-

نسبة سكر الدم الطبيعي للحامل

نسبة سكر الدم الطبيعي للحامل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نسبة سكر الدم الطبيعية للحامل

يُعدّ من الضروريّ التأكد أنّ مستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل ضمن المعدّل الطبيعي، بالإضافة إلى الانتباه لوجود أي من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية ارتفاع نسبة السكر عن الوضع الطبيعي لدى الحامل، وذلك بهدف الحفاظ على صحة الأم والجنين خلال فترة الحمل وما بعد ذلك،[1] وفي الواقع فإنّ النسبة الطبيعية لسكر الجلوكوز في الدم لدى الحامل تكون أقلّ من 95 ملليغرام/ديسيلتر، وذلك قبل تناول الطعام، وعند قياس السكر الدم الصيامي.[2]

ومن الجدير بالذكر أنّه من الطبيعيّ حدوث ارتفاع بسيط في مستوى السكر في الدم لدى الحامل، إلّا أنّ ارتفاعه بشكل كبير قد يدلّ على إصابة المرأة بسكري الحمل (بالإنجليزيّة: Gestational diabetes)، ويعود الارتفاع في نسبة السكر في الدم إلى التغيّرات الهرمونية التي تحدث في جسمها؛ حيث تقوم المشيمة بإنتاج هرمون محفّز الإلبان المشيمي البشري (بالإنجليزيّة: Human placental lactogen)، والذي يقوم بتعديل عمليات الأيض لدى الحامل، وكيفية التعامل مع المواد الكربوهيدراتية والدهنية في جسدها، وذلك بهدف رفع مستوى السكر في دم الأم، والتقليل من حساسيّة خلايا الجسم اتجاه الإنسولين، وبالتالي يستطيع الجنين الحصول على الغذاء الذي يحتاجه من كميات سكر الجلوكوز الإضافية في دم الأم الحامل. كما يقوم جسم الحامل بإنتاج كميات إضافية من هرمون آخر في الأسبوع الخامس عشر من الحمل يُدعى هرمون النموّ المشيمي (بالإنجليزيّة: Human placental growth hormone)، وهو مسؤول أيضاً عن تنظيم مستوى السكر في دم الحامل بحيث يستطيع الجنين الحصول على الكمية التي يحتاجها من الغذاء.[1]

اختبار سكر الدم للحامل

طريقة إجراء الاختبار

يُفضل اختبار سكر الدم للحامل عن طريق اختبار يُعرف باختبار تحمّل الجلوكوز الفموي (بالإنجليزيّة: Oral glucose tolerance test)، إذ يقوم الطبيب المتابع للحمل في الغالب بطلب إجراء هذا الاختبار في الفترة الواقعة بين الأسبوع 24-28 من الحمل، وفي الحقيقة تُنصح الحامل بالاستمرار في النمط الغذائي الطبيعي لها خلال الأيام التي تسبق إجراء الاختبار، مع ضرورة إعلام الطبيب بأي نوع من الأدوية المُستخدمة. أما عن ليلة إجراء الاختبار فيجب على الحامل الصيام عن الطعام والشراب لمدة ثماني ساعات على الأقل قبل إجراء الاختبار. ويتضمن إجراء اختبار سكر الدم للحامل عدّة خطوات أوّلها أخذ عيّنة من الدم الوريدي عند الوصول للمختبر لمعرفة مستوى السكر الصيامي، ومن ثمّ تُعطى الحامل محلولاً من الجلوكوز حجمه 237 ملليلتر ويحتوي على حوالي 100 غرام من السكر حتى تتناوله، وبعدها يتم فحص مستوى السكر في الدم بعد ساعة من تناول هذا المحلول، فإذا كانت النتيجة أعلى من 190 ملليغرام/ديسيلتر يتم تشخيص الإصابة بسكري الحمل، بينما إذا كانت النتيجة تتراوح بين 140-190 ملليغرام/ديسيلتر، يتم إعادة الفحص بعد ساعتين، ومن ثمّ بعد ثلاث ساعات من تناول المحلول.[3]

يوضح الجدول التالي القيم الطبيعية لنسبة السكر في دم الحامل خلال ثلاث ساعات من تناول محلول السكر الخاص بالاختبار، وتجدر الإشارة إلى أنّ وجود نتيجة واحدة أعلى من القيمة الطبيعية، تستدعي إجراء الفحص مرة أخرى بعد عدة أسابيع، بينما يمكن تشخيص وجود سكري الحمل في حال كانت نتيجتين أو أكثر أعلى من القيمة الطبيعية:[3]

الوقت
النسبة الطبيعية (ملليغرام/ديسيلتر)
النسبة الطبيعية (ملليمول/لتر)
السكر الصيامي
أقل من 95
أقل من 5.3
بعد ساعة
أقل من 180
أقل من 10
بعد ساعتين
أقل من 155
أقل من 8.6
بعد ثلاثة ساعات
أقل من 140
إقل من 7.8

أهمية إجراء الاختبار

يمكّن اختبار سكر الدم للحامل من التعرّف على كيفية تعامل جسم الحامل مع سكر الجلوكوز الموجود في الدم،[3] وفي الحقيقة تكمن أهمية إجراء هذا الاختبار في الكشف عن ارتفاع السكر خلال الحمل؛ حيث إنّ أعراض ارتفاع السكر مثل؛ التعب المُفرط، والعطش الشديد، وكثرة التبول، والصداع تتشابه مع الأعراض الظاهرة خلال فترة الحمل، الأمر الذي يجعل من الصعب اكتشاف وجود المرض عن طريق الأعراض، وفي الحقيقة هناك مجموعة من العوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري خلال الحمل، وتستدعي الانتباه لمستوى السكر في الدم عبر إجراء الاختبارات التشخيصية للمرض، ومن هذه العوامل ما يلي:[4]

  • حمل المرأة بسن 35 أو أكبر.
  • السمنة أو الوزن الزائد.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • ولادة سابقة لطفل بوزن أكبر من 4 كيلوغرام.
  • الإصابة السابقة بسكري الحمل.
  • الاستخدام المطوّل لأدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزيّة: Corticosteroid).
  • الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض.
  • الانتماء لمجموعة عرقية ذات خطر مرتفع مثل سكان منطقة أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا.
  • ظهور بقع داكنة من الجلد على الرقبة وتحت الإبط تُعرف بالشواك الأسود (بالإنجليزيّة: Ancanthosis nigricans).

اضطرابات سكر الدم للحامل

ارتفاع السكر

يُعرف الارتفاع المستمرّ لسكر الجلوكوز في دم الأم الحامل بسبب عدم القدرة على تصنيع واستخدام هرمون الإنسولين بالكميات المطلوبة لسدّ حاجات الحمل بسكري الحمل،[1] إذ يؤثر سكري الحمل في ما نسبته 3-20% من النساء الحوامل، وتظهر هذه المشكلة في نهاية الثُلث الثاني والثُلث الثالث من الحمل، وبالرغم من أنّ سكري الحمل يختفي بعد الولادة لدى 90% من النساء، إلا أنّه يرفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى المرأة في المستقبل،[4] كما أنّه قد يُسبّب بعض المشاكل للجنين بعد ولادته في حال لم يتم علاج الأم بشكل سليم عبر الغذاء، والرياضة، والأدوية المناسبة، ومن هذه المشاكل ما يلي:[1]

  • العملقة الجنينية: تتمثّل العملقة الجنينية (بالإنجليزيّة: Macrosomia) بزيادة وزن الجنين وزيادة كمية الدهون في جسمه، الأمر الذي يجعل من الولادة الطبيعية أمراً صعباً.
  • انخفاض سكر الدم: من الممكن أن ينخفض سكر الدم لدى الطفل بعد الولادة مباشرة، نتيجة لإنتاج جسده لكميات كبيرة من الإنسولين أثناء الحمل استجابةً لنسبة السكر المرتفعة في دم الأم، وبمجرد خروجه من رحم الأم، وابتعاده عن مصدر السكر المرتفع القادم من الأم، قد تتسبّب هذه الكميات الزائدة من الإنسولين في جسده بهبوط حاد في مستوى السكر لديه.
  • صعوبة التنفس: إذ تزيد إصابة الأم بسكري الحمل من خطر مواجهة الجنين صعوبة في التنفس بعد الولادة بشكل مباشر.
  • مشاكل النموّ والتطوّر: قد يزيد سكر الحمل من خطر إصابة الطفل لاحقاً ببعض مشاكل النموّ والتطوّر كتطوّر المهارات الحركية واللّغوية.
  • السكري من النوع الثاني: يزيد سكر الحمل من احتمالية إصابة الجنين فيما بعد بمرض السكري من النوع الثاني.

انخفاض السكر

بالرغم من أنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم للحامل هو الأكثر شيوعاً، إلاّ أنّه من الممكن أن يحدث هبوط في نسبة سكر الدم (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia) لدى الحامل في بعض الأحيان بحيث يكون مستوى السكر في الدم أقلّ من 60 ملليغرام/ديسيلتر، وذلك نتيجة لتغيّرات الجسم الداخلية خلال فترة الحمل؛ ويكون السبب المباشر في ذلك هو عدم تناول وجبات الطعام بشكل منتظم، أو عدم تناول الأصناف الغذائية المناسبة لوضع الحمل وحاجة الجنين للسكر، أو ممارسة التمارين الرياضية بإفراط دون تعويض النقص الحاصل في السكر، أو أن تكون جرعات أدوية السكري المُستخدمة تحتاج لتعديل مناسب؛ فكثيراً ما تحدث هذه الحالة لدى الحوامل المصابات بالسكري ويستخدمن الإنسولين في العلاج.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Grazia Aleppo (8-3-2018), "Gestational Diabetes: What You Should Know"، www.endocrineweb.com, Retrieved 10-11-2018. Edited.
  2. ↑ "Blood Sugar Levels for Pregnant Women With Diabetes", www.webmd.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (20-3-2018), "Glucose tolerance test"، www.mayoclinic.org, Retrieved 10-11-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Diabetes Québec Team of Health Care Professionals (1-7-2018), "Diabetes in Pregnancy"، www.diabete.qc.ca, Retrieved 10-11-2018. Edited.
  5. ↑ Donna Christiano (14-11-2017), "What’s the Connection Between Hypoglycemia and Pregnancy?"، www.healthline.com, Retrieved 10-11-2018. Edited.