-

الفارابي

الفارابي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفارابي

هو محمد بن طرخان بن أوزلغ أبو نصر الفارابي، وهو تركي مستعرب من أكبر فلاسفة المسلمين، ولد الفارابي في منطقة على نهر جيحون ( فاراب ) في عام 260 للهجرة، وانتقل إلى مدينة بغداد وقد ألّف أكثر كتبه فيها، ومن بعد بغداد ذهب إلى مصر ومن ثم إلى الشّام وتوفي في دمشق في عام 339 للهجرة، عُرف عن الفارابي أنّه كان يُجيد معظم اللغات الشّرقيّة الّتي كانت متداوَلة في عصره بالإضافة إلى اللغة اليونانيّة، وقد كان الفارابي زاهداً في حياته، فلم يتزوّج ولم يكن لديه المال على الرّغم من أنّه كان مقرّباً من سيف الدولة الحمداني، إلّا أنه لم يأخذ منه في اليوم الواحد سوى أربعة دراهم فضيّة.[1][2]

دراسة الفارابي

كانت بداية تعليم الفارابي في مدينته فاراب، حيث درس مجموعة من العلوم كالفلسفة والآداب والرّياضة وكذلك اللغات، وخصوصاً اللغة التّركيّة، بالإضافة إلى العربيّة والفارسيّة واليونانيّة، وبعد أن أصبح عُمرُ الفارابي خمسين عاماً انتقل إلى بغداد لمواصلة تعليمه، فتعلّم الطّب والفلسفة من الطّبيب يوحنّا بن حيلان، وكان تلميذاً لأبي بشر متّى بن يونس في الفلسفة والمنطق، وتعلّم العلوم اللسانيّة ( علم النّحو والمنطق ) من أبي بكر بن السّراج، وكان الفارابي مهتمّاً بتحصيل العلم بشكلٍ كبير وكان هذا هو سبب سفره إلى العراق والشّام، وقد اهتمّ بأمره سيف الدولة الحمداني وأكرمه وعاش في كنفه يتعلّم ويؤلّف الكتب لمدّة تسعة أعوام.[3][2]

آراء الفارابي

لقد كان للفارابي العديد من الأفكار والآراء في مختلف المجالات ،وكانت بعض أفكاره مخالفة لما كان سائداً في ذلك الوقت، ومن أهم أفكار الفارابي ما يلي:[4]

  • خالف الفارابي الكثير من العلماء في عصره عندما أقرّ ببطلان التّنجيم، وقد كتب رسالة يعبر عن رأيه فيها ( النّكت فيما يصح وفيما لا يصح من أحكام النّجوم)، وقد وضّح الفارابي أنّ عِلم أحكام النّجوم هو علم فاسد؛ إذ إنّ هذا العلم يَنسب كل شيء خارق وممكن إلى النّجوم والكواكب، كما أنّه بيّن خطأ الكثيرين الّذين زعموا أنّ الكواكب تجلب النّحس أو السّعادة.
  • من الأفكار المهمة الّتي تحدّث عنها الفارابي هي نظريّة المعرفة، وقد ذكر أنّ معرفة الإنسان موجودة في نفسه منذ طفولته الأولى.
  • في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة، تحدّث الفارابي عن رأيه ومذهبه الفلسفي في النّفس الإنسانيّة والسّياسيّة والأخلاق وكذلك الإلهيّات، وقد استعان الفارابي في تكوين هذه المدينة بفلسفة أفلاطون وفلاسفة اليونان، بالإضافة إلى أحكام الإسلام، فأسس بذلك مدينة فاضلة تُعتبر نموذجاً علميّاً تسير على نهجها الأمم.

مؤلفات الفارابي

تميّز الفارابي بشكلٍ خاصٍّ في شرح مؤلفات الفيلسوف أرسطو، لذا أُطلق عليه لقب المعلّم الثّاني، وقد كان للفارابي العديد من المؤلفات في مختلف المجالات، ولكثرة مؤلفاته قام المستشرق الألماني شتاينشنايدر بجمعها في مجلد ضخم خاص بها، إلا أنه لم يصل إلينا من هذه المؤلفات سوى القليل.[5]

مؤلفات الفارابي في المنطق والشّعر والخطابة

توجد العديد من المؤلفات للفارابي في علم المنطق وكذلك في الشّعر والخطابة نذكر منها:[6]

  • شرح العبارة لأرسطو.
  • شرح كتاب المقولات لأرسطو.
  • الألفاظ المستعملة في المنطق.
  • شرائط اليقين.
  • كتاب الشّعر.
  • كتاب الخطابة.
  • رسالة في قوانين صناعة الشّعر.

مؤلفات الفارابي في المعرفة

كان للفارابي العديد من المؤلفات العلميّة المعرفيّة المهمة الّتي لا تزال المرجع الأول لطلاب العلوم، ومن أهم هذه المؤلفات:[7]

  • إحصاء العلوم: أحد الكتب المهمة وخصوصاً لطلاب العلوم؛ ففيه ستة أقسام لمختلف العلوم من منطق وعلوم مدنيّة وعلوم طبيعيّة ورياضيات، بالإضافة إلى علم الكلام وما وراء الطّبيعة.
  • كتاب الحروف: في هذا الكتاب بيّن الفارابي الفرق بين كل من الجدليّة والمغالطة، وكذلك المطالب البرهانيّة، ويُعد هذا الكتاب من الكتب المهمة لطلاب البحث العلمي الرّاغبين في التّحقيق والتّدقيق في اللغات القديمة.

مؤلفات الفارابي في الفلسفة

إنّ للفارابي العديد من المؤلفات في مجال الفلسفة نذكر منها:

  • رسالة في إثبات المفاراقات: في هذا الكتاب تحدّث الفارابي عن مراتب المفارقات الأربعة وهي:[8]
  • كتاب تعليقات الحكمة: في هذا الكتاب وضع الفارابي تسعين تعليقة، ولهذا الكتاب ترجمة باللغة التّركيّة.[8]
  • كتاب عيون المسائل: يتحدّث الفارابي في هذا الكتاب عن مباحث العلم الإلهي والمباحث الطّبيعيّة.[8]
  • الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو: في هذا الكتاب نرى مدى معرفة واطّلاع الفارابي على بعض الكتب اليونانيّة الفلسفيّة والّتي كانت لها ترجمات عربيّة، وفيه أيضا يوفِّق الفارابي بين رأي كلٍّ من أفلاطون وأرسطو.[9]
  • فصوص الحكم: هذا الكتاب من الكتب الفلسفيّة الّتي تحدّث الفارابي فيها عن التّوحيد ويَستند فيه إلى الأدلّة المنطقيّة، على الرّغم من أنّه ينهج منهج المتصوفة.[9]
  • المسائل الفلسفيّة والأجوبة عنها: في هذا الكتاب نجد مجموعة من المسائل الّتي سُئل عنها الفارابي وأجاب عنها بشكل مختصر وعددها اثنتان وأربعون مسألة.[9]
  • الموجود الّذي ليس لوجوده سبب.
  • العقول الفعّالة.
  • النّفوس السّماويّة.
  • النّفوس الإنسانيّة.

رأي العلماء والمفكرين بالفارابي

إنّ عبقريّة الفارابي وقدرته على الاستمرار في تحصيل المعرفة والعلم، جعلته من أهم المفكرين في العالم الإسلامي، وهذا ما جعل العديد من المفكرين والأدباء الغرب يتحدّثون عن عبقريّته وعلمه في مؤلفاتهم وكتبهم، ومن أهم من تحدّث عن الفارابي:[10]

  • المستشرق الفرنسي ماسينيون، الّذي تحدّث عن الفارابي وذكر أنّه من أهم الفلاسفة المسلمين، وأَذكرهم للعلوم القديمة كما أنّه هو الفيلسوف لا سواه.
  • المستشرق روجر باركر، اعتبر أنّ مؤلفات الفارابي هي التي مهدت الطريق لظهور ابن رشد وابن سينا وأنّها كانت النّور الّذي يضيء درب الحُكماء في الغرب والشّرق.
  • دي فو، من المفكرين الّذين تحدّثوا عن الفارابي أيضاً؛ حيث ذكر أن للفارابي شخصيّةً غريبةً وقويّةً، وأنّه يَنجذب إليه أكثر من ابن سينا.

المراجع

  1. ↑ "الفارابي، أبو نصر"، shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مصطفى الجيوسي، موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، عمان - الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 284. بتصرّف.
  3. ↑ محمد جمعه، تاريخ فلاسفة الإسلام، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 35. بتصرّف.
  4. ↑ مصطفى الجيوسي، موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، عمان - الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 290. بتصرّف.
  5. ↑ أحمد شمس الدين، الفارابي - حياته آثاره وفلسفته - جزء - 32 / سلسلة أعلام الفلاسفة، مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 45-46. بتصرّف.
  6. ↑ أحمد شمس الدين، الفارابي - حياته آثاره وفلسفته - جزء - 32 / سلسلة أعلام الفلاسفة، مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 48-50. بتصرّف.
  7. ↑ احمد شمس الدين، الفارابي - حياته آثاره وفلسفته - جزء - 32 / سلسلة أعلام الفلاسفة، مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 50-52. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت احمد شمس الدين، الفارابي - حياته آثاره وفلسفته - جزء - 32 / سلسلة أعلام الفلاسفة، مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 55-56. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت احمد شمس الدين، الفارابي - حياته آثاره وفلسفته - جزء - 32 / سلسلة أعلام الفلاسفة، مصر: دار الكتب العلمية، صفحة 59-61. بتصرّف.
  10. ↑ مصطفى الجيوسي، موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم، عمان - الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 286. بتصرّف.