-

الثقافة العربية الإسلامية

الثقافة العربية الإسلامية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العرب والمسلمون

يمتاز العرب والمسلمون بالعديد من الخصائص والمميزات التي مَكنتهم من صُنع حضارةٍ عظيمةٍ جابت الآفاق يوماً ما، والمسلمون هم كل من دخل في الدين الخاتم، دين الإسلام من عرب وغيرهم.

تعتبر الثقافة العربية والإسلامية من أهم الأمور التي جمعت هاتين الأمتين، وأحدثت أعظم الأثر في الآخرين ممن وجدوا في هذه الثقافة ضالتهم، كونها ثقافة تمتاز بنظرتها العالمية الشّاملة، وبخطابها الإنساني الرّاقي، وبقدرتها على التّعامل مع مشاكل المجتمع، وإيجاد الحلول النّاجعة لها، وفي هذا المقال سنبرز بعض جوانب هذه الثقافة المهمة.

الثقافة العربية والإسلامية

العرب هم أمة خالدة وُجدت مُنذ القدم، واستطاعتْ أنْ تبني تاريخها، وعاداتها، وتقاليدها، وثقافتها الخاصة بها، ولكن قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام من يومنا هذا تفشت الأمراض المجتمعية بين أبناء هذه الأمة، مع بقاء العديد من الأخلاق الحميدة، والملامح التراثية، والثقافية الخالدة، فكان لا بد من فكرةٍ عظيمةٍ تستأصل مواطن الفساد، وتتحالف مع مواطن الخير وتنميها لدى هذه الأمة، فأنزل الله تعالى الدّيانة الإسلامية الخاتمة، على قلب نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام الذي جعل الأمة العربية من أرقى الأمم وأكثرها تحضراً، وباباً تدخل منه الأمم الأخرى نحو السّعادة، والرّخاء.

الثقافة العربية والإسلامية هي مصطلحٌ يصف كل ما يتعلّق بالعرب والمسلمين من مظاهر حضارية وثقافية شتى، وقد استمدت هذه الثقافة أصولها من القرآن الكريم الذي خلَّد اللغة العربية التي تعتبر واحدة من أهم عناصر هذه الثقافة، وبث القيم الحميدة من خلال رسالة إنسانية عالمية صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان، إلى جانب السّنة النبوية الشريفة التي خلّدت إرث النبي صلى الله عليه سلم هذا عدا عن القيم، والأخلاق، والعادات، والتقاليد العربية الحميدة التي أبقى الإسلام عليها، مع بعض المظاهر، والعناصر الثقافية العربية الأصيلة التي اشتهر العرب بها، والتي هذبها الإسلام وطورها، ووجَّهها نحو طريق الخير والصّلاح؛ كالفصاحة، والفروسية، والكرم وغير ذلك.

في وقت لاحق بعد أنْ اتسعتْ رقعةُ الدّولة الإسلامية، وبعد أنْ احتك العرب بالأمم الأخرى، دخلت عناصر وملامح ثقافيةٌ أخرى على الثقافة العربية الإسلامية؛ كالفنون العربية والإسلامية، إلى جانب تطور الحركة العلمية بشكلٍ لافت.

استطاعت هذه الثقافة الأصيلة بمكوناتها العظيمة أنْ تُؤثر في الآخرين أيما تأثير، فآثار هذه الثقافة موجودةٌ اليوم في شتى أصقاع الأرض، على الرّغم من تأثر العرب والمسلمين في العصر الحالي بالثقافات الأخرى بشكلٍ كبيرٍ وواضح، وقد تَداخلت الثقافة العربية الإسلامية اليوم بالثقافات الأخرى نتيجةً للعولمة، مما أدى إلى تشوهها في بعض النّواحي وتطورها من نواحٍ أخرى.