صفات العرب قبل الإسلام
العرب في الجاهليّة
يُطلَق وصف العرب على الأشخاص الذين يتحدّثونَ باللغة العربيّة باعتبارها لغتهم الأمّ، وقد بَيَّن باحثو التاريخ أنّ العرب ذوو أَصْلٍ ساميّ؛ فهم ينحدرون من نَسْل سام بن نوح، ويقطنونَ منطقة شبه الجزيرة العربيّةن والعرب في الجاهليّة: هم أولئك الذين عاشوا في الفترة التي سَبَقت ظهور الإسلام، كما أنّ لفظة الجاهليّة تعني لغةً: ضدّ العِلم، والجاهليّة كمصطلح تعني: الفترة التي كانَ فيها العرب يجهلونَ وجودَ الله، ورسوله، وشرائع الدِّين؛ إذ كانوا يعكفونَ على عبادة الأصنام، وقال آخرون إنّ اسم الجاهليّة يعني: حالة من التباهي بالأحساب، والمُفاخَرة بالأنساب، أمّا في القرآن الكريم فتعني لفظة الجاهليّة: الحميّة، والطَّيْش، والغضب، كما تشير أيضاً إلى أفعال العرب في تلك الفترة.[1][2]
صِفات العرب قَبْل الإسلام
اتَّصفَ العرب قَبل مجيء الإسلام بمجموعةٍ من الصِّفاتِ الحسنةِ، منها:[3][1]
- الصدق: تميَّز العرب قبلَ الإسلام بالصدق، ونفورهم من الكذب، وقد كانت هذه إحدى أهمّ الصفات التي تميَّز بها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وصاحبه أبي بكر الصديق.
- الكرم: وهيَ إحدى الصفات المُتأصِّلة في العرب قَبل الإسلام، فقد كانوا يُكرمونَ الضيف بحُسن الاستقبال، والطعام، وقد كانوا يُوقِدونَ النار في الليل؛ حتى يستدلَّ المسافرونَ على بيوتهم، علماً بأنّهم كانَوا يطلقون عليها اسم "نار الضيافة"، ومن أشهر الشخصيّات العربيّة التي ارتبطَ اسمها بالكرم حاتم الطائيّ.
- العِزّة: فقد كانَ العرب قبلَ الإسلام يرفضونَ العيش بذلّ، ويعتزّون بحرّيتهم، ويرفضون الظُّلمَ.
- العِفّة: على الرغم من اتِّصاف جزءٍ من العرب بعدم اهتمامهم بالعِفّة، وانشغالهم بالشُّرب، ولعب المَيسِر، إلّا أنّ فريقاً من العربِ كانوا أشدّ غيرةً على النساءِ من غيرهم من الشعوب، وكانوا يحافظونَ على عِرْضهم، وشَرَفهم، حتى وصلت فيهم الغيرة إلى وَأْد البنات؛ حتى لا يلحق بهم العار، أمّا المرأة، فقد كانت تحافظ على نفسها، كما كانت تتَّصف بعِزّة النفس.
- حُسن الجِوار: كانَ العرب يُؤدّونَ حقّ الجار كجزءٍ من خِصالهم النبيلة التي كانوا يحرصونَ عليها، فكانوا يُقدِّمون الحماية، والإغاثة لجيرانهم، ويَعدّونه جزءاً من شَرَفهم.
- الصَّبر: تُعَدّ الظروف المعيشيّة للعرب في شبه الجزيرة العربيّة ظروفاً قاسيةً، وهذا ما وَلَّد فيهم قوّةً وصَبْراً على تحمُّلِ مختلفِ المصاعبِ التي قد يواجهونها، كالجوع، والسفرِ الطويل، وغيرها.
- الشجاعة: كانت الشجاعة صِفة غريزيّة في كلّ عربيّ، إذ كانَ العربيّ يمتلك قوّةً تدفعُه إلى القتالِ دون خوف، ونصرة المظلومِ دونَ تردُّد، وقد ساعدَت ظروف حياتهم البدويّة على التأهُّب لأيّ خطرٍ قد يصيبهم، فلمّا جاءَ الإسلام، قوَّم هذه الصِّفة؛ فأمرَ بكَفّ الأيدي عن الاعتداء على الآخرينَ دونَ وجودِ سببٍ للقتال.
- الوفاء: وهو عكس الغَدْر، والكذب، حيث كانَ العرب يُحافظونَ على عهودهم، ويُثنونَ على الوفيّ، ويُشهِرونه، ويرفضون الغدر، وخيانة الوعود.
عادات العرب قبل الإسلام
امتلكَ العرب قبل الإسلام مجموعة من العادات والتقاليد السلبيّة التي حرص الإسلام على إلغائها، واستبدالها بالعادات الحسنة والنافعة، ومن أهمّ هذه التقاليد والعادات:[1][4]
- الغزو والثأر: وهيَ عادةٌ كانت تُؤدّي إلى حروبٍ تستمرُّ لسنواتٍ طويلةٍ بين القبائلِ والعائلاتِ البدويّة، وكانت أسباب الحروب تتمثّل أساساً بصعوبة الحياة في الصحراء؛ فقد كانَوا يقتتلون لأبسط الأسباب، كالخلاف على المراعي؛ وذلك بسبب الجوع، وشُحّ الامطار في المنطقة.
- التعصُّب: إذ كانَ العربيّ يفتخر بانتمائه إلى قبيلته، فيمدحها، ويدافع عنها، حيث كانوا مُتفرِّقين، لا تجمعهم سُلطة عُليا مُحدَّدة، إذ كانت القبيلة هيَ الحاكمة لكلِّ فئة من الناس؛ ممّا وَلَّد لديهم التعصُّب، والهمجيّة.
- شُرب الخمر ولعب المَيسِر: بالغَ العرب قبلَ الإسلامِ في شُربِ الخمرِ حتى اتَّخذوا لهم ساقياً، كما كانوا يمارسون لعب المَيسِرَ، وما يتبعه من شرور، وقد أنكرَ بعض العرب عادة شُرب الخمرِ؛ لما يُحدِثه من ذهابٍ للعقلِ، وخَدْشٍ للمروءة.
- الفَخْر: وذلك نظراً لوقوعِ المسجدِ الحرامِ في جزيرةِ العربِ، حيث كانوا يَعتزّونَ بأنفسهم، ويفتخرون بذلك، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يتكبَّروا به على الناسِ.
مظاهر حياة العرب قبل الإسلام
اتَّصفت حياة العرب في العصر الجاهليّ بمجموعة من المظاهر، منها:[5]
- الحياة الاقتصاديّة: اعتمدَ العرب على تربية الحيواناتِ، كالإبلِ، والماشية، في حياتهم الاقتصاديّة، كما كانوا معروفينَ بالتجارةِ، وخاصّةً الرحلات التجاريّة إلى اليمن، والهند، في فصلَي الشتاء، والصيف، كما انتشرَت الأسواق في حياة العرب قديماً، ومن أهمّها: سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وغيرها.
- الحياة الدينيّة: قَبلَ ظهورِ الإسلامِ كانَ العرب يعبدونَ الأوثان بشكلٍ رئيسيّ، ومن أشهر أصنامهم التي عبدوها: اللّات، وهُبَل، والعُزّى، كما كانَ جزءٌ منهم يعبدُ الشمسَ، والقمر، إضافة إلى أنّ القليل منهم اعتنقَ الديانة اليهوديّة، والمسيحيّة، وقد وُجِد أنّ من العرب أيضاً مَن يتبعُ ديانة إبراهيم -عليه السَّلام-.
- الحياة الاجتماعيّة: كانَ العرب يعيشونَ كبَدوٍ في شبه الجزيرة العربيّة، وكانوا يُقيمون فيها كقبائل تنقسمُ إلى 3 طبقاتٍ، هي: أبناءِ القبيلة الذينَ ينتمونَ إلى أهلِ القبيلةِ بالدَّم، والموالي الذين يُعَدّونَ أقلَّ منزلةً من أبناءِ القبيلة، والعبيد الذينَ أَسَرَتهم القبيلة عن طريق الحروب، علماً بأنّ البيئة الاجتماعيّة كانت تحملُ مختلفَ الصِّفاتِ الكريمة، والسيِّئة، كالشجاعة، والكَرَمِ، أو العَصَبيّة، والسَّلْب.
- الحياة الثقافيّة: ظهرَ في عربِ الجاهليّة شعراء مرموقونَ، كعنترة بن شدّاد، وامرِئ القيس، وطَرَفة بن العبد، وزهير بن أبي سُلمى، وغيرهم، ومن الكُتُب التي تحدَّثت عن مظاهر الحياة الثقافيّة لدى العرب الجاهليّين، والتي نُقِلت عنهم فيما بعد: دواوين الشِّعر، ودواوين القبائل التي تصل إلى أكثر من 20 مجموعة، وكُتُب النَّحو، واللغة، وكُتُب التاريخ، والأَدَب، وغيرها.
المراجع
- ^ أ ب ت عبدالرزاق سليمان (2010)، مفهوم وسمات الجاهلية عند العرب دراسة تاريخية وتحليلية ، تايلند : جامعة فطاني، صفحة 33 ،41-46. بتصرّف.
- ↑ "Arab", /www.newworldencyclopedia.org,23-3-2018، Retrieved 25-9-2018. Edited.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (21-4-2010)، "صفات العرب وأخلاقهم"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-9-2018. بتصرّف.
- ↑ أ.د راغب السرجاني (23-4-2017)، "أخلاق العرب قبل الإسلام"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-9-2018. بتصرّف.
- ↑ جامعة بابل، الحياة السياسية، والاجتماعية، والدينية، والفكرية في الجاهلية، صفحة 1-3. بتصرّف.