حضارة قديمة في العراق
الحضارة البابلية
تُعَدُّ الحضارة البابليّة إحدى الحضارات التي نشأت قديماً في العراق، حيث تأسَّست على أنقاض الحضارة السومريّة خلال الفترة ما بين 1710ق.م-1670 ق.م،[1] علماً بأنّ كلمة (بابل) تعني باللغة الأكديّة (بوّابة الإله)، كما أنّ بلاد بابل عُرِفت قديماً باسم (بلاد سومر)، والتي كانت تقع جنوب بغداد في منطقةٍ بين نهرَي دجلة، والفُرات. وبالنظر إلى نشأة الحضارة البابليّة، فإنّه لا بُدّ من الذكر بأنّها قد نشأت على يد الملك حمورابي، وذلك في فترة ما قَبل الميلاد، وتحديداً في عام 1763ق.م، كما أنّ من الجدير بالذكر أنّ هذه الحضارة تقدَّمت في قطاع الزراعة، وأبدعت فيها،[2] وقد استطاع البابليّون الحصول على الكثير من تُراث السومريّين، وتطويره؛ فتعلّموا الكتابة المسماريّة، واستخدموا الأدوات ذاتها التي كانوا يستخدمونها في الكتابة، بالإضافة إلى أنّهم ترجموا كثيراً من النصوص السومريّة، وأنشأوا المكتبات، والتي تُعَدُّ مكتبة بورسيبا التي ضمَّت كُتُباً تتحدَّث عن أَصل الحضارة البابليّة من أشهرها، وكتبوا المخطوطات أيضاً، مثل مخطوطة بستن التي تمّت كتابتها استخدام ثلاث لغات.[1]
مُؤسِّس الحضارة البابليّة
يُعتبَر الملك حمورابي الملك البابليّ الأكثر شُهرة؛ حيث تطوَّرت في عهده عمليّات الإصلاح في الدولة البابليّة؛ فمن الناحية العسكريّة، اهتمَّ حمورابي بالجيش، وأعدَّه إعداداً جيّداً، وتمكّن من خلاله من توسيع مناطق نفوذه إلى نينوى في الشمال، كما ازدادت مملكته توسُّعاً نحو الغرب، بالإضافة إلى أنّه عُنِيَ بالجانب الاجتماعيّ، والعمرانيّ، والسياسيّ، والديني، والاقتصاديّ، والقضائيّ، وشَرَّع قوانينه الشهيرة، والمعروفة باسم (شريعة حمورابي)؛ إذ نقشها على حجر كبير يتضمَّن 285 مادّة، وقانوناً مكتوباً بالخَطِّ المسماريّ، علماً بأنّه قد تمّ اكتشاف هذا الحجر في عام 1902م.[3]
عوامل ازدهار الحضارة البابليّة
هناك العديد من العوامل التي مَهّدت الطريق؛ لنشأة الحضارة البابليّة، وازدهارها، ومن أهمّ هذه العوامل:[4]
العوامل السياسيّة
ساهمت الأجواء السياسيّة بما فيها من تغيُّرات في ازدهار، وتطوُّر الحضارة البابليّة، ويتَّضِح ذلك من خلال:
- الاختلاط الذي حصل بين الأكاديّين، والسومريّين.
- سيطرة الملك حمورابي على معظم البُلدان المُحيطة ببابل، وإخضاعها لتكون تحت ولاية، وحُكم الحضارة البابليّة.
- استغلال ملوك الحضارة البابليّة ما كوَّنَه ملوك إيزن، ولارسا، وملوك أسرة أور الثالثة من خبرة سياسيّة.
العوامل الاقتصاديّة
من العوامل الاقتصاديّة التي ساعدت على ازدهار الحضارة البابليّة ما يأتي:
- ازدهار قطاع الزراعة؛ وذلك بسبب اعتماد أنظمة ريّ، وتأسيس قنوات مُتعدِّدة خاصّة به.
- وفرة المحاصيل الزراعيّة.
- ازدهار التجارة، والاهتمام بطُرُقها البحريّة، والبرّية، والنهريّة.
- استغلال العبيد في العمل كقوّة عاملة مجّانية.
العوامل الاجتماعيّة
من العوامل الاجتماعيّة التي ساهمت في ازدهار الحضارة البابليّة ما يأتي:
- استملاك أراضي الدولة من قِبَل الحاكم، والاستفادة من الأرباح؛ وذلك بهدف التنمية، والتطوير.
- سيطرة الطبقة الراقية على مساحات زراعيّة شاسعة، ممّا ساهم في توفُّر المحاصيل الزراعيّة.
- وَضْع القوانين اللازمة؛ للسيطرة على قضايا الطلاق، والزواج، وتنظيمها.
- الاهتمام بمَنْح الحقوق للمرأة؛ وذلك بهدف الاستفادة من دورها في المجتمع.
المراجع
- ^ أ ب هيفاء شبرق، هيا السهلي وآخرون، تجارب وأفكار للقراءة، صفحة 21-22. بتصرّف.
- ↑ مشتاق طالب شايل، دراسة نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ د. إسماعيل سييوكر، محاضرات في مقياس الحضارة الإنسانية ، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ عبداللطيف بن محمد بن عبدالعزيز الحميدان، سنن قيام الحضارات وسقوطها: قديمًا وحديثًا بآراء ابن خلدون، صفحة 30-35. بتصرّف.