وسائل الحمل المساعدة
العقم
عند الحديث عن العقم يُمكن تعريفه بعدم قدرة الزوجين على الإنجاب بعد سنة من ممارسة الجنس بشكل منتظم ودون استخدام موانع الحمل، وتُعتبر المرأة مصابة بالعقم في حال عدم حدوث حمل لمدة سنة واحدة دون استخدام وسائل منع الحمل، بينما يعتبر الرجل مصاباً بالعقم إذا كان لديه عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية، وفي حال كانت حيواناته المنوية لا تتمتع بصحة جيدة بحيث لا تستطيع تخصيب البويضة. وتجدر الإشارة إلى وجود بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة إصابة المرأة بالعقم مثل المُعاناة من دورات الحيض المؤلمة وغير المنتظمة، إضافة إلى بلوغ المرأة 35 عاماً فأكثر من العمر، وإصابتها بمرض بطانة الرحم المهاجرة، ومرض التهاب الحوض. وبالمثل، قد تزيد العديد من العوامل فرصة إصابة الرجل بالعقم مثل الإصابة ببعض أنواع العدوى، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، والمُعاناة من بعض المشاكل كالخصية غير النازلة، والبروستات المتضخمة، ودوالي الخصيتين، وتضخم الأوردة المحيطة بخصيتي الرجل. وينبغي القول أنّ إصابة أيّ من الزوجين بمرض السرطان وتلقّيه للعلاج يزيد من خطر إصابته بالعقم أيضاً.[1]
وسائل الحمل المساعدة
تحريض الإباضة
يهدف العلاج الهرمونيّ المستخدم في تحريض الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation Induction) لدى النساء اللواتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية إلى تحفيز نموّ البويضات وإطلاقها لتعزيز عملية الإباضة، كما أنّه يُستخدم لزيادة عدد البويضات التي تصل إلى مرحلة النضج أثناء الدورة الشهرية للمرأة بهدف زيادة فرصة الحمل. وتتضمن الأدوية المستخدمة لتحريض الإباضة ما يأتي:[2]
- كلوميفين سترات: (بالإنجليزية: Clomiphene Citrate)، يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم، ويُحفّز الإباضة عن طريق منع مستقبلات هرمون الإستروجين عن القيام بعملها، ممّا يُحفّز إفراز الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: (Follicle stimulating hormone (FSH)، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الدواء يُحفّز إطلاق عدة بويضات في الدورة الواحدة للمرأة، وبالتالي فهو يزيد من فرصة حدوث الحمل.
- موجهة الغدد التناسلية الإياسية البشرية: (بالإنجليزية: Human Menopausal Gonadotropin)، يتألف هذا الدواء الذي يُعطى عن طريق الحقن من مزيج من الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المُلَوتِن بالإنجليزية: ((Leutinizing hormone (LH)، ويستخدم لتحفيز نمو البويضات لدى النساء اللواتي لا تحدث لديهن عملية الإباضة بشكل تلقائي، واللواتي تحدث لديهن الإباضة بشكل غير منتظم لفترات طويلة، كما أنّه يزيد من عدد البويضات الناضجة في الدورة الواحدة للمرأة. وينبغي القول أنّ هذا الدواء يُعدّ أكثر فعالية في تحفيز الإباضة مقارنة بالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم.
- الهرمون المنشط للحوصلة: يُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن، ويُستخدم لزيادة عدد البويضات الناضجة خلال الدورة الواحدة للمرأة. ويُمكن استخدام هذا الدواء بشكل منفرد أو مع هرمونات أخرى مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية الإياسية البشرية.
- موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة: (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin)، يُعرف هذا الهرمون بهرمون الحمل أو هرمون hCG، ويُسبب هذا الهرمون نضج البويضات وإطلاقها من المبيض، كما أنّه يُحفز الجسم الأصفر على إفراز البروجسترون لتحضير بطانة الرحم لانغراس البويضة بعد تلقيحها.
الإِمناء الاصطناعِيّ
تتضمن عملية الإمناء الاصطناعي توصيل الحيوانات المنوية مباشرة إلى عنق الرحم (بالإنجليزية: Intracervical insemination) وهذا ما يُعرف اختصاراً بـ (ICI)، أو مباشرة إلى الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination) واختصاراً (IUI)؛ لزيادة فرصة حدوث الحمل. وفيما يأتي تفصيل خطوات الإمناء الاصطناعي:[3]
- الإمناء الاصطناعي داخل عنق الرحم: تتمّ عملية الإمناء الاصطناعي من خلال مراقبة موعد الإباضة لدى المرأة؛ ويُمكن ذلك من خلال استخدام طريقة التقويم، والمراقبة بالموجات فوق الصوتية، ومراقبة درجة حرارة الجسم بانتظام. وتنبغي الإشارة أنّ الطبيب قد يصفُ خلال هذه العملية بعض الأدوية لتحريض الإباضة لدى المرأة، ولزيادة احتمالية إطلاق بويضات متعددة، ويتمّ جمع الحيوانات المنوية من الزوج، وحقنها في المهبل باستخدام حقنة خاصة، أو من خلال وضع الحيوانات المنوية في غطاء عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical cap) الذي يوضع في عنق الرحم ويُترك لفترة من الزمن، وبعد وصول الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم يُطلب من المرأة الاستلقاء لمدة 15 إلى 30 دقيقة، لإعطاء الحيوانات المنوية فرصة للانتقال من عنق الرحم إلى الرحم.
- الإمناء الاصطناعي داخل الرحم: تتشابه خطوات الإمناء الاصطناعي داخل الرحم مع خطوات الإمناء الاصطناعي داخل عنق الرحم، إلا أنّها تتضمن خطوات إضافية تتمثل بغسل الحيوانات المنوية لإزالة البروتينات التي يُمكن أن تُؤثر على عملية الإخصاب؛ مما يزيد من تركيز الحيوانات المنوية، ويزيد من احتمالية حدوث الحمل. كما يتمّ توصيل الحيوانات المنوية من خلال منظار خاصّ يُسهّل وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
أطفال الأنابيب
تُعرف عملية أطفال الأنابيب طبياً بالتلقيح الصناعي (بالإنجليزية: (In Vitro Fertilization (IVF)، وهي إحدى الوسائل المُساعدة على الحمل لدى النساء المصابات بانسداد قناتي فالوب، واضطرابات الإباضة، وفشل المبيض المبكر، والأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: uterine fibroids)، ولدى الرجال الذين يُعانون من العقم بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية وحركتها غير الطبيعية، كما يتمّ استخدام هذه الوسيلة للمُساعدة على الحمل في حالات العقم غير المفسرة. وتمرّ عملية أطفال الأنابيب بالعديد من الخطوات وهي كما يأتي:[4]
- تحفيز الإباضة: يتمّ تحفيز الإباضة من خلال الأدوية الخاصة بذلك، بهدف زيادة إنتاج البويضات.
- جمع البويضات: بالاستعانة بالتصوير بالموجات فوق الصوتية يتمّ جمع البويضات من خلال إجراء جراحيّ بسيط؛ وذلك بتوجيه إبرة مجوفة من خلال تجويف الحوض لسحب البويضات.
- جمع الحيوانات المنوية من الرجل: يُطلب من الرجل جمع الحيوانات المنوية.
- التلقيح: تتمّ عملية التلقيح بخلط الحيوانات المنوية والبويضات معاً، وتخزينها في مكان مناسب لتحفيز الإخصاب. وتتمّ خلال هذه المرحلة مراقبة البويضات للتأكد من إخصابها وحدوث الانقسام الخلوي وتكوّن الجنين.
- نقل الأجنة إلى رحم المرأة: يتمّ نقل الأجنة إلى رحم المرأة بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من جمع البويضات وإخصابها، من خلال إدخال قسطرة أو أنبوب صغير في الرحم لنقل الأجنة.
نقل الجاميتات عبر قناة فالوب
تُشبه عملية نقل الجاميتات عبر قناة فالوب (بالإنجليزية: (Gamete Intrafallopian Transfer (GIFT) عملية أطفال الأنابيب بشكل كبير، حيث يتمّ جمع الحيوانات المنوية من الرجل، والبويضات من المرأة، ويتمّ خلط الحيوانات المنوية والبويضات داخل أنبوب رفيع بهدف وضع المزيج داخل قناة فالوب. ويتمثّل الاختلاف الرئيسي بين الطريقتين في أنّ عملية التخصيب تتمّ داخل قناة فالوب وليس في المختبر كما هو الحال في عملية أطفال الأنابيب، ولذا فإنّ نجاح هذه العملية يعتمد على وجود أنابيب فالوب بحالة طبيعية. وتُستخدم هذه الطريقة في العادة لمساعدة الأزواج الذين يُعانون من العقم غير المفسّر على الحمل، والأزواج الذين لم تنجح معهم عملية أطفال الأنابيب، والرجال الذي يُعانون من العقم نتيجة انخفاض عدد الحيوانات المنوية وغيرها من المشاكل المتعلقة بالحيوانات المنوية. ومن الجدير بالذكر أنّ المعهد الوطني للصحة والرعاية الممتازة يُشير إلى عدم وجود أدلة كافية لتفضيل عملية نقل الجاميتات عبر قناة فالوب على عملية أطفال الأنابيب لعلاج العقم غير المفسر، والعقم لدى الرجال.[5]
حقن الحيوانات المنوية بالبويضة
تُعرف عملية حقن الحيوانات المنوية بالبويضة (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection) بالحقن المجهريّ، وبشكل عام تتضمن عملية حقن الحيوانات المنوية بالبويضة الخطوات نفسها التي يتمّ إجراؤها في عملية أطفال الأنابيب مع وجود بعض الاختلافات الدقيقة بينهما؛ إذ تتمّ عمليّة أطفال الأنابيب بوضع ما يزيد عن 50 ألفاً من الحيوانات المنوية بالقرب من البويضة داخل وعاء خاص ليقوم حيوان منوي واحد باختراق البويضة وتلقيحها. بينما تتضمّن عمليّة الحقن المجهريّ استخدام إبرة صغيرة لحقن حيوان منوي واحد فقط في مركز البويضة، ليتمّ نقل البويضة المخصبة إلى رحم المرأة بعد يوم إلى خمسة أيام؛ ولذا تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطريقة عادةً ما تُستخدم لعلاج العقم الناتج عن عدم قدرة الحيوان المنوي على اختراق البويضة.[6]
المراجع
- ↑ "Infertility", familydoctor.org, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "Ovulation Induction", www.ucsfhealth.org, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Artificial Insemination", www.healthline.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "In Vitro Fertilization: IVF", americanpregnancy.org, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "Gamete Intrafallopian Transfer: GIFT", americanpregnancy.org, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "(What is Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI", www.reproductivefacts.org, Retrieved 18-12-2018. Edited.