نواجهُ بحياتنا الكثير من العقبات القاسية التي تصدنا، وتفقدنا الأمل وتملأنا بالخيبة والبؤس، ونصبح ضعفاء غير قادرين على مواجهة مرارة الحياة عندها نكون قد فقدنا ثقتنا بأنفسنا أننا لا نستطيع التغير، وليس لدنيا القوة والصبر لتخطي هذه الأزمة، لذلك علينا التحلي بالصبر والقوة والاعتقاد دائماً أنّ هناك شيء جميل قادم، وإليكم في هذا المقال عبارات عن الحياة القاسية، أتمنى أن تستفيدوا منها.
لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونها وبهتت حروفها، وتاهت سطورها بين الألم واليأس، سوف تكتشف أنّ هذه السطور ليست أجمل ما كتبت، وأنّ هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت، ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه، ومن ألقى بها للرياح، لم تكن هذه السطور مجرّد كلام جميل عابر، ولكنّها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً، ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً.
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية وهي رغم كل ذلك الحياة ونحن مطالبون أن نحياها كما هي.
إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغنّي، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيّة فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً، وقلباً جديداً.
من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحب في قلوب جبانة، بالرغم من أن الخيانة في بعض الأحيان تكون الشعور الأجمل إذا كان الشخص المغدور يستحقها، لكن في النهاية الحب الجميل الصادق تبقى ذكراه إلى الأبد، والحب الكاذب ينتهي إلى آخر نقطة في قاع الجرح.
علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينةً بيوتها المحبّة، وطرقها التّسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني أن لا أندم على شيءٍ، وأن أجعل الأمل مصباحاً يرافقني في كلّ مكان.
لا سلطة لنا على قلوبنا، هي تنبض لمن أرادت ومتى أرادت وكيف ما أرادت، بعضهم ينبض القلب له، وبعضهم ينبض القلب به، وبعضهم هم نبض القلوب، ولكن من الصعب أن ترى من ينبض له قلبك لكن هو لا يكترث لوجودك أصلاً، ولا يبذل الجهد لبقائك معه، وحينها تخذلك الحياة ويخذلك قلبك لأنّه اختار من لم يختاره.
الصمت والكلام بسبب شخص يعزّ عليك، ولكنّه أخطأ في حقك، فإذا تكلمت خسرته، وإذا صمت اهتزّت صورته بداخلك، وتبقى في حيرة بداخلك بين الكلام والصمت، فليس الحزن إلّا صدأ يغشى النفس، والعمل بنشاط هو الذي ينفي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها.
أيجب أن أموت في غيابك اختناقاً لتدرك أنّك هوائي الذي أتنفّسه، وهل كان قلبي قاسياً ليكون هذا الهجر قدري، أم أنّي مظلوم في بحر الحب وحدي، أترانا نلتقي ثانية أم أنّ أيّامنا قد ذهبت ولن تعود، أرسمك في قلبي ذكرى أبدية، أم أدفن ذكراك إلى الأبد، وأنثر الورود فوقها فهذه قسمتي من كدر الحياة.
أشكو هذه الآلام أم أندب تلك الجراح، أأحزن لما أنا به الآن، أم أبكي على الذي خسرته، ولكن لولا الأحزان والآلام، والخيانة والغدر، وكل المواقف والكلمات السيئة، لما تعلمنا الطيبة، ولكنا نجهل من هم حولنا، وبعدها نندم على إعطائنا لهم الثقة المطلقة برغم من أنهم احتلوا قلوبنا وقدمنا لهم كل شيء.
علّمتني الحياة أنّني عندما أفرح أظهر فرحتي لأسعد بها من حولي، وعندما أحزن أواري حزني كما يخفي الربيع آثار الخريف، وعلمتني أيضاً أن أكون مثلها وأن أرتدي ثوب الطهر والعفاف، وعلمتني الحياة أن أكون ناعمة مثل أوراقها وصلبة كالجذور، وخشنة كالساق، وطيبة كالعطر، وعلّمتني أن أكون كالتربة الخصبة أعطي من يزرع في ثمره دون انتظار المقابل.
الكثير من الشعراء مروا بتجارب قاسية، وخذلان أرهقهم في حياتهم، فمنهم من عبر عن ذلك بأبيات قصائد محزنة لكنها جميلة، وهذه بعض منها.
قصيدة قد بدَّل الدهرُ صفوَ العيش بالكَدَرِ للشاعرة وردة اليازجي، وهي وردة بنت ناصيف اليازجي، هي أديبة شاعرة، من لبنان، وكانت قد تعلمت في مدرسة البنات الأميركية في بيروت، وقرأت الأدب على أبيها، ونظمت أبيات الشعر، ولها ديوان صغير سمته (حديقة الورد - ط)، وبعدها سكنت في الإسكندرية، وقد توفيت فيها، وكان أكثر شعرها في المراثي، وهذه أبيات قصيدتها:
قد بدَّل الدهرُ صفوَ العيش بالكَدَرِ
لا عيش يصفُو بذي الدُنيا التي طُبعَت
ما كنتُ أَحسَب أن الدهرَ يفجعني
يومٌ تفتَّت قلبي فيهِ واشتَعلَت فيهِ
يا بين ضيَّقتَ عيشي بعدَ مَصرعهِ
هلاَّ شَفقتَ على أَطفالهِ وعَلى
واخوَةٍ فَقدوا طيب الحياة وأَيَّام
يا غصنَ بانٍ لواءُ البينُ منكسراً
يا حافظَ الودّ صافي القَلبِ ليّنهُ
كنَّا بعيشٍ هنيٍّ طاب مورُدهُ فزال
لا عيش بعدَكَ لي والموت أجمل بي
عَليكَ رحمةُ ربّي والسلام على
قصيدة إنفاقُ أيام الحياة على للشاعر ابن الرومي، هو علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، وهو شاعر كبير، وهو من مواليد بغداد، وكان قد مات فيها مسموماً، وهذه قصيدته:
إنفاقُ أيام الحياة على رزقٍ
والربحُ أجمع في لقاء فتى ً
كابن الوزير فإنه رَجلٌ
مَلكٌ تراه فلا ترى أبداً
فاطلبْ لقاء أبي الحسينولا
ما في قعودك عنه عند غنى ً
أتَعُدُّ نائلَ كفه عوضاً
لا تكفرنَّ اللهَ نعمتَهُ
أوَ ليس كفراً أن تُقَوِّمهُ
قوِّمه بالدنيا سعادتِها
واعلم بأن العسر ما مُنِحَتْ
واعلم بأن اليُسر ما منعت
يا من غدا ذُخري لنائبتي
لا تولني البتراء إنك من
واثبُتْ على الحسنى فقد طَمَحَتْ
وتمام ما أسديتَ إذنُك لي
كلُّ الصنائع أو يخالطها
لا تحسبنَّ جداك أسكرني
قصيدة هواك هواك والدنيا شؤون للشاعر أحمد محرم، هو الكامل أحمد محرّم ابن حسن عبد الله الشركسي، وهو شاعر مصري من شعراء القومية، والإسلام، وأيضاً يُعدّ أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث في الشعر العربي، وهذه قصيدته:
هواك هواك والدنيا شؤون
تقلبني الحوادث والليالي
ظننت سواه أن نزحت دموعي
رويدك إن أشقى الحب حب
وقبلي أعيت البرحاء قوماً
وإني لو أشاور فيك رأيي
يجد علائق الأهواء إلا
ويمنعني الذي تبغين نفسٌ
نماها العلم والحسب المصفى