مم يتكون المطر الحمضي
المطر الحمضي
يُعدّ المطر الحمضي (بالإنجليزية: Acid rain) مصطلحاً واسعاً يضم أي شكل من أشكال الترسيب أو الهطول الذي يحتوي على مكونات حمضية وفقاً لوكالة حماية البيئة، لذلك يطلق على المطر الحمضي أيضاً اسم الترسيب الحمضي، إذ يشمل الغبار، والغازات، والأمطار، والضباب، والبرد، والثلج، ويُسمى نوع المطر الحمضي الذي يتكون من الغبار أو الغازات الترسيب الجاف، بينما يُشار إلى المطر الحمضي الذي يحتوي على الماء بالترسيب الرطب، وقد تمت صياغة مصطلح المطر الحمضي من قبل الكيميائي الاسكتلندي روبرت أنجوس سميث Robert Angus Smith في العام 1852م وفقاً للجمعية الملكية للكيمياء، والتي أطلقت عليه اسم أب المطر الحمضي.[1]
صاغ روبرت سميث مفهوم المطر الحمضي خلال فحصه لكيمياء الأمطار بالقرب من المدن الصناعية الموجودة في اسكتلندا، وانجلترا، كما كتب عن النتائج التي نجح في الوصول إليها في العام 1872م في كتابه الهواء والمطر: بدايات علم المناخ الكيميائي، وقد تمّ البدء في دراسة هذه الظاهرة من قبل العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن العشرين، كما أصبح مفهوم المطر الحمضي معترفاً به كمسألة بيئية إقليمية تأثرت بها شرق أمريكا الشمالية، وأوروبا الغربية في الستينيات، وأوائل السبعينيات.[1]
مكونات المطر الحمضي
يُمكن اعتبار الترسبات المختلفة مطراً حمضياً عندما يساوي الرقم الهيدروجيني لها حوالي 5.2 أو أقل، ويتكون المطر الحمضي بصورة أساسية من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وأكاسيد النيتروجين NOx،[2] حيث يحدث تفاعل كيميائي عند اختلاط أكاسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت مع الأكسجين، والماء، والمواد الكيميائية الأخرى في الهواء لإنتاج حمض الكبريتيك، وحمض النيتريك اللذين يمتزجان مع الترسبات المختلفة، والتي تهطل على سطح الأرض.[1]
أسباب تكون المطر الحمضي
المصادر الطبيعية
تشكل الانبعاثات البركانية العامل الطبيعي الرئيسي المسبب لتكوّن الأمطار الحمضية، إذ تُطلق البراكين الغازات المُنتجة للأحماض التي تتسبب في إنتاج كمية أعلى من أشكال المطر الحمضي، كما هناك العديد من المصادر الطبيعية التي تؤدي إلى تكونه، ومنها حرائق الغابات، والعمليات الحيوية المختلفة في البيئة.[3]
المصادر البشرية
تشكّل الأنشطة البشرية التي تطلق غازات كيميائية كغازات الكبريت، والنيتروجين المُسبب الرئيسي لتكوّن الأمطار الحمضية، وتشمل هذه الأنشطة مصادر تلوث الهواء التي تُطلق غازات الكبريت والنيتروجين كالمصانع، ووسائل النقل، ومحطات توليد الطاقة، ويعدّ توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الفحم أكبر مساهم في الانبعاثات الغازية المكونة للمطر الحمضي، كما تشكّل وسائل النقل والمصانع مصدراً كبيراً للانبعاثات اليومية في الهواء خاصةً في المناطق الصناعية، والمناطق الحضرية التي تمتلك عدداً كبيراً من وسائل النقل.[3]
آثار المطر الحمضي
للمطر الحمضي العديد من الآثار، ومنها ما يأتي:[3]
- التأثير على البيئة المائية: تصل الأمطار الحمضية إلى مصادر المياه المختلفة عن طريق التساقط المباشر على المسطحات المائية، أو تدفق المياه عبر الغابات والحقول والطرق لتصل إلى الأنهار، والجداول، والبحيرات، ومع مرور الوقت تتراكم الأحماض في الماء، وينخفض الرقم الهيدروجيني الكلي للمصدر المائي، وبما أنّ النباتات والحيوانات المائية تتطلب مستوىً محدداً من الرقم الهيدروجيني للبقاء على قيد الحياة، والذي يساوي 4.8 تقريباً، فإنّ انخفاضه يشكل تهديداً لبقاء الحياة المائية، ومن الأمثلة على ذلك أن أغلب بيض الأسماك لا يمكنه أن يفقس عندما تكون مستويات الرقم الهيدروجيني أقل من 5، بالإضافة إلى موت الأسماك البالغة، وخفض التنوع البيولوجي في البحيرات والأنهار كالنباتات، والأسماك، وأنواع الحشرات.
- التأثير على التربة: تؤثر الأمطار الحمضية بشكل كبير على كيمياء التربة، والتركيب البيولوجي لها، مما يعني أنّ ميكروبات التربة، والنشاط البيولوجي لها، وتركيباتها الكيميائية كدرجة الحموضة تتعرض للضرر أو التدمير بسبب هذه الأمطار، فمثلاً من الممكن أن تموت الكائنات الحية الدقيقة الحساسة في التربة بسبب عدم قدرتها على التكيف مع التغير في درجة الحموضة، كما تؤدي أيونات الهيدروجين من المطر الحمضي إلى فقدان المعادن الحيوية، والمغذيات كالمغنيسيوم والكالسيوم.
- التأثير على الصحة العامة: تشكّل غازات ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، ومشتقاتها تأثيراً على مدى الرؤية، والذي قد يتسبب في وقوع الحوادث، مما يؤدي إلى التسبب في وقوع الإصابات، والوفيات، ومع أنّ صحة الإنسان لا تتأثر بصورة مباشرة بمياه الأمطار الحمضية إلا أنّ الترسبات الحمضية الجافة الموجودة في الهواء قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة عند استنشاقها، إذ تؤدي المستويات العالية من هذه الترسبات إلى مشاكل في الرئة والقلب كالربو، والتهاب الشعب الهوائية.
- التأثير على الغابات والعطاء النباتي: يؤثر المطر الحمضي على الغطاء النباتي، والغابات بشكل كبير، كجعلها عرضةً للأمراض، والحشرات، ويتضح تأثير هذه الأمطار جلياً في الغابات الموجودة في أوروبا الشرقية خاصةً في بولندا، وألمانيا، وسويسرا.
- التأثير على العمارة والبنيان: يؤثر تساقط الأمطار الحمضية على المباني المختلفة خاصةً المبنية من الحجر الجيري، كما تتفاعل مع المعادن فيها مسببةً تآكلها، مما يجعلها ضعيفةً وعرضةً للتآكل، وتؤثر الأمطار الحمضية على المباني، والطائرات، والسيارات، وجسور النقل، والأنابيب الفولاذية، والتماثيل، كما قد تشكّل ضرراً لا يمكن تعويضه للمباني الأثرية القديمة، والمعالم التاريخية.
الحد من المطر الحمضي
يشكّل الحدّ من إطلاق الملوثات المسببة للأمطار الحمضية الطريقة الوحيدة والأساسية لمكافحة خطر تكونها، وقد بادرت العديد من الحكومات في محاولة الحدّ من الانبعاث من خلال تشجيع مصادر الوقود البديلة، وتنظيف مداخن المصانع، كما يمكن بذل جهود فردية للمساعدة في الحدّ من الأمطار الحمضية كالحفاظ على الطاقة الكهربائية المُستخدمة في المنازل، مما يُساعد على تقليل انبعاثات محطات توليد الطاقة الكهربائية، وتقليل انبعاثات وسائل النقل العام، والسيارات، واستبدالها بالدراجات، أو المشي عند القدرة على ذلك.[4]
المراجع
- ^ أ ب ت Alina Bradford (2018-7-14), "Acid Rain: Causes, Effects and Solutions"، www.livescience.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
- ↑ Thomas Butler, Gene Likens, "Acid rain"، www.britannica.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
- ^ أ ب ت "What is Acid Rain?", www.conserve-energy-future.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
- ↑ "WHAT IS ACID RAIN?", www.nationalgeographic.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.