أبو الفرج الأصفهاني
أبو الفرج الأصفهانيّ
هو علي بن الحسين المعروف بأبي الفرج الأصفهانيّ، يعود في نسبه إلى بني أميّة، وُلد سنة مئتين وأربعٍ وثمانين من الهجرة، وتوفي عام ثلاثمئةٍ وستّةٍ وخمسين، كان عالماً بالأنساب صاحب روايةٍ ودرايةٍ، وشاعراً عظيماً،[1] وممّا يُذكر من غريب القول عنه، إجماع من عرّفه على عودة نسبه إلى آخر خلفاء بني أميّة مروان بن محمّد، مع العلم أنّه شيعيّ المذهب باتّفاقهم، حيث جمع بين نقيضين في وقتٍ صعبٍ، كانت ولادة أبي الفرج في أصفهان إحدى مدن بلاد فارس، والتي عُرفت بالدمج بين الفكر الشيعيّ والعصبيّة الفارسيّة، ثمّ نشأ واستقرّ في بغداد، حيث تواصل مع الثقافة العربيّة، فكان دور المدينتين كبيراً في بناء شخصيّته وثقافته، حتى أصبح ممّن يُذكر بالمساهمة في نشر الثقافة، إلّا أنّه بقي محل خلافٍ، فقد رآه البعض أحد أهمّ الأدباء والشعراء، وآخرون يقولون فيه الضعف والنقل.[2]
مؤلفات أبو الفرج الأصفهاني
عُرف عن أبي الفرج الأصفهاني سعة العلم وقوّة الحفظ وكثرته، إضافةً إلى الشعر، إلّا أن أجود قوله في الشعر هو ما جاء في الهجاء، فكان الناس يحاولون البعد عن هجائه، والحذر من لسانه، ويمتلك أبو الفرج العديد من المؤلفات، نُشر العديد منها، إلّا أن أشهر مؤلفاته على الإطلاق كتاب الأغاني، بالإضافة إلى مؤلفاتٍ أخرى، منها: الإماء الشواعر، وأدب الغرباء، والمماليك الشعراء، ومقاتل الطالبيين، والتعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها، وغيرها الكثير.[1]
كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهانيّ
لا شكّ أنّ كتاب الأغاني هو ما جعل أبا الفرج واسع الشهرة، فقد جمعه وألّفه على مدى خمسين سنةٍ على حدّ قوله، حيث يملك هذا الكتاب منزلةً كبيرةً، كما ويُعتبر كنزاً أدبيّاً عظيماً، حتى قيل إنّ الصاحب بن عباد كان يسير في أسفاره ومعه ثلاثين جملةً مُحمّلةً بكتب الأدب يُطالعها، فلمّا حصل على كتاب الأغاني أصبح لا يحمل معه كتاباً غيره،[3] فهو كتابٌ موسوعيّ يحمل في طيّاته الأدب والغناء والشعر بدايةً من العصر الجاهليّ مروراً بالعهد الأمويّ، ووصولاً إلى عهد الخليفة العباسيّ المعتصم بالله، كما اشتمل الكتاب على التفسير والحديث واللغة، إضافةً إلى السِير والأخبار وأحوال الناس، وتجدر الإشارة إلى أنّ اسم الكتاب يعود لاحتوائه على مجموعةٍ من الأغاني بنصوصها الشعريّة وألحانها.[4]
المراجع
- ^ أ ب ياقوت الحموي (1993)، معجم الأدباء، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الغرب الإسلامي، صفحة 707-709، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ محمد المجذوب (1989-1992)، جولة في كتابي (الأغاني) و (السيف اليماني)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 426. بتصرّف.
- ↑ أحمد حسن الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 28-29، جزء 254. بتصرّف.
- ↑ "الأغاني"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-2-2019. بتصرّف.