-

فقر الدم عند الحامل

فقر الدم عند الحامل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فقر الدم عند الحامل

يُعرّف فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) على أنّه انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة في الدم عن المعدّل الطبيعيّ، ممّا يؤدي إلى ضعف إيصال الأكسجين إلى أنسجة الجسم وخلاياه المختلفة، وتُعدّ مشكلة فقر الدم من المشاكل الصحيّة الشائعة خلال فترة الحمل؛ حيثُ تزداد حاجة جسم المرأة الحامل لإنتاج كميّة أكبر من الدم، وذلك لإيصال العناصر الغذائيّة إلى أجزاء الجسم المختلفة، وضمان وصول كميّاتٍ كافيةٍ من الأكسجين والعناصر الغذائيّة إلى الجنين، وتجدر الإشارة إلى أنّ حجم الدم لدى المرأة الحامل قد يزداد بنسبة تتراوح بين 30-50% خلال فترة الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ حالات فقر الدم الخفيفة يمكن السيطرة عليها وعلاجها بشكلٍ فعّال خلال الحمل خصوصاً في حال اكتشافها في وقت مبكّر من الحمل، أمّا في حال عدم الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكّر فإنّ فقر الدم قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الصحيّة الخطيرة على الأم الحامل والجنين، مثل زيادة خطر الولادة المبكّرة، وانخفاض وزن الجنين.[1][2]

أنواع فقر الدم عند الحامل

في الحقيقة يوجد أكثر من 400 نوع مختلف من فقر الدم، كما أنّ هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بأحد هذه الأنواع، إلّا أنّ ضعف إنتاج خلايا الدم الحمراء وسلامتها يُعدّ من أكثر أسباب فقر الدم شيوعاً، ومن أكثر أنواع فقر الدم التي قد تُصيب المرأة الحامل نذكر ما يأتي:[1][2]

  • فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: ويُعدّ هذا النوع أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً خلال فترة الحمل، حيثُ تقدّر نسبة النساء اللاتي يعانين من هذه المشكلة بنحو 15-25%، وفي الحقيقة فإنّ للحديد دوراً مهمّاً في إنتاج الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى أنحاء الجسم المختلفة، كما أنّ للحديد دوراً مهمّاً في مساعدة العضلات على استخدام وتخزين الأكسجين، ولذلك فإنّ انخفاض نسبة الحديد في الجسم يؤدي إلى الشعور بالتعب، والإعياء.
  • فقر الدم الناجم عن عوز حمض الفوليك: إذ تزداد حاجة جسم المرأة الحامل لحمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic acid) خلال فترة الحمل، وهو من الفيتامينات الضروريّة لإنتاج خلايا الدم الحمراء، كما يُعدّ حمض الفوليك ضروريّاً جداً خلال فترة الحمل للوقاية من عيوب الأنبوب العصبيّ لدى الجنين، لذلك يُنصح بالبدء بتناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على حمض الفوليك من قِبَل المرأة حتى قبل حدوث الحمل، ومن الأطعمة الغنيّة بحمض الفوليك؛ البقوليّات، والخضار الورقيّة، والموز.
  • فقر الدم الناجم عن عوز فيتامين ب12: قد تعاني بعض النساء من انخفاض مستويات فيتامين ب12 عن الحدّ الطبيعيّ في الجسم على الرغم من احتواء الوجبات الغذائيّة على كميّات كافية من الفيتامين، ويُعزى حدوث ذلك إلى عدم قدرة الجسم على التعامل مع الفيتامين بالطريقة الصحيحة ممّا يؤدي إلى انخفاض نسبته في الجسم، وهو من الفيتامينات المهمّة في عمليّة إنتاج خلايا الدم الحمراء.

أعراض فقر الدم عند الحامل

في الحقيقة قد لا تصاحب حالات فقر الدم الخفيفة أيّ أعراض واضحة على المرأة الحامل، ويزداد ظهور الأعراض مع زيادة شدّة الحالة، ومن الجدير بالذكر أنّ تحليل الدم للكشف عن الإصابة بأحد أنواع فقر الدم يُعدّ من الاختبارات الروتينيّة خلال فترة الحمل في معظم مراكز الرعاية الصحيّة، وفي حال ظهور أيّ من الأعراض التي قد تدلّ على المعاناة من فقر الدم تجدر مراجعة الطبيب، ومن هذه الأعراض نذكر الآتي:[1][2]

  • الشعور بالتعب والإعياء الشديد.
  • الشعور بألم في منطقة الصدر.
  • شحوب البشرة، والأظافر، والشفتين.
  • المعاناة من ضيق التنفّس.
  • الشعور بالدوار.
  • المعاناة من برودة اليدين، والقدمين.
  • المعاناة من خفقان القلب (بالإنجليزية: Heart palpitations)، أو عدم انتظام دقّات القلب.
  • الشعور برغبة في تناول بعض العناصر غير الغذائيّة، مثل الطين، ونشا الذرة.
  • ضعف القدرة على التركيز.

الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل

هناك العديد من الطرق التي تساعد على الوقاية من مشكلة فقر الدم خلال مرحلة الحمل، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:[3]

  • بدء الحمل بصحة جيدة: فيجب على المرأة عند الرغبة بالحمل زيارة الطبيب لإجراء بعض الاختبارات الروتينيّة للكشف عن الصحّة العامة قبل الحمل، كما يجدر بالمرأة خلال هذه المرحلة البدء بتناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على حمض الفوليك مدّةً لا تقلّ عن شهر كامل قبل الحمل، والاستمرار عليها خلال فترة الحمل للوقاية من الإصابة بفقر الدم، وخطر تشكّل أحد أنواع عيوب الأنبوب العصبيّ لدى الجنين مثل تشقّق العمود الفقريّ (بالإنجليزية: Spina bifida)، أمّا بالنسبة للجرعة المناسبة فتجدر استشارة الطبيب، فقد تختلف الجرعة حسب حالة المرأة الصحيّة.
  • اتّباع نظام غذائيّ صحيّ: فقد يساعد اتّباع نظام غذائيّ صحيّ على الوقاية من فقر الدم خلال الحمل، بسبب احتوائه على كميّات كافية من الحديد، وفيتامين ب12، وحمض الفوليك، ومن الأطعمة الغنيّة بالحديد؛ الفواكه المجفّفة، والسبانخ، واللحوم، والبيض، أمّا بالنسبة لفيتامين ب12 فيمكن الحصول عليه من منتجات الألبان، والبيض، والأسماك، والمحار، واللحوم، ويمكن من خلال تناول الخضروات الورقيّة، والبروكلي، والفاصولياء، والهليون الحصول على حمض الفوليك، وتجدر الإشارة إلى أنّ تجنّب تناول الشاي، والقهوة بعد الوجبات الغذائيّة بشكلٍ مباشر يساعد على امتصاص كميّات أكبر من الحديد.
  • تناول المكمّلات الغذائيّة: فكما ذُكر سابقاً فإنّ تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على حمض الفوليك يُعدّ من الأمور الضروريّة خلال فترة الحمل، كما يُمكن للمرأة الحامل تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الحديد، وفيتامين ب12، وذلك بعد استشارة الطبيب للمساعدة على الوقاية من الإصابة بفقر الدم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Anemia During Pregnancy", americanpregnancy.org,12-10-2016، Retrieved 20-11-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jessica Timmons, "3 Ways to Prevent Anemia in Pregnancy"، www.healthline.com, Retrieved 20-11-2018. Edited.
  3. ↑ "Anaemia in pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 20-11-2018. Edited.