-

موضوع حول ظاهرة عمل الأطفال

موضوع حول ظاهرة عمل الأطفال
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عمل الأطفال

يتخذ الأطفال نسبة تقدر بالثلث تقريباً من سكّان العالم، ويشكلون ما يقارب نصف سكان كثير من الدول حول العالم؛ لذلك فلا بدّ من أن يحدث تفاعل ملموس بين الأعمال التجارية وحياة الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر التأثير، هذا ويتخذ الأطفال نسبة كبيرة من الاهتمام كمستهلكين في الأعمال التجارية الكبيرة، لذلك كان لا بدّ من تركيز الاهتمام على الأطفال العاملين في الأعمال التجارية بصورة غير شرعية من خلال منع عمل الأطفال والقضاء على هذه الظاهرة تماماً بواسطة تشديد المعايير والإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة عمل الأطفال، وترسيخ حقوق الأطفال وتسليط الضوء عليها.[1]

ظاهرة عمل الأطفال

بدأت ظاهرة عمل الأطفال بالتزايد بشكل كبير في العالم العربي إلى حدٍ ينذر بالخطورة، وتتمحور التوقعات في ذلك إلى ازدياد نسبة البطالة بين الأفراد البالغين من السكان، بالإضافة إلى تفشي الفقر بين غالبية الدول العربية، ويشار إلى أنّ مصطلح عمل الأطفال هو حرمان للأطفال من الطفولة والكرامة والإمكانيات، ويلحق ذلك ضرراً جسمياً بنموهم البدني والعقلي على حد سواء؛ بالإضافة إلى انطواء ذلك على استرقاقهم، وإبعادهم عن أسرهم؛ وبالتالي زيادة فرص إصابتهم بأمراض خطيرة وأخطار تحف حياتهم، كما ينجم عن ذلك تركهم للاعتماد على ذاتهم في ضجيج شوارع المدن الكبرى لإعالة أنفسهم، وفي أغلب الحالات يكون ذلك في وقت مبكر جداً من الطفولة.[2]

يُشار إلى أنّ ظاهرة عمل الأطفال قد تجلّت بكل وضوح خلال الفترة السابقة للثورة الصناعية، بالرغم من أنّ القضية ما زالت غير واضحة المعالم حتى وقتنا الحالي؛ إلا أنّ فجوتها بدأت بالاتساع شيئاً فشيئاً بعد الثورة وتحديداً في الدول النامية، هذا وقد قدمت منظمة العمل الدولية تقديرات عالمية حديثة بأنّ عدد الأطفال المزاولين للأنشطة الاقتصادية حول العالم يفوق 250 مليون طفل، منهم 120 مليون طفل في الدول النامية؛ وتتفاوت أعمارهم جميعاً ما بين 5-14 سنة، ورجحّت المنظمة بأن الفقر والأمية (الافتقار للتعليم) وضعف الدعم الأسري هو السبب الرئيسي وراء تفشي المشكلة.[3]

دوافع عمل الأطفال

من أهم الدوافع وراء عمل الأطفال: [4]

  • الفقر، يعد العامل الرئيسي وراء انتشار ظاهرة عمل الأطفال، حيث تضطر العائلات القابعة خلف خط الفقر إلى إجبار أطفالها على العمل لتوفير لقمة العيش وإسناد دخل الأسرة الهزيل، وللقضاء على هذه الظاهرة لا بدّ من التخلص من الفقر أولاً.
  • تدني المستويات الاجتماعية، حيث يؤثر ذلك سلباً على التعليم والخدمات الصحية بالدرجة الأولى، إذ يزيد فرص العمل لدى الأطفال خاصةً في حال عدم حصولهم على التعليم لذلك فإنهم مجبرون على التعايش مع العمل للإتيان بالمال للأسرة، ويشيع غالباً بين الأسر التي تعمل في مجال الزراعة.
  • بيع الأطفال مقابل مبلغ من المال لسداد الديون المترتبة على كاهل الأسرة، أو إجبار الأطفال على العمل كخدم مأجورين للاعتناء باحتياجات الأسرة.
  • تفشي الإيدز في عددٍ من الدول النامية، إذ يصبح الطفل في هذه المرحلة مسؤولاً بأن يصبح معيلاً لأسرته في سن مبكرة فيصبح أكثر خلطة بكافة الفئات، كما أنّ انتشار ذلك المرض قد زاد من عدد الأيتام في تلك المناطق وبالتالي الانجبار على العمل.
  • حاجة المقاولين لأيدي عاملة رخيصة الأجر، حيث إنّ الأطفال يؤدون الأعمال الموكولة لأبائهم، فبذلك يصبح أمر استغلال الطفل لا بدّ منه مع الإجبار على العمل لساعات طويلة وبأجر أقل من المقرر؛ كما أنّه من الممكن استخدامهم في أعمال خطيرة لصالح الأهل، كالتجنيد القسري.

خطورة عمل الأطفال

تكمن الخطورة في ظاهرة عمل الأطفال في خطورة الأنشطة والمهام المُناط للقيام بها، ففي حال كانت تشكل خطورة على البالغين فإذاً هي خطرة على الأطفال أكثر كونهم أضعف من حيث النمو البدني والعقلي، وبالرغم مما يتركه العمل من مخاطر على حياتهم إلا أنّ هناك فئة متفوقة في العمل، تحتاج أن تكون على دراية تامة في التعامل مع مايحف بهم من مخاطر، خاصةً عند التعامل مع الآلات، والأدوات، وقد يتفاقم أمر الخطورة إلى الإصابة بأمراض جسدية: كالربو وأمراض الجلد، وبعض المشاكل السلوكية والبدنية والعقلية، كما أنّه من الممكن حدوث الوفاة في بعض الأعمال الخطيرة.[5]

عواقب عمل الأطفال

من عواقب عمل الأطفال: [4]

  • الحرمان من التعليم، والتأثير السلبي على النمو العقلي والبدني.
  • الجهل بالمخاطر على المدى القصير والطويل التي تحف بعملهم.
  • العمل لوقت زمني طويل، حيث يعتبر ذلك حرماناً صريحاً للطفل من التفاعل مع مجتمعه والاندماج مع أسرته، ويؤثر على تنمية شخصيته ودعمه العاطفي بالسلب.
  • الإصابات البدنية والتشوهات الناتجة عن استخدام الآلات الخطيرة في المزارع والمصانع، والتسمم من مبيدات الآفات، بالإضافة إلى تسببها بشلل الأطفال والخناق والملاريا أيضاً.
  • نقص النمو بين فئة الأيدي العاملة من الأطفال، لذلك فإنهم يكونون أقصر قامةً وأخف بنية عن غيرهم من الأطفال.
  • المشاكل الصحية المزمنة، كالأمراض التنفسية، التليف الرئوي، السرطان بأنواعه.
  • تفشي الإيدز، وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً؛ حيث يخضع ما يفوق المليون طفل سنوياً على ممارسة الرذيلة إجباراً، فيظهر الحمل، وإدمان المخدرات، وغيرها من الأمراض العقلية.
  • سوء التغذية والتعب والإرهاق.

حماية الأطفال العاملين

يساهم أمر صون الأطفال وحمايتهم من أي إيذاء أو استغلال قد يواجههم في تخفيض عدد الأطفال العاملين في الأعمال الخطيرة، كما يحفز على إعادتهم إلى دفء أسرتهم واندماجهم مع أبناء سنهم في التعليم، وفي غضون السنة الماضية تم العمل ملياً على التقرب من الأطفال العاملين والتعرف عليهم ورصدهم عن قرب؛ فكان نتاج ذلك انضمام 508 طفل جديد إلى قائمة الأطفال العاملين، وبناءً على ذلك فقد دأبت منظمات حماية الطفل والحكومات المحلية على ضرورة وضع أهداف لتكون عاملاً مشتركاً فيما بينها للتخلص من ظاهرة عمل الأطفال لمن هم أقل من 14 عام ، ومن أبرز الحلول الأوليّة التي تم اتخاذها بالتعاون مع لجنةٍ للإنقاذ والإحالة المنبثقة عن حكومات محلية هو إقرار الترحيل القسري للطفل العامل دون 12 سنة، هذا وتوسع نطاق تنفيذ القرار والحرص على ضرورة الإدماج للطفل مع مجتمعه السوي حتى تولّد لدى كافة الأطفال العاملين تقييمات للمخاطر الشخصية التي قد تواجههم.[6]

المراجع

  1. ↑ "INTRODUCTION", childrenandbusiness.org, Retrieved 13-11-2017. Edited.
  2. ↑ "CHILD LABOUR IS AN INCREASING PHENOMENON IN ARAB WORLD, ILO WARNS", WWW.arabtradeunion.org,12-6-2016، Retrieved 7-11-2017. Edited.
  3. ↑ Wolters Kluwer, "Why Children are Taking Up the Job?"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 7-11-2017. Edited.
  4. ^ أ ب "about child labour", www.eclt.org, Retrieved 7-11-2017. Edited.
  5. ↑ "Hazardous child labour", www.who.int, Retrieved 7-11-2017. Edited.
  6. ↑ "PROTECTING CHILDREN FROM ABUSE AND EXPLOITATION", www.kidasha.org, Retrieved 7-11-2017. Edited.