موضوع حول كارثة الزلازل الطبيعية
الزلازل
الزلال أو الهزَّات الأرضيَّة عبارةٌ عن اهتزازٍ محسوسٍ في الأرض يحصلُ نتيجة انطلاق الطاقة المحتبسةِ تحت القشرة الأرضيَّة، والتي تُحدِثُ تصدعاتٍ جيولوجيَّةٍ في سطح الأرض تتراوحُ بين الخفيفةِ والقويَّة جداً، وتؤدّي إلى ظهور البراكين، وتخلقُ موجاتٍ اهتزازيَّةٍ تختلفُ في درجةِ شدتها وقوتها بحسب قوة الطاقة، ويتمُّ قياس قوّتها بواسطةِ أجهزة قياس الزلازل، ومن أشهرِ تلك الأجهزة مقياسُ ريختر.
تتكونُّ الكُرة الأرضيَّةُ من أربعِ طبقاتٍ رئيسيَّة، وهي النواة الدَّاخليَّة، واللُّب الخارجي، والوشاح الدَّاخلي والخارجي، والقشرة الأرضيَّة. الوشاح الخارجي لا يتكونُ من قطعةٍ واحدةٍ بل من قطعٍ متصلةٍ مثل قطع التركيب، وتتحرّكُ هذه القطعُ ببطءٍ وتنزلقُ فوقَ بعضها البعض وتتصادمُ ممّا يُسببُ حدوث الزلازل، وتُسمَّى هذه القطع بالصفائح التكتونيَّة، وتكونُ قوة الزلزال أكبرَ عندَ نُقطةِ المركز وتبدأ بالتناقص كُلما ابتعدت المسافةُ عن المركز.
سبب حدوث الزَّلازل
كما ذكرنا سابقاً بأنَّ الصفائح التكتونيَّة تُشبهُ قطع التركيب، وكُلُّ قطعةٍ لها حوافٌ مُختلفةٌ عن الأُخرى فعندما تحتكُّ هذه الحواف وتنزلقُ فوقَ بعضها يحدث الزلزال، ويشعرُ سُكانُ الأرض بالاهتزاز الذي قد يُدمّرُ سطحها.
التسجيلاتُ الزلزاليَّة يُمكنُ تحديدها من خلالِ مقياسِ ريختر، وأجهزة أُخرى من شأنها أن تُخبرنا أين حدثت هذه الهزة الأرضيَّة، إذ تُقسمُ الهزَّات الأرضيَّة إلى موجتين تُسميَّان بموجات P و S، الموجات P تنتقلُ بسرعةٍ أكبرَ من موجات الـ S، ومن خلالِ هذا التفاوتِ بالسرعة يستدلُّ علماءُ الجيولوجيا في أيِّ مكانٍ حدثت الهزة.
يستعينُ العلماء بطريقةٍ تُسمَّى بالتثليث (Triangulation) لحساب نُقطةِ بداية الزلزال، وهي عبارةٌ عن وسيلةٍ فيزيائيَّة يستخدمها عُلماءُ الجيولوجيا لتحديد موقعِ الزلازل من خلالِ تجميعِ معلوماتٍ من ثلاث نُقاطٍ مُختلفةٍ في منطقةٍ معيّنة عن طريق زرعِ ثلاثةِ أجهزةِ رصدٍ فيها، ثمَّ تحديدَ الموقع الذي بدأ فيه الزلزال.
من الجدير بالذكر بأنَّ عُلماء الجيولوجيا لا يستطيعون التنبؤ بحدوث الزلازل، ولكن يُمكنهم توقع حدوث زلزالٍ في منطقةٍ مُعينةٍ في المُستقبلِ دونِ معرفة الوقت بالتحديد.
أقوى الزلازل على مر التَّاريخ
يوجد الكثير من الأضرار الجسيمة التي تُلحقها الزلازل فوقَ سطح الأرض، وأكثرها ضرراً الزلزال الذي حدث في النيبال في الخامسِ والعشرينَ من أبريل في عامِ ألفينِ وخمسةَ عشر، إذ أودى بحياةِ أكثرَ من خمسةِ آلافٍ شخصٍ، ودُمرت الكثيرُ من المعالم الأثريَّة، وأحدث خسائرَ ماديَّةٍ تُقدَّر بمليارات الدولارات.
كما نذكر هنا زلزال فالديفيا في التشيلي الذي حدثَ في عامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وستين، وكانت قوته 9.5 درجةً على مقياسِ ريختر، الذي يُعادلُ تفجيرَ ألفِ قُنبلةٍ نوويَّةٍ في نفس الوقت، وقد اودى هذا الزلزال بحياةِ ستَّةِ آلافِ شخصٍ، وخسائرَ ماديَّة تُقدر بمليارِ دولار، وغيرها الكثير من الزلازل مثل زلزال شانغهاي في الصين في عامِ ألفٍ وخمسمئةٍ وستةٍ وخمسين، والذي يُعتبرُ الأكثرَ دمويَّة، حيث قُتل فيهِ ثمانمئةٍ وثلاثونَ ألفاً.