خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وجعله في الأرض خليفة ليعمّرها، وليعبد الله سبحانه وتعالى، وبعث الرسل والأنبياء لهداية الناس، من طريق الضلال إلى نور الهدى والحق، حيثُ بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الناس ليدعوهم إلى الدين الإسلامي، وعبادة الله وحده لا شريك له، وفرض على المسلمين خمسة أركان، ويجب على المسلم الالتزام بها، بالإضافة إلى ذلك جعل له العديد من النوافل التي يستطيع القيام بها؛ لزيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، والحصول على حبّه ورضاه، والفوز بجنّته في الحياة الآخرة، ومن أهمّ النوافل قيام الليل، ويكون القيام في الغالب بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
يكون قيام الليل في جميع الليالي، حسب قدرة المسلم على ذلك، ويبدأ وقته من بعد أداء صلاة العشاء وقبل أداء صلاة الشفع والوتر، ويستمر وقته طوال الليل، حيثُ يقوم المسلم في هذه الأوقات بما يشاء من الطاعات والعبادات، ولكن يُفضّل أن يكون القيام في الثلث الأخير من الليل، والذي ينتهي وقته عند طلوع الفجر، فعن عمرو بن عبسة السلمي أنّه قال: (قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، فصلِّ ما شئت) [صحيح أبي داود]، ولقيام الليل في هذا الوقت فضلٌ عظيم وكبير للمسلمين.
أمّا كيفيّة قيام الليل فيكون بالصلاة، والتي تُصلّى ركعتين ركعتين كباقي النوافل، فعن ابن عمر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (صلاةُ الليلِ مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلى ركعةً واحدةً ، توتِرُ له ما قد صلى) [صحيح البخاري]، أمّا عدد ركعاتها فترجع إلى المصلّي وقدرته، ولكن من الأفضل أداؤها إحدى عشرة ركعة؛ اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فعن عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً) [صحيح البخاري]، وخلال صلاة قيام الليل يستطيع المسلم الدعاء بما يشاء، مثل دعاء الاستفتاح، وكذلك أدعية السجود، ويُفضّل أن يطيل المسلم في سجوده متوجّهاً لله بالدعاء والشكر وطلب المغفرة، بالإضافة إلى دعاء الوتر، ومن أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها قبل الصلاة، هي الوضوء والطهارة، بالإضافة إلى استقبال القبلة، وأن تكون النيّة صادقة وخالصة في القلب لأداء صلاة قيام الليل، كما يمكن أن يقرأ المسلم أثناء الصلاة ما تيسّر له من القرآن الكريم، ويجوز له حمل المصحف والقراءة منه.