السلسلة الغذائية للحيوانات
السّلسلة الغذائيّة للحيوانات
تُعرَّف السّلسلة الغذائيّة (بالإنجليزيّة: Food chain) بأنّها مسار انتقال الطّاقة على شكل غذاء من كائن حيّ إلى آخر في النّظام البيئي، وتُعدّ الشّمس المصدر الرّئيس للطاقة، فمنها تستمدّ النّباتات مثل الاعشاب الطّاقة اللازمة لصنع غذائها، وعندما يأكل حيوان ما مثل الأرنب العشبَ فإنّ الطّاقة نتقل من العشب إليه، وإذا افترس ثعلبٌ الأرنب، تنتقل الطّاقة من الأرنب للثعلب، وعند موت الثّعلب تحلّل البكتيريا جسمه وتعيد مكوّناته مرة أخرى للتربة؛ لتمتصها النّباتات مرّةً ثانيةً، وتُعاد الدّورة من جديد.[1]
المستويات الغذائيّة
تُقسَّم الكائنات الحيّة في السّلسلة الغذائيّة إلى مستويات غذائيّة مُحدَّدة (بالإنجليزيّة: Trophic levels)، وهي:
- المُنتجات: تمثّل المستوى الغذائيّ الأول في السّلسلة الغذائيّة.
- المُستهلِكات: هي آكلات الأعشاب، وآكلات اللحوم، والقوارت، وقد تحتوي السّلسلة الغذائيّة على أكثر من مستوىً من المستهلكات قبل الوصول إلى المستهلكات العُليا، وهي أقوى المُفترسات.[1]
- الكانِسات، والمُحلِّلات.
المُنتجات
المنتجات (بالإنجليزيّة: Producers أو Autotrophs) هي[تصنيف الكائنات الحية|الكائنات الحيّة]] التي تتمكّن من صنع غذائها بنفسها، وتُمثّل المستوى الأول في السّلسلة الغذائيّة، وتتمكّن من صنع غذائها بطريقتين:[2]
- البناء الضّوئي (بالإنجليزيّة: photosynthesis): هي العملية التي تُستخدَم فيها أشعة الشّمس لتحويل ثاني أكسيد الكربون، والماء إلى الجلوكوز، والذي يتحوّل بدوره إلى السليلوز، وهي المادة التي تُستخدَم للنمو وبناء الجدار الخلوي للنباتات، ومن الكائنات الحيّة الأخرى التي تقوم بعملية البناء الضّوئي، الطّحالب، والعوالق النّباتيّة، وبعض أنواع البكتيريا.
- التّمثيل الكيميائي (بالإنجليزية: chemosynthesis): هي عملية إنتاج الغذاء باستخدام الطّاقة الناّتجة عن التّفاعلات الكيميائيّة بين كبريتيد الهيدروجين، أو الميثان مع الأكسجين، ومن الأمثلة على المنتجات التي تتغذّى بعملية التّمثيل الكيميائي: البكتيريا التي تعيش في الينابيع السّاخنة، أو البكتيريا التي تعيش في البراكين النّشِطة.
آكِلات الأعشاب
تُعدّ آكلات الأعشاب (بالإنجليزيّة: Herbivores) من المستهلكات الأوليّة؛ لأنّها تتغذّى مباشرةََ على المنتجات، مثل: النّباتات، وتتميّز معظم آكلات الأعشاب بأضراسها العريضة التي تمكنّها من طحن أوراق النّباتات والأعشاب. بعض أنواع آكلات الأعشاب وهي المُجترّات، يتكيّف جهازها الهضمي لتناول النّباتات ذات الألياف القاسية، فتُقسَم معدتها إلى أربعة حجرات، فعندما تمضغ المجترات الطّعام وتبتلعه يذهب إلى الحجرة الأولى من المعدة، وهناك تبدأ بكتيريا مُتخصِّصة بتكسير جزيئات الطّعام حتّى يصبح ليّناََ، ثمّ يُعاد مرّةً ثانيةً إلى الفم ويُمضَغ مرّةً أخرى، ثمّ يُبتلَع ويُوجَّه إلى الحجرة الثّانية من المعدة، وهناك يتعرّض النّبات للمزيد من الهضم باستخدام إفرازات المعدة الكيميائيّة، ثمّ ينتقل إلى الحجرة الثّالثة من المعدة، ومنها إلى الحجرة الرّابعة التي تكون شبيهةً بمعدة الإنسان، ومن الأمثلة على المجترّات: الجمل، والزّرافة، والأغنام، والغزلان.[3]
يتكوّن النّظام الغذائي لبعض آكلات الأعشاب مثل الفيل من مجموعة واسعة من النّباتات، كما تتمكّن من تناول الجذور، والأغصان، والأوراق، والثّمار، ولحاء الأشجار، والأعشاب، إلا أنّ أغلب آكلات الأعشاب تكون متخصِّصةً؛ أي أنّها تتناول جزءاً معيّناً من النّبات فقط، ومنها:[3]
- آكلات الثّمار (بالإنجليزيّة: frugivore): من الأمثلة عليها طائر الزّيت الذي يتخصّص بتناول ثمار النّخيل، والغار.
- آكلات أوراق النباتات (بالإنجليزيّة: folivore): من الأمثلة عليها الكوالا التي تتغذّى غالباََ على أوراق الكينا، والباندا التي تتغذّى على الخيزران.
- آكلات الخشب (بالإنجليزيّة: xylophages): مثل النّمل الأبيض.
آكلات اللحوم
آكلات اللحوم، أو اللواحم (بالإنجليزيّة: Carnivore) هي كائنات تتغذّى غالباََ على لحوم الحيوانات الأخرى؛ لذلك تُسمّى أيضاََ الحيوانات المفترسة. تُعدّ آكلات اللحوم التي تتغذى على آكلات الأعشاب مستهلكاتٍ ثانويّةً، أمّا التي تتغذى على حيوانٍ لاحمٍ آخر فتُسمّى مستهلكاتٍ ثلاثيّةً، ومن الأمثلة عليها: الحوت القاتل الذي يتغذّى على الفقمة، التي تتغذّى بدورها على الأسماك.[4]
تتمكّن أكلات اللحوم مثل الذّئاب من افتراس الحيوانات الأخرى بفضل أسنانها الطويلة الحادة، وفكوكها القويّة، ومخالبها الحادة؛ وبعض الأفاعي تحقن سُمَّها في الفريسة لقتلها، أما الطّيور الجارحة فتتميّز بالإضافة إلى مخالبها القويّة بمنقار معقوف وحادّ، يُمكّنها من تمزيق فريستها، أمّا العناكب فتصطاد فريستها بنسج شبكة من الخيوط اللاصقة، وبعض النّباتات أيضاََ تُصنَّف ضمن آكلات اللحوم، مثل: نبات خناق الذّباب (بالإنجليزيّة: Venus flytrap) الذي يتغذّى على الحشرات، وفيما يأتي تصنيف لبعض آكلات اللحوم:[4]
- آكلات لحوم يتكوّن 70% على الأقل من نظامها الغذائي من اللّحوم (بالإنجليزيّة: Hypercarnivore): من الأمثلة عليها القطط، ونجم البحر.
- آكلات لحوم يتكوّن 50% على الأقل من نظامها الغذائي من اللحوم (بالإنجليزيّة: Mesocarnivores): يتكوّن النّصف الباقي من غذائها من الخضار، والفاكهة، والفطريات، مثل: الثّعالب.
- آكلات لحوم تستهلك أقلّ من 30% من اللحوم (بالإنجليزيّة: Hypocarnivores): مثل الدّببة التي تأكل اللّحوم، والأسماك، وجذور النّباتات، وبصيلاتها، وهذا النّوع من آكلات اللحوم يمكن أن يُصنَّف أيضاََ ضمن مجموعة الحيوانات القارتة.
- آكلات الجِيَف (بالإنجليزيّة: Scavengers): هي حيوانات لاحمة لا تصطاد غالباََ بل تتغذّى على حيوانات ميتة، ومن الأمثلة عليها النّسر، والضّبع.
- آكلات الإسفنج (بالإنجليزيّة: Spongivores): ومنها بعض أنواع السّلاحف.
- آكلات الدّيدان (بالإنجليزيّة: Vermivores): مثل طائر الشّنقب، وطائر الكيوي.
- آكلات الطّيور (بالإنجليزيّة: Avivores): مثل الصّقر، والباز.
- آكلات البيض (بالإنجليزيّة: Ovivores): مثل معظم أنواع الأفاعي.
القوارت
القوارت (بالإنجليزيّة: Omnivore) هي الكائنات الحيّة التي يتكوّن نظامها الغذائي من مجموعة واسعة من الأغذية المتنوعة، بما في ذلك النّباتات، والحيوانات، والطّحالب، والفطريات، ومن أهمّ القوارت البشر؛ فهم يتناولون اللّحوم، والبيض، والحليب، وكذلك الخضار، والفاكهة، والفطر، والأعشاب البحريّة، وخسّ البحر الذي هو نوع من الطّحالب، ومن القوارت أيضاََ الدّببة التي تفترس الغزلان، وأسماك السّلمون، وتتغذى أيضاََ على النّباتات، مثل: التّوت، والفطر، مثل: عيش الغراب. تتمكّن القوارت من تناول النّباتات واللّحوم بفضل أسنانها الأماميّة الحادة التي تمكنّها من تقطيع اللحوم، وأضراسها العريضة التي تمكنّها من مضغ النّباتات، وأيضاََ بفضل كفوفها الرّشيقة وأصابعها الطويلة التي تمكنّها من الإمساك بالفريسة، والتقاط الثّمار وغيرها من أجزاء النباتات.[5]
الكانِسات والمُحلِّلات
للكانسات والمحللات (بالإنجليزيّة: Detritivores and decomposers) مثل النّسور وخنافس الرّوث دور كبير في السّلسلة الغذائيّة؛ فهي تتغذّى على النّباتات والحيوانات الميتة، أو فضلات الحيوانات، ممّا يمنع تراكمها في البيئة، أمّا المحللات مثل البكتيريا، والفطريات فتحلّل بقايا الكائنات الحيّة بعد موتها، فتحوّل بذلك المواد العضويّة إلى مواد غير عضويّة، وتعيدها إلى التّربة لتستفيد منها المنتجات مرّةً أخرى، وبذلك تنتهي السّلسلة الغذائيّة، وتكتمل دورة الحياة.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت "food chain", www.nationalgeographic.org, Retrieved 28-12-2017. Edited.
- ↑ "autotroph", www.nationalgeographic.org, Retrieved 28-10-2017. Edited.
- ^ أ ب "herbivore", www.nationalgeographic.org, Retrieved 27-12-2017. Edited.
- ^ أ ب "carnivore", www.nationalgeographic.org, Retrieved 27-12-2017. Edited.
- ↑ "omnivore", www.nationalgeographic.org, Retrieved 27-12-2017. Edited.