-

موضوع عن الصديق

موضوع عن الصديق
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصديق

الصديق والجليس والخليل، كلُّها مسميّات تدل على الصحبة والصداقة، والعلاقات الخاصّة الّتي تربط بين الأشخاص، وَيُعَدُّ الصديق من النعم العظيمة الّتي يتنعم بها الإنسان في الحياة، فهو عنصر للسعادة أو للشقاء، ومن هنا فلا بدَّ من الوقوف طويلاً حول شروط اختيار الصديق، ومواصفات الصديق المناسب. كما أن لحسن اختيار الصديق آثاراً عظيمة تنعكس على الفرد والمجتمع على حد سواء، وفيما يأتي شيء من التفصيل في ذلك.

كيفية اختيار الصديق

يجدر بالإنسان عند اختيار صديقه، أن يختاره على أسس الدين، والقيم، والأخلاق، فهذه ركائز يجب أن تتوفر في الصديق، فالصداقة الّتي تقوم على مثل هذه المعايير هي صداقة قويَّة ودائمة ومستمرّة، في حين أنَّ الصداقة التي تقوم على أسس المصلحة الدنيويَّة المجرَّدة، تنتهي بمجرّد انتهاء هذه المصلحة، فتفقد قيمتها وجوهرها في الحياة، بل قد تنقلب أحياناً إلى عداوة متى وقع التضارب في المصالح الشخصيَّة بين الطرفين، والأمثلة والوقائع في ذلك كثيرة، فكم من صديق حميم قد انقلب إلى ألدِّ الأعداء، فتسممت علاقاتهما، وارتفعت سحب العداوة بينهما وكأنَّهما لم يكونا صديقين قبل ذلك.

أهميَّة حسن اختيار الصديق

لحسن اختيار الصديق آثار عظيمة على الفرد والمجتمع على حد سواء، أمَّا بالنسبة للفرد، فالصديق الصالح خير عون له في أمور دينه ودنياه، فيجد عنده صدق النصح وأمانة الاستشارة، وصدق التوجيه، وحفظ العهد، والأنس بالطاعة والشعور بالطمأنينة، وسعادة العيش، وكذلك الصديق يخفف عن صديقه هموم الحياة، ويفرَّج عنه شيئاً من كربها، معنويَّة كانت أم ماديَّة.

أمَّا بالنسبة للمجتمع، فإنَّه لحسن اختيار الصديق أثر عظيم في تماسك المجتمع وترابطه، وبالتالي تقدُّمه وازدهاره، خاصّة وأنَّه قد أصبح حسن اختيار الصديق سِمةً عامَّة فيه، فاكتسب الصديق من صديقه عظيم الصفات، وحسن الشمائل، من صدق وهمَّة عالية وعزم وإيثار، وتواضع، وتعاون وحبٍّ للخير، واهتمام بالعلم والمعرفة، فهذه الصفات العظيمة هي نتاج حسن اختيار الصديق، فالصديق يميل إلى تقليد صديقه وكذلك التأثير به سلباً أو إيجاباً، وهذا هو عنصر القوَّة في حسن اختيار الصديق، ومصدر القوة والمنعة في المجتمع.

إنَّ أولى لبنات السعادة في الحياة، هي حسن اختيار الصديق، وأولى لبنات الشقاء هي سوء اختيار الصديق، وبين هذين الوصفين يتمايز النَّاسوتتأثر العلاقات، وتتمايز الشعوب عن بعضها، ومن ركائز التربية السويَّة التوجيه على حسن اختيار الصديق، فقل لي من صديقك أقل لك من تكون، وقد قال الشاعر: