لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء طب 21 الشاملة

لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء طب 21 الشاملة

لحم الإبل

يعتبر لحم الإبل من لحوم إحدى الحيوانات التي أباح أكلها للمسلمين، فلا أكله واجباً ولا سنّة، إلا أن جمهور العلماء اختلفوا بوجوب الوضوء بعد تناوله أم لا، واستند كل فريق منهم إلى عدّة أدلّة تدعم رأيهم من السّنة أو القرآن.

لحم الإبل والوضوء

اختلف العلماء في نقض الوضوء بعد أكل لحم الإبل، واجتمعوا على رأيين: أحدهما يقول ببطلان الوضوء بعد تناوله، وأحدهم ينفي الأمر.[١]

الرأي الأول

إنّ أكل لحم الإبل نيئاً أو مطبوخاً أو مشويّاً بعلم، فإنّه يُبطل الوضوء، وهو رأي كل من أحمد بن حنبل، وابن حزم، ورأي الشافعي الأول، أما من الشّافعية فاختاره كل من البيهقي، وابن المنذر، وابن خزيمة والنوويّ. ورجّحه كل من ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني.

أما دليل هؤلاء العلماء في نقض لحم الإبل للوضوء، فقد أخدوا بأكثر من دليل:

قال ابن قدامة في كتابه المغني: (وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: فِي الَّذِي يَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ: إنْ كَانَ لَا يَعْلَمُ لَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ قَدْ عَلِمَ وَسَمِعَ، فَهَذَا عَلَيْهِ وَاجِبٌ؛ لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ، فَلَيْسَ هُوَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَدْرِي. قَالَ الْخَلَّالُ: وَعَلَى هَذَا اسْتَقَرَّ قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْبَابِ.

قلت: وَبِهَذَا يَقُولُ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، وَمِنْ الْفُقَهَاءِ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ).[٤]

الرأي الثاني

إنّ أكل لحم الإبل بجميع أشكاله لا يُنقض الوضوء، وهو الرأي الذي ذهب إليه كل من أبي حنيفة وصاحبيه، وأنس بن مالك، والشّافعي في رأيه الثّاني، وهو الرأي الثابت عنه.

أما الأدلة التي استند إليها هؤلاء العلماء في عدم نقض أكل لحم الإبل للوضوء فهي كما يأتي:

المراجع

  1. ↑ إسلام منصور عبد الحميد، "هل ينتقض الوضوء بأكل لحم الإبل ؟"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  2. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 1156.
  3. ↑ رواه الألباني، في سنن أبي داود، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 184.
  4. ^ أ ب أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (1993)، المغني (الطبعة الأولى)، مصر: دار الحديث، صفحة 122، جزء 1.
  5. ^ أ ب رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1/67.
  6. ↑ أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي أبو جعفر (1994)، شرح معاني الآثار (الطبعة الأولى)، مصر: عالم الكتب، صفحة 72، جزء 1.
  7. ↑ يحيى بن شرف النووي محي الدين أبو زكريا، المجموع شرح المهذب، صفحة 66، جزء 2.
  8. ↑ رواه النووي، في المجموع، عن حصين بن جندب، الصفحة أو الرقم: 6/317.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 275.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3499 .
  11. ↑ علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 33، جزء 1.
  12. ↑ علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي أبو محمد، المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار، صفحة 225.