ما هو علاج الزهايمر طب 21 الشاملة

ما هو علاج الزهايمر طب 21 الشاملة

مرض الزهايمر

يُعدّ مرض الزهايمر أو ألزهايمر أو الخرف الكهلي (بالإنجليزيّة: Alzheimer's disease) أحد الاضطرابات العصبية التنكسية المزمنة التي تؤثر في خلايا الدماغ وتؤدي إلى موتها، وينتج عن ذلك تراجع في المستوى الإدراكي والسلوكي لدى المريض، بالإضافة إلى فقدان الذاكرة التدريجي، الأمر الذي يؤثر سلباً في قدرة الفرد على إنجاز الأعمال والأنشطة الاعتيادية اليومية، وفي الحقيقة يُعدّ الزهايمر أكثر أنواع مرض الخرف (بالإنجليزيّة: Dementia) شيوعاً،[1] ويتم عادةً تصنيف الزهايمر إلى ثلاث مراحل أساسية وهي؛ مرحلة الزهايمر البسيط وتتضمّن ظهور أعراض أولية للمرض وأهمّها؛ مشاكل في التركيز والذاكرة، وصعوبة في الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، مع إمكانية قيام المريض بالأنشطة اليومية بنفسه، يليها مرحلة الزهايمر المتوسط وتمثّل أطول مراحل المرض وقد تستمرّ لعدّة سنوات، ويُلاحظ خلالها ظهور أعراض جديدة تتعلّق بتأثير المرض في التعبير اللغوي، والتفكير الواعي، والعمليات الحسيّة، أما مرحلة الزهايمر الشديد فيعتمد فيها المريض على الآخرين بشكل كلّي، وذلك بسبب عدم قدرته على القيام بالأعمال اليومية وحده.[2]

علاج مرض الزهايمر

تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد حتى الآن أي علاج يؤدي إلى التعافي التام من مرض الزهايمر، ولكن توجد بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض بشكل مؤقّت،[3] في الحقيقة تكمن أهمية استخدام هذه الأدوية لمرضى الزهايمر في الحفاظ على الوظيفة العقلية والذاكرة قدر الإمكان، وتقليل سرعة ظهور وتطوّر أعراض المرض، وهذا بدوره يُعطي المريض المزيد من الراحة والثقة، بالإضافة إلى منحه بعض الاستقلالية للقيام بشؤونه الخاصة دون مساعدة الآخرين لأطول فترة زمنية ممكنة، ومن الجدير بالذكر أنّ أدوية الزهايمر تعمل بفعالية أكبر خلال المراحل الأولية والمتوسّطة من المرض،[4] ويعتمد قرار البدء في العلاج الدوائي على الطبيب المختصّ المُعالج للحالة.[5]

مثبطات الكولينستريز

تعمل مثبطات الكولينستريز (بالإنجليزيّة: Cholinesterase inhibitors) على زيادة كمية مادة كيميائية لها دور مهم في عملية تنقّل الرسائل والإشارات العصبية حول الدماغ، والتي تؤثر بشكل كبير في طريقة الحركة، والتفكير، والتذكّر، وتُعرف هذه المادة بالأستيل كولين (بالإنجليزيّة: Acetylcholine)، وفي الحقيقة يُوصى باستخدام هذه المجموعة الدوائية لدى مرضى الزهايمر في الحالات البسيطة والمتوسطة؛ حيث إنّها قد تُقلّل من أعراض المرض لفترة من الزمن، وقد يُلاحظ الأفراد تحسّن الذاكرة، أو التفكير، أو التواصل، أو إنجاز الأنشطة اليومية، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد تظهر بعض الآثار الجانبية لدى بعض المرضى نتيجة استخدام مثبطات الكولينستريز، ولعلّ من أبرزها؛ الشعور بالغثيان، والإسهال، ومشاكل النوم، وتشنّجات العضلات، والتعب، ولكن عادةً ما تكون هذه الآثار بسيطة ومؤقتة، وتتوفّر ثلاثة أنواع من الأدوية التابعة لمجموعة مثبّطات الكولينستريز وهي؛ دونيبيزل (بالإنجليزيّة: Donepezil)، وريفاستيجمين (بالإنجليزيّة: Rivastigmine)، وجالانتامين (بالإنجليزيّة: Galantamine)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تتماثل بطريقة عملها ومدى فعاليتها، ولكن قد يظهر تفاوت في نتائج استخدام هذه الأدوية من قبل المصابين من حيث الفاعلية والآثار الجانبية،[5] وفيما يلي بيان الأشكال الصيدلانية المتوفرة لكل منهم:[6]

ميمانتين

يعمل دواء الميمانتين (بالإنجليزيّة: Memantine) عن طريق تثبيط المستقبلات الخاصة بمادة الغلوتامات الموجودة في الدماغ؛ حيث يُعتقد بأنّ هذه المادة الكيميائية قد يكون لها دور في ظهور الأعراض لدى مرضى الزهايمر، وبالتالي فإنّ دواء الميمانتين يُحسّن من الأعراض المصاحبة للزهايمر، ويتم عادةً استخدام هذا الدواء في المراحل المتوسطة والشديدة من مرض الزهايمر، أمّا فيما يتعلق بالآثار الجانبية المتعلقة باستخدام هذا الدواء، فمن أكثرها شيوعاً: والدوخة، والصداع، والإمساك، والارتباك.[7]

يتوفّر دواء الميمانتين على شكل أقراص فموية، وشراب سائل، وكبسولات فموية طويلة المفعول، وفي الغالب يقوم الطبيب بوصف الدواء بحيث يتم تناول الأقراص والشراب مرة إلى مرّتين خلال اليوم، بينما يتم تناول الكبسولات طويلة المفعول مرة واحدة في اليوم، وذلك بصرف النظر عما إذا كان المريض قد تناول الطعام أم لم يتناوله، ويُنصح باتباع الارشادات والتعليمات الطبية المرفقة مع الدواء بدقّة ومنها؛ تناول الدواء في نفس الموعد تقريباً بشكل يوميّ، والاستمرار بتناول الدواء حسب تعليمات الطبيب، وعدم إيقافه إلا بعد التحدّث إلى الطبيب المعالج، وتناول الدواء بالكميّات التي يُحدّدها الطبيب مع مراعاة احتمالية زيادة الجرعة بشكل تدريجيّ مرة أسبوعياً، وفي حال تناول الكبسولات طويلة المفعول يجب بلع الكبسولة كاملة دون مضغها أو تقسيمها، أما في حال تناول الشراب فيجب اتباع إرشادات الشركة المصنّعة لقياس الجرعة، وباستخدام المحقنة الفمويّة يتم وضع الدواء ببطئ في زاوية الفم وابتلاعه.[8]

التحكم بمشاكل النوم لمرضى الزهايمر

يُعدّ حدوث تغييرات ومشاكل في طبيعة النوم من الأمور الشائعة مع التقدّم في السن، ولعلّها تكون أكثر حدّةً وتكراراً لدى مرضى الزهايمر؛ حيث يمكن ملاحظة نوم المريض لفترات أطول من الطبيعي بما في ذلك أخذ قيلولة في النهار، وذلك خلال المراحل الأولية للمرض، بينما يمكن ملاحظة مواجهته لصعوبة النوم ليلاً أو التركيز على النوم في النهار والاستيقاظ في الليل، وذلك في المراحل المتقدّمة من المرض، وقد يعود السبب في ذلك في إلى تلف أجزاء من الدماغ مسؤولة عن التحكّم بالإحساس بحاجة الجسم للنوم والاستيقاظ، وفي الحقيقة ينصح الكثير من الأطباء بإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة والسلوك اليوميّ للمريض بهدف السيطرة على هذه الحالة قبل اللجوء للأدوية العلاجية، وذلك لما لها من آثار وعواقب مؤذية لمرضى الزهايمر.[9]

تغيير نمط الحياة

فيما يلي مجموعة من النصائح العملية التي يمكن لمقدّم الرعاية الخاصّ بمريض الزهايمر القيام بها لمساعدته على علاج مشكلة النوم:[9]

العلاج الدوائي

يقوم الطبيب بوصف الأدوية العلاجية لمشاكل النوم لدى مرضى الزهايمر في حال فشلت النصائح السابقة في تحسين حالته، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الادوية قد يكون لها أضرار على المريض؛ وأهمّها: التشويش والارتباك، وزيادة احتمالية السقوط لديه، لذلك يجب مناقشة الأمر مع الطبيب بشكل مفصّل قبل منح المريض هذه الادوية، ولعلّ أبرز الأدوية العلاجية لمشاكل النوم ما يلي:[9]

التحكم بالأعراض السلوكية لمرضى الزهايمر

يؤدي مرض الزهايمر إلى تدهور تدريجي مستمرّ لخلايا الدماغ، وينتج عن ذلك العديد من التغييرات السلوكية والشخصية لدى الفرد، والتي تُسبّب الكثير من المعاناة والتحدّي للمريض والأفراد المحيطين به، ومن أبرز هذه التغييرات في المراحل الاولية للمرض؛ التهيّج المفرط، والقلق، والاكتئاب، أما في المراحل المتقدّمة للمرض فيُلاحظ ميل المريض للغضب والعدوانية، والحزن العام، والقيام بنوبات عنف لفظية أو جسدية، والأرق، والهلوسة، والأوهام، وبعض الممارسات؛ كتمزيق الورق، وفي سبيل علاج هذه الأعراض السلوكية يمكن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، وفي حال دعت الحاجة يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية العلاجية.[10]

تغيير نمط الحياة

فيما يلي بعض النصائح العملية التي يمكن لمقدّم الرعاية لمريض الزهايمر أن يقوم بها بهدف التخفيف من الأعراض السلوكية:[10]

العلاج الدوائي

يُعدّ استخدام الأدوية للتخفيف من الأعراض السلوكية لمرضى الزهايمر الخيار الأخير في السيطرة عليها؛ حيث إنّه يُنصح بتجربة الوسائل والنصائح السابقة عدّة مرات، والتأكد من عدم نجاحها في تحسين الحالة، بينما قد يرى الطبيب أنّه من المناسب إعطاء المريض الدواء في حال كانت الأعراض شديدة لديه، أو كان هناك أي احتمالية لدى المريض لإيذاء نفسه أو الآخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد أدوية مخصّصة تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الأعراض السلوكية للزهايمر، ولكن هناك بعض الأدوية التي يتم استخدامها لهذا الغرض نتيجة التجربة والممارسة الطبية، وهنا لابدّ من التنبيه لضرورة استشارة الطبيب حول إمكانية وصفه لأي من هذه الأدوية لعلاج المصاب بالزهايمر، إذ يجب أن يكون استخدامها بإشراف طبي، وبعد التعرّف على الأخطار والآثار الجانبية المتوقّعة إلى جانب تحقيق الفائدة الطبيّة المرجوّة منها، وعادةً يتم البدء باستخدام دواء واحد بجرعات قليلة ومراقبة المريض لملاحظة أيّ أعراض جانبية، وفيما يلي بعض الأمثلة على الأدوية المُستخدمة:[10]

توفير الدعم والأمان لمرضى الزهايمر

تعتمد الخطة العلاجية لمرضى الزهايمر بشكل كبير على مدى تهيئة البيئة المحيطة للمريض بما يتناسب مع الوضع الصحي له؛ حيث إنّه يحتاج للكثير من العادات اليومية ذات الطابع البسيط والروتيني، بينما يُنصح بالتقليل من المهام التي تحتاج الذاكرة، وذلك لتوفير الدعم للمريض ومساعدته على الشعور بالراحة، والأمان، والسعادة، والقدرة المستمرة على العمل، وفيما يلي أهم النصائح لتحقيق ذلك:[11]

المراجع

  1. ↑ Markus MacGill (13-2-2018), "What's to know about Alzheimer's disease?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-9-2019. Edited.
  2. ↑ Pamela Kaufman (27-6-2018), "Alzheimer’s Progression: Mild, Moderate, and Severe Stages"، www.everydayhealth.com, Retrieved 12-9-2019. Edited.
  3. ↑ "Alzheimer's disease; Treatment", www.nhs.uk,10-5-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  4. ↑ "How Is Alzheimer's Disease Treated?", www.nia.nih.gov,1-4-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Alzheimer’s Treatments available", www.alzheimersresearchuk.org,1-4-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  6. ↑ Neil Lava (5-5-2019), "Treatments for Alzheimer's Disease"، www.webmd.com, Retrieved 12-9-2019. Edited.
  7. ↑ "FULL PRESCRIBING INFORMATION-memantine", www.accessdata.fda.gov. Edited.
  8. ↑ "Memantine", www.medlineplus.gov,15-4-2016، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  9. ^ أ ب ت Richard Senelick (8-6-2017), "Alzheimer's and Sleep Problems"، www.webmd.com, Retrieved 12-9-2019. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Treatments for Behavior", www.alz.org, Retrieved 12-9-2019. Edited.
  11. ↑ Mayo Clinic Staff (8-12-2018), "Alzheimer's disease"، www.mayoclinic.org, Retrieved 12-9-2019. Edited.