-

نبذة تاريخية عن العصر الجاهلي

نبذة تاريخية عن العصر الجاهلي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العصر الجاهلي

يُرجع الكثير من العلماء بداية ظهورالأدب الجاهلي إلى قرن ونصف أو قرنين قبل البعثة النبوية؛ وتسميته بالعصر الجاهلي ليس اشتقاقاً من الجهل الذي هو ضد العلم، إنّما من الجهل ضد الحلم، والتعقّل، والهداية كونهم كانوا يعبدون الأصنام المصنوعة من الحجارة.

تميز العرب في العصر الجاهلي بالعلوم والمعارف المختلفة والمتعددة، فنزول القرآن بالبلاغة، والفصاحة، والبيان ما هو إلا دلالة على أنّه أُنزل على قوم وصلوا إلى درجة كبيرة من الفصاحة والبلاغة.

إنّ الدراس والقارئ لهذا العصر يجب عليه دراسته من جميع الجوانب والأبعاد العقليّة، والسياسيّة، والاجتماعيّة، والعقليّة لفهم طبيعة الأدب والشعر لإدراك أهدافه ومراميه.

الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة في العصر الجاهلي

كانت المساحة التي توزعت فيها العرب محدودة ومترامية الأطراف بين شبه الجزيرة العربيّة وحتى اليمن جنوباً وبلاد الشام شمالاً؛ لذلك كانت القبيلة هي أساس الحياة الاجتماعيّة والساسيّة الجاهليّة، فكان لكل قبيلة شيخ يترأسها، ومجلس يضم أعيانها الذين يتصفون بسداد الرأي والحنكة، إذ ينظمون أمور القبيلة، وعلاقاتها مع غيرها من القبائل المجاورة.

شاعت بين تلك القبائل العديد من المُثل العليا والأخلاق الحميدة كالكرم، والسماحة، والمروءة، والتعفف، وإغاثة الملهوف، إلى جانب شيوع بعض الآفات الضار التي حاربها الإسلام كاستباحة الأعراض، والأخذ بالثأر، والخمر، والميسر، والتعصب القلبيّ.

الحياة الدينيّة في العصر الجاهلي

عرف العرب عدة ديانات ومعتقدات مختلفة، ولم يكونوا يُدينون بديانة واحدة، فهناك الهيود الذين انتشروا في يثرب، واليمن، وتيماء، والنصرانية التي ظهرت في الحيرة ونجران، إضافة إلى وجود المجوس، وعبدة النار، والكواكب، والنجوم؛ لكنّ الأغلبية كانت تعبد الأصنام والأوثان.

مع نهاية العصر الجاهلي وُجد الاستعداد العقلي لقبول فكرة الإله الواحد، حيثُ وُجد بعض الأفراد الذين حرَّموا على أنفسهم الخمر والميسر، وهجروا الأصنام، وشككوا في مصداقيتها وصحتها متلمسين ديناً جديداً يهدي عقولهم إلى طريق الصواب والحق.

الحياة العلميّة في العصر الجاهلي

تميزت العرب كما ذكرنا بالعلوم والمعارف المختلفة ومنها: علمهم بالأيام والأنساب، ومعرفتهم بالكواكب والأبراج، والجبر والكسور، والتداوي بالعقاقير النباتية، وكانت لديهم أيضاً العناية بالفراسة، والقيافة، والبيطرة وخاصة المتعلقة بالإبل والخيل.

من أبرز مظاهر الحياة العقليّة ما ظهر في الأدب، والحكمة، واللغة، حيثُ انبعث من التجارب الشخصيّة والخبرات الغنيّة التي تدلّ على استقامة الفكر، وبُعد النظر، كما يعدّ الشعر المثال الأكبر والكامل للتعبير عن الرقي العقلي الذي وصلت إليه العرب، إذ من خلاله أودعت أمجادها، وعبرت فيه عن سجاياها العقليّة والنفسيّة.