موضوع حول تشغيل الأطفال في العالم
تشغيل الأطفال في العالَم
تشغيل الأطفال، أو عمالة الأطفال (بالإنجليزيّة: child labour) هو: انخراط الأطفال في الأعمال التي تُلحِق الأذى، والضرر بهم، سواء على المُستوى النفسيّ، أو البَدَنيّ، أو العقليّ، أو الاجتماعيّ، حيث تؤدّي هذه الأعمال في الغالب إلى حرمانهم من طفولتهم، وإمكانيّاتهم، وكرامتهم، ومن فرصة الذهاب إلى المدرسة، أو إجبارهم على الجَمع بين الدراسة، والعمل المُرهِق، ولساعات طويلة. وتتمثّل أسوأ أشكال عمالة الأطفال في استعبادهم، وعَزْلهم عن عائلاتهم، وتعريضهم باستمرار للأخطار، والأمراض، وعلى الرغم من ذلك، فإنّه لا يُمكن تصنيف الأعمال التي يُمارسها الأطفال جميعها على أنّها تنتمي إلى ظاهرة عمالة الأطفال ذات الطبيعة السلبيّة؛ فقد ينخرط الأطفال في أعمال بسيطة تتناسب مع إمكانيّاتهم، وقدراتهم، بحيث تُنمِّي شخصيّاتهم، وتُوفِّر لهم المهارات، والخبرات، وتُؤثِّر فيهم بشكل إيجابيّ، مثل: العمل في المنزل، ومُساعدة الوالدين في أعمالهما، والعمل خارج أوقات الدوام المدرسيّ، وخلال أيّام العُطل المُتاحة، بحيث يحصل من هذا العمل على المصروف، ودون التعرُّض للأذى، أو الضرر.[1]
حقائق حول تشغيل الأطفال في العالَم
أشارَت التقديرات العالَميّة لعَمالة الأطفال إلى مجموعة من الحقائق، والأرقام حول ظاهرة تشغيل الأطفال في العالَم، وهذه الحقائق هي:[2]
- يبلغ عدد الأطفال في العالَم (ممَّن تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات، و 17 سنة) نحو 218 مليون طفل، منهم 152 مليون طفل مُلتحِقون بالعمل.
- يبلغ عدد الأطفال العاملين من فئة الذكور حوالي 88 مليون طفل، ونحو 64 مليون من فئة الإناث.
- يبلغ عدد الأطفال المُلتحِقين بالأعمال الخَطِرة حوالي 73 مليون طفل.
- يعمل حوالي 72.1 مليون طفل في قارّة أفريقيا وحدها، ونحو 62.1 مليون في آسيا، والمحيط الهادئ، و 10.7 مليون طفل في القارَّتَين الأمريكتَين، و 1.2 مليون طفل في الدُّول العربيّة، و 5.5 مليون طفل في أوروبّا، وآسيا الوُسطى.
- تبلغ نسبة عمالة الأطفال مُقارنة بالعدد الإجماليّ للأطفال 19.6% في قارّة أفريقيا، وبين 3%، و 7%، وذلك على النحو الآتي: 2.9% في الدُّول العربيّة، وحوالي 4.1% في أوروبّا، وآسيا الوُسطى، و 5.3 % في الأمريكتَين، و 7.4% في آسيا ،ومنطقة المُحيط الهادئ.
- تبلغ نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 سنوات حوالي 50% من إجماليّ عدد الأطفال العاملين، و 28% ممَّن هم بين 12-14 سنة، ونحو 24% بين 15-17 سنة.
- يعمل حوالي 71% من الأطفال في قطاع الزراعة المُتمثِّل بتربية الماشية، والأحياء المائيّة، وصيد الأسماك، وزراعة المحاصيل، ويعمل نحو 17% منهم في قطاع الخدمات، و12% في قطاع الصناعة، والتعدين.
خصائص تشغيل الأطفال في العالَم
يشترك الأطفال العاملين ضمن مفهوم عمالة الأطفال بجملة من الخصائص، والسِّمات، وفيما يلي ذِكرٌ لأهمّها:[3]
- من الناحية المَعرفيّة: يُعاني الطفل العامل من فُقدان المقدرة على التخيُّل، والتفكير، والإدراك؛ فهو يقضي مُعظَم وقته في العمل، والذي بدوره لا يُغذِّي الجانب المَعرفيّ لدى الطفل.
- من الناحية الجسميّة: يُعاني الطفل العامل من الأذى الجسديّ، مثل: التعرُّض للأمراض الجلديّة؛ نظراً لوجوده في مناطق الغبار، أو مُلامَسته للمُبيدات، وقد يتعرَّض لمشاكل في البَصر، أو السَّمع.
- من الناحية العاطفيّة: يشعر الطفل العامل بفُقدان احترام الذات، والنَّقْص.
- من الناحية الأخلاقيّة والاجتماعيّة: قد يفقدُ الطفل العامل علاقاته الاجتماعيّة، ومشاركته مع أقرانه، وأصدقائه، وأبناء جِيله؛ فهو في الغالب يتعامل في بيئة العمل مع أفراد يكبرونه سِنّاً.
أشكال تشغيل الأطفال في العالَم
لظاهرة تشغيل الأطفال أشكال عدّة، وفي ما يأتي ذِكرٌ لأهمّها:[3]
- الأعمال الصناعيّة: وتتمثّل بتشغيل الأطفال في قطاع الصناعات الاستخراجيّة، مثل: العمل في المحاجر، والمناجم، بالإضافة إلى الصناعات التحويليّة، والصناعات المُتعلِّقة بأنظمة النَّقْل، مثل: العمل في إنشاء السِّكَك الحديديّة، وتجديد الطُّرُق، والجسور.
- العمل في الشوارع: قد يُمارس الأطفال العمل في الشوارع، مثل: تنظيف السيّارات، وبَيْع المأكولات السريعة، والمناديل، وجَمع القمامة، وفَرْزها، وهي أعمال خَطِرة قد تُلحقُ الضرر بالطفل، وتُكسبُه سلوكيّات سلبيّة، كما أنّها لا تُكسِبُ الطفل أيّة مهارة فنّية، أو حِرَفيّة.
- العمل لدى العائلات: قد يُمارس الطفل العمل لدى عائلة ما، فإذا كان هذا العمل بسيطاً، ولا يُلحق الأذى بالطفل، فإنّه بذلك يُعَدُّ إيجابيّاً، ويُكسبُ الطفل المهارات، والقدرات، ويُعزِّز ثقته بنفسه، أمّا إذا كان عمل الطفل لدى العائلة مُرهِقاً، ولساعات طويلة، فإنّه يكون سلبيّاً، ويُؤدّي إلى التأثير في صحّة الطفل، ونُموّه السليم.
- العمل في الأسواق: قد يعمل الأطفال في الأسواق، والتجمُّعات التجاريّة، مثل: بَيع الأطعمة، وأدوات الزينة، وقد يتعرّض الأطفال أثناء عملهم في السوق للضرر، والأذى، سواء من الناحية النفسيّة، كالوقوع تحت السُّلطة، والإكراه، أو الناحية الجسميّة، كالتعرُّض للأمراض الجلديّة؛ بسبب الوقوف المُستمِرّ تحت أشعّة الشمس.
آثار تشغيل الأطفال في العالَم
غالباً ما تعود عمالة الأطفال بالتأثير السلبيّ فيهم، ويُمكن توضيح مدى هذا التأثير في النقاط الآتية:[4]
- التأثير على النموّ الجسديّ: إنّ الأعمال التي يُمارسها الأطفال هي في الغالب لا تتناسب مع قدراتهم الجسميّة، والبَدَنيّة، ممّا يُلحقُ الضرر، والأذى بهم، مثل: التعرُّض للسقوط، أو الخَنق، أو الجرح، أو الكسر، أو مشاكل في البصر، والسمع.
- انخفاض التطوُّر المَعرفيّ: إنّ التحاق الطفل بالعمل قد يُجبرُه على تَرك المدرسة، والتعليم، ممّا يُضعف تطوُّرَه المَعرفيّ، واكتسابه للمهارات المعرفيّة، والعلوم، واللغة، والرياضيّات، وغيرها من المعارف التي تُقدِّمها المدرسة، والتعليم.
- التأثير العاطفيّ: يتعرَّض الطفل في العمل غالباً لحالة من فُقدان احترامه لذاته، ممّا يُشعره بالإحباط، والظلم، كما أنّه يؤدّي إلى سخطه على أوضاع أسرته التي كانت سبباً في عمله.
- التأثير الاجتماعيّ والأخلاقيّ: قد يُؤدّي انخراط الطفل في العمل مع أشخاص أكبر منه سِنّاً إلى انخفاض مكانته الاجتماعيّة، وتَدنِّي علاقته مع الآخرين، وقد يكتسب سلوكيّات الكبار السيِّئة.
- التأثير النفسيّ: والمُتمثِّل بمَيل الطفل إلى العُدوانيّة، والعُنف، والشَّغَب، وشعوره بالنَّقْص عن باقي أقرانه، وغيرها من الأضرار النفسيّة.
المراجع
- ↑ "What is child labour", www.ilo.org, Retrieved 19-12-2018. Edited.
- ↑ " World Day Against Child Labour 12 June ", www.un.org, Retrieved 19-12-2018. Edited.
- ^ أ ب يوشي سهام، تأثیر عمالة الأطفال على التحصیل الدراسي للتلمیذ، صفحة 25،26،27. بتصرّف.
- ↑ أ.جابر مليكة، أ.طويل فتيحة، المخاطر النفسية-الاجتماعية لعمالة الأطفال، صفحة 145،146. بتصرّف.