نبذة عن الرسول
الرسول
يُعرّف الرسول على أنه إنسانٌ يبعثه الله تعالى بشرعٍ يعمل به ويبلّغه،[1] وخاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشميّ القرشيّ، ويرجع نسبه إلى عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، ولرسول الله- صلى الله عليه وسلم- العديد من الأسماء، مصداقاً لما رواه الجبير بن مطعم -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إنَّ لي أسْماءً، أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بيَ الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمَيَّ، وأنا العاقِبُ الذي ليسَ بَعْدَهُ أحَدٌ)،[2] وقد وُلد محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد اختلف أهل العلم في تحديد اليوم، حيث قال بعضهم أنه وُلد في الثاني عشر، وقيل في الثامن، وقيل في الثاني، وقيل في العاشر، وتوفّي والده وهو جنينٌ في بطن أمّه.[3]
ولمّا بلغ السادسة من العمر توفّيت أمّه آمنة بنت وهب، فتكفّل به جده عبد المطّلب، وعاش طفولته يتيم الأم والأب، ولمّا بلغ الثامنة من العمر توفّي جدّه، فانتقل إلى كفالة عمّه أبو طالب الذي أكرمه وأحسن إليه، وعاش في مكة برعاية الله تعالى، حيث عصمه من رجس الجاهلية ومن كل عيبٍ، فكان أرفع الناس خلقاً وأصدقهم حديثاً، حتى لقّبه قومه بالأمين، وفي مرحلة الشباب عمل في التجارة، ولما بلغ الخامسة والعشرين من العمر تزوّج من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي التي أنجبت له كل أولاده إلا إبراهيم، ولم يتزوّج غيرها إلى أن توفّاها الله قبل الهجرة بثلاث سنين، ولمّا بلغ الأربعين من العمر بعثه الله تعالى، حيث نزل عليه جبريل -عليه السلام- وهو في غار حراء، وكان أوّل ما نزل عليه من القرآن الكريم قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).[4][3]
صفات الرسول الخَلقية والخُلقية
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الناس خُلقاً، وأجملهم خَلقاً، فلئن أُعطي يوسف عليه السلام شطر الجمال، فقد أُعطي محمد -صلى الله عليه وسلم- الجمال كلّه، وقد وردت الكثير من الآثار الصحيحة التي تبيّن جمال صورته، وحسنه، وتناسب أعضائه، ومنها ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كأنَّ الشمسَ تجري في وجهِه)،[5] وما رّوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رَأَيْتُ شيئًا قَطُّ أَحْسَنَ منه)،[6] ومن أوصافه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان معتدل طول القامة، ليس بالطويل، ولا بالقصير، أبيض البشرة مشرباً بالحمرة، أزهر اللون، عريض المنكبين، مصداقاً لما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ ليسَ بالطَّوِيلِ ولَا بالقَصِيرِ، أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ، ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ رَجِلٍ)،[7] وكان -عليه الصلاة والسلام- عريض الفم، طويل شق العين، مصداقاً لما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ).[8][9][10]
وأما صفات النبي -عليه الصلاة والسلام- الخُلقية؛ فقد دلّ على عظمتها شهادة الله -تعالى- له في القرآن الكريم بعظم الأخلاق، حيث قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[11] ووصفت أم المؤمنين عاشة -رضي الله عنها- أخلاقه عليه الصلاة والسلام، حيث قالت: (كان خُلُقُه القرآنُ)،[12] وفي الحقيقة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مثالاً يُقتدى به في الأخلاق، فقد كان يبدأ الناس بالسلام في الطرقات، ويلقى أصحابه -رضي الله عنهم- بوجهٍ بشوشٍ ضاحكٍ، ويصغي لزوجاته ويسمع منهنّ، وكان أبعد الناس عن الكبر، يذهب إلى السوق ويحمل ما اشتراه بنفسه، ولسان حاله يقول أنا أحقّ بحملها، وإذا دعاه أحد المسلمين أجاب سواءً كان غنياً أم فقيراً، حرّاً أم عبداً، يمشي على الأرض هوناً خافض الطرف، ويأكل مع الخادم، ويكرم الضيف، ويقبل عذر المعتذر، ويغفر الزلّات، من رآه هابه، ومن عامله أحبّه.[13]
معجزات الرسول
تُعرّف المعجزة على أنها أمرٌ خارقٌ للعادة، يؤيّد الله -تعالى- بها الأنبياء، ويعجز عنها البشر، وقد أيّد الله -تعالى- نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من المعجزات، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أنها تزيد عن الألف، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[14]
- القرآن الكريم: يُعد القرآن الكريم أعظم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: (قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا).[15]
- الإسراء والمعراج: فهي من أشهر معجزاته عليه الصلاة والسلام، وقد حدث فيها الخوارق والعجائب، ويومها فُرضت الصلاة.
- انشقاق القمر: وهي من المعجزات العظيمة التي أبهرت من رآها؛ كقريش وغيرها.
- تكثير الطعام والشراب: وردت العديد من الآثار الصحيحة التي أثبتت معجزة تكثير الطعام والشراب، ومنها قصة جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في غزوة الخندق عندما أطعم النبي -عليه الصلاة والسلام- المئات من الصحابة -رضي الله عنهم- من قدرٍ واحد، وفي بعض المواقف التي فقد فيها المسلمون الماء؛ نبَع الماء من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خصائص الرسول
ميز الله -تعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي يمكن بيان بعضها:[16]
- العصمة: عصم الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- عن الخطأ في الأقوال والأفعال، ودلّ على ذلك قول الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).[17]
- كفر من استهان به أو سبّه: ثبت كفر من سبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو استهزأ به في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمّة، حيث قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا).[18]
- لا يورث: من خصائص الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يورث المال من بعده، لأن مهمّته هي الدعوة إلى الله تعالى، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وليس خزن الأموال وتوريثها، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلْمَ).[19]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى رسول في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 2354، صحيح.
- ^ أ ب "اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية: 1-4.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5732، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 2337، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3547، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2339، صحيح.
- ↑ "الصفات الخَلْقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيته في المنام"، www.islamqa.info، 1999-6-25، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
- ↑ أبو عبد الرحمن الشامي، "عظمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة القلم، آية: 4.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 234، صحيح لغيره.
- ↑ د.محمد راتب النابلسي، "فقه السيرة النبوية"، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ د. خالد الشهري (29-11-2015)، "من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 88.
- ↑ "خصائص النبي (3) ما اختصّ به عن أمّته من الفضائل والكرامات"، www.ar.islamway.net، 2015-5-10، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية: 1-4.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 57.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 183، صحيح.