مقال عن الصداقة
2023-08-06 01:31:13 (اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )
بواسطة طب 21 الشاملة
الصداقة
قيل قديماً: "تخيّر الرفيق قبل الطريق"، لفتة مهمة تسترعي انتباه جموع الأصدقاء، ثم ما يحدثنا به النبي -عليه الصلاة والسلام- في شأن ذلك فقال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدُكم من يخالل"، وما بين هذه وتلك مساحة واسعة تحتاج منا أن نفهم وندرك من هذا الصديق، وكيف تكون الصداقة الحقة.
وجوه الصداقة
الصداقة فضيلة عظمى تقع على وجهين اثنين هما:
- صداقة المنفعة "المصلحة": وهي تلك العلاقة التي تقوم في أصلها على مصلحة متبادلة ومنفعة قائمة بين الطرفين، وما إن تنقضي تلك المنفعة حتى ينفضّ كل منها عن الآخر، وكأن شيئاً لم يكن.
- الصداقة الحقيقية "الفاضلة": هي تلك الصداقة الطيبة الغراس مباركة الثمار، التي باعثها خلق رفيع يلمسه الشخص في نفس صاحبه فيعجبه ويقع في نفسه حبه والحرص على قربه واتخاذه صديقاً له، يدله على كل خير وينأى به عن كل شر، ينصحه فيتأثر به ويؤثر بهما في صبغة واحدة، فيغدو شخصاً آخر عما كانت عليه طباعه السابقة، وليس ذلك بعجب فإن التخلق بأخلاق الكرام من الفضائل، ولأجل ذلك فإن هذا النوع من الصداقة هو الفضيلة الكبرى التي ينشدها الإنسان في كل زمان ومكان.
سمات الصداقة
- الصداقة مشاعر إنسانية رفيعة أطهروأقدس من أن يكون لها شروط وقيود تُحَدُّ بها وتدل عليها، التي ما إن فقد بعضها حتى سقطت واسطة العقد، ومع هذا فإن هنالك جملة من الشروط التي يجب أن تتوافر بها:
- الصداقة صدق: هي الصدق الحقيقي من صدق للقلب واللسان والمشاعر وصدق المواقف، وصدق الإخاء الذي به يحفظ وده في حضوره وغيبته.
- وهي تضحية فالصديق الحقيقي لا يبخل على صديقه بالتضحية لأجله لا يبالي بما قد يجد، لأن الصداقة في معناها النفسي العميق التوحد الذي يجعلها يبدوان وكأنهما شخص واحد.
- كما أنها حب واحترام متبادل؛ فالحب والاحترام قرينان إن فقدت إحداها فقدت الأخرى رونقها وقيمتها .
- والصديق الحقيقي مرآة لصاحبه، يرى بها نفسها، ومن خلالها يبصر عيوبه ويقومها بما ينبغي أن تكون عليه، يسدد خطاه ويدله على كل خير وينهاه ويبعده عن كل سوء وشر.
- كذلك الصداقة، هي النصيحة وهي الموعظة وهي النقد البناء، لا تلك التي تقوم على قشور العلاقة فلا تجني ثمراً ولا تنبت زرعاً.
- الصداقة كالسفينة: لا يجدي بها سوى ربان واحد، ولا تكون قويمة بلا شراع، وإن شراع الصداقة وربانها اثنان يكمل بعضهم بعضاً.
مقتبسات عن الصداقة الحقة
سئل حكيم كيف تعرف ودّ أخيك؟ قال: "من يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذَكرني بربي، فقيل له وكيف تكافئه؟ قال: أدعو له في ظهر الغيب".