-

حلم السجن

حلم السجن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تفسير ابن سيرين للسجن في المنام

ربما دل السجن على المرض المانع من التصرف والنهوض، وربما دل على العقلة عن السفر وربما دل على القبر، وربما دل على جهنم لأنّها سجن العصاة والكفرة ولأنّ السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم، فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضاً والسجن مجهولاً فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة، وإن كان السجن معروفاً طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هيِ سجن لمثله لما في الخبر أنّها سجن المؤمن وجنة الكافر، وإن كان المريض مجرماً فالسجن المجهول قبره والمعروف دال على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلّا أن يتوب أو يسلم في مرضه.[1]

وإن رأى ميتاً في سجن فإن كان كافراً فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلماً فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه، وأمّا الحي والسليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضاً إلى ما هو فيه فإن كان مسافراً في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله فيه كدار الكفر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه، وقال بعضهم من رأى أنّه اختار سجنا لنفسه فإنّ امرأة تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه منهاه لقوله تعالى: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبّ إليَّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيْهِ)،[2].[1]

تفسير النابلسي للسجن في المنام

من رأى أنّه خرج من سجن نجا من مرض وإذا رأى المسجون أن أبواب السجن مفتحة نجا من سجنه وكذلك إذا رأى فيه كوة والضوء داخل منها أو رأى سقفه قد زال وظهرت النجوم والسجن عافية المسافر وموت المريض ومن رأى أنّه في سجن سلطان موثق فإنّه يصيبه أمر مكروه أو هو في غم يرتجى فرجه من قبله وإن رأى أنّه خرج منه فإنّه يخرج من ذلك الغم وإن كان فهو غفلته وإن كان مريضاً فهو طول مرضه، ومن رأى أنّه في السجن فتلك دعوة مستجابة وخروج من هم وغم لقصة يوسف عليه السلام، ومن رأى أنّه في سجن مجهول موضعه وأهله وهيئته ولم يخرج من ذلك كان قبره، ومن رأى أنّه موثق في بيته فإنّه يصيبه خيراً أو يراه في أهله.[3]

ومن رأى أنّه سجن في بيت لا يعرفه فإنّه يتزوج امرأة يستفيد منها مالاً وولداً ومن رأى أنّه موثق وكان في شدة فإنّه ينجو ممّا يخاف ويحذر، ومن رأى أنّه يبني سجناً فإنّه يلقي رجلاً إماماً هادياً يرجع به أهل تلك المحلة إلى الطريقة المحمودة، والسجن يدل على الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دل على الغرور وربما دل على جهنم؛ لأنّها سجن العصاة والكفرة وإن رأى ميتاً في السجن فإن كان كافراً فذلك دليل على جهنم وإن كان مسلماً فهو محبوس في جهنم بذنوب وتبعات بقيت عليه، والحي السليم إذا رأى نفسه في السجن فإن كان مسافراً في بر أو سفينة فهو أمر يعوقه من مطر أو ريح أو عدو أو خوف أو أمر من السلطان وإن لم يكن مسافراً دخل مكاناً يعصي الله تعالى فيه كدار الكفر والبدع أو دار زانية أو خمر.[3]

تفسير ابن شاهين للسجن في المنام

من رأى أنّه دخل سجنا مجهولا فإنّه يؤول بالقبر وإِن كان معرُوفا فإنّه غم ومضرة ومن رأى أنّه في سجن سلطان موثقًا فإنّه يصيب أمراً يكرههُ وهو في غم يرتجي فرجا وإِن كان مريضاً فمرضه يطول وإن خرج منه دم خرج من ذلك كله وقيل من رأى أنه في سجن فهي الدعوة المستجابة ومن رأى أنّه في سجن مجهول موضعه وهيئته وأهله ورأى في ذلك بشاعة ولم ير أنّه خرج منه فإِن ذلك قبره ومن رأى أنّه موثق في بيت فإنّه يُصِيب خيرا ومن رأى أنّه فِي سجن وهو في صفة بيت ولا يعرفهُ فإنّه يتزوّج امرأة وينال منها مالا وولدا وإِن رأت امرأة أَنّها فِي سجن فَإِنَّهَا تتَزَوَّج رجلا كَبِير الْقدر وَإِن كَانَت متزوجة فَإِنَّهَا حرَّة مصونة وَلَا بُد لها من حصول الخير.[4]

ومن رأى أنّه متعوق في مكان لا يستطيع الخروج منه بحيث يكون مشكورا فإنّه سعة وقضاء ونعمة وخصوصا إن كان من طلبة العلم ومن رأى أَنّه خرج من الاعتقال فَإِنَّهُ يخرج مِمَّا هُوَ فِيهِ من أَمر يكره فِي الدّين وَالدُّنْيَا إِلَى الصّلاح وَالْخَيْر وَلَا خير فِي ذلك للأمراء ومن رأى أَنه يخرج من سجن مجهول أو من باب ضيق فهو محمود جدا في جمِيع الأَحوَال والأَفعَال وَمن رأى أَنه خرج من سجن وَأَرَادَ أَن يعود فِيهِ فَإِنَّهُ يكون قد نأى عَن أَمر مَكْرُوه وَإِن الشَّيْطَان قد سَوَّلَ لَهُ تحسينه فَإِن دخل فِيهِ عَاد لما كَانَ عَلَيْهِ من الْخَبَائِث وَمن رأى أَنه هرب من السجْن فَهُوَ على وَجْهَيْن: اما خلاصه أَو مَوته لما رأى بَعضهم ذَلِك وَجَربه مرَارًا وَمن رأى أَنه دخل السجن ثمَّ خرج عَاجلا فَإِنَّهُ ينَال مَا يتمناه بِتَمَامِهِ.[4]

تفسير ابن غنام السجن في المنام

السجن في المنام هم ومن اختار لنفسه سجنا فإنّه يعصم من ذنب لقوله تعالى: (قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ)،[2] وَمن رأى كأنّه خرج من سجن نجا من مرض وَإِذا رأى المسجون كَأَن أَبْوَاب السجْن مفتحة نجا وَكَذَلِكَ إذا رأى سقفه قد زَالَ وَظَهَرت النُّجُوم فَذَلِك نجاة للْمَرِيض وَالْمُسَافر والمهموم إِذا رأى كَأَنَّهُ خرج من سجن تسهل امْرَهْ والسجن عاقة للمسافر وموت للمريض.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد بن سيرين (1940)، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، .: مكتبة وطبعة مصطفى البايي الحلبي وأولاده، صفحة 116-117، جزء 2.
  2. ^ أ ب سورة يوسف، آية: 33.
  3. ^ أ ب عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام ، بيروت: دار الفكر، صفحة 188.
  4. ^ أ ب خليل بن شاهين، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 688-689.
  5. ↑ يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، مكتبة الجامعة الأردنية: صورة مخطوطة، صفحة 134.