحثّ أصحابه -رضي الله عنهم- على الإكثار من الطّاعات والعبادات، فقال لابن عمر رضي الله عنه: (نِعمَ الرَّجلُ عبدُ اللهِ لو كان يُصلِّي منَ اللَّيلِ. فكان بَعدُ لا ينامُ منَ اللَّيلِ إلَّا قَليلاً)،[1] وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه -رضي الله عنهم- حين طلبوا الجنّة بأن يسألوا الله الفردوس الأعلى منها، ومن الواجبات والفرائض التي أوجبها الله -تعالى- على نساء المسلمين لبس الحجاب الشرعيّ، ثمّ زاد على الحجاب لبس النّقاب، لكنّ العلماء اختلفوا في حكم النّقاب بين الوجوب والاسّتحباب، فما هو النّقاب، وما حُكمه، وما هو فضله، وما هي صفاته؟

حُكْم النّقاب

اختلف الفقهاء في الحكم الشرعيّ للنّقاب، فمنهم من قال بوجوبه ومنهم من قال إنّه سنّة وفضيلة وليس واجباً، ومنهم من رأى أنّه يتفاوت بين الوجوب والاسّتحباب بحسب الظروف التي تُحيط بالمرأة، فورد عن الإمام أحمد بن حنبل وفي الصّحيح من المذهب الشافعيّ وجوب لبس النقاب للمرأة المسّلمة أمام الرّجال الأجانب، وقالوا بأنّ الوجه عورة ولا يجوز كشفه لغير المحارم، أمّا الإمام أبو حنيفة والإمام مالك بن أنس فقد ذهبا إلى أنّ النقاب مستحبّ وليس واجب، والرأي الثّاني لعلماء الحنفيّة والمالكيّة ينصّ على أنّ المرأة إذا خشيت الفتنة كان لبس النقاب واجباً عليها، والفتنة تكون بالجمال الظاهر من المرأة، وخوف الفتنة هو الخوف أن تنتشر الفتنة من كشف المرأة لوجهها لغير المحارم، أمّا إذا أمِنت المرأة ذلك فلا يعدّ لبس النّقاب في حقّها واجباً،[2] ويُستدلّ على وجوب لبس النقاب بقول الله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)،[3] والوجه هو مُنتهى الجمال عند المرأة ومحلّ نظر الرّجال ولذلك يجب عليها أن تستره عن الأعين، وقد سُئل عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- عن تفسير الآية الكريمة: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)،[4] فغطّى وجهه بيده وأبقى عيناً واحدة؛ ممّا يدلّ على أنّ نساء المسلمين كنّ يرتدين النّقاب في ذلك الوقت.[5]

تعريف النّقاب

عرّف العلماء النّقاب في اللغة وفي اصطلاح الشّرع كما يأتي:

الحِكمة من مشروعيّة الحجاب

جعل الإسلام حجاب المرأة علامةً مميِّزة، فالنّاظر إليها يُدرك أنّها على قدر من الكرامة والثّقة بالنّفس ممّا يجعلها تترفّع عن أي شهوة أو ابتذال وإهانة لنفسها، فجعل الإسلام بين المرأة والنّاظر إليها حجاباً ومانعاً من التفكير السيء، والحجاب المطلوب في الإسلام ليس غطاء الجسد عن الأعين فحسب، فالحجاب يشمل أيضاً التصرّفات السليمة والرفيعة بحيث تبتعد المرأة عن الخضوع في القول وعمّا سواه من أسباب الفتنة والخطيئة، وشُرع الحجاب لحماية المجتمع وصونه من الآثار المترتبة على عدم الالتزام بأحكام الشّريعة الإسلاميّة، وجعله سامياً وعالياً في علاقاته بين الرّجال والنّساء، وشرع الإسلام عدّة أحكام وأمور لحماية المجتمع من الوقوع في المحرّمات ومن انتشار الرذائل في المجتمع، منها:[8]

صفات الحجاب الشرعيّ

أوجب الله -تعالى- على المرأة المسّلمة الحجاب الشرعيّ بصفاتٍ وشروطٍ محدّدة، هي:[9]

قرن الإسلام الحجاب الشرعيّ بصفاتٍ عظيمةٍ تنعكس على المرأة المسّلمة الملتزمة به والمحافظة عليه، وفيما يأتي بيان ذلك:[9]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1121، صحيح.
  2. ↑ "حكم النقاب والأدلة على وجوب الستر"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  3. ↑ سورة النور، آية: 31.
  4. ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
  5. ↑ "هل يشترط لبس النقاب للمرأة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  6. ↑ "معنى كلمة نقاب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  7. ↑ "معنى النقاب لغةً وشرعاً"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  8. ↑ "الحكمة من مشروعية الحجاب"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  9. ^ أ ب "الحجاب؛ إيمان، طهارة، تقوى، حياء، عفّة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  10. ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
  11. ↑ رواه النووي، في الخلاصة، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم: 1\204، صحيح.
  12. ↑ سورة الأعراف، آية: 26.
  13. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 9\123، صحيح.