-

عوامل التضامن العربي

عوامل التضامن العربي
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العرب

شكَّل العرب أمة عظيمة بعد مجيء الإسلام، حيث استطاعت هذه الأمة أن تنشر الأفكار النيّرة، والقيم العظيمة التي جاء الإسلام بها خلال فترة بسيطة من الزمن، كما استطاعوا أن يتوحدوا ويشكلوا دولاً عظيمة خدمت الإنسانية والبشرية، وأضافت إليها الشيء الكثير.

غير أن هذا التقدم لم يدم، فبعد السطوع جاء التراجع والانحدار؛ فتفتت الشمل، وصار العرب يقتلون بعضهم بعضاً، وتأخروا على كافة المستويات والصعد بعد أن كانوا في المقدمة، وهذا التأخر يعزى لأسباب عديدة لا داعي لذكرها الآن، فما يهمنا بحثه هنا هو العوامل التي ستؤدي إلى لمِّ شمل العرب، وزيادة تضافرهم، وتعاونهم فيما بينهم على كافة المستويات والأصعدة.

عوامل التضامن العربي

هناك عوامل عدة توحد صفوف العرب وتجعلهم ينهضون بدولهم نحو التقدم والتطور في مختلف المجالات والحقول وهي كالتالي:

اللغة الواحدة

تعتبر اللغة العربية لغة العرب الأولى من محيطهم إلى خليجهم، فعلى الرغم من تعدد اللهجات المحلية في مناطق العالم العربي المختلفة، إلا أن اللغة الرسمية السائدة في مختلف بلدان العالم العربي هي اللغة العربية، وهذا بحد ذاته يشكل عاملاً أساسياً من عوامل الوحدة.

الديانة

الديانة السائدة في الوطن العربي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه هي الديانة الإسلامية، لهذا يعتبر الوطن العربي جزءاً أساسياً وهاماً من العالم الإسلامي. وإلى جانب الديانة الإسلامية هناك الديانة المسيحية والتي ينتشر معتنقوها في مختلف بقاع الوطن العربي، ومن هنا فإن أتباع هاتين الديانتين العظيمتين يشكلون السواد الأعظم من سكان الوطن العربي مع ضرورة التنويه إلى وجود ديانات، وطوائف أخرى هامة تعيش بسلام على الأراضي العربية.

قد انصهر المسلمون والمسيحيون فيما بينهم إلى درجة كبيرة جداً لا يمكن أن يتصورها أحد، حيث سطر كلا الطرفين أروع الأمثلة في الحفاظ على الطرف الآخر من أي اعتداء خارجي، ويكفي لإثبات ذلك ما حدث من تلاحم عجيب خلال فترت الحملات الفرنجية على الأراضي العربية والإسلامية، وخلال فترة الاستعمار الأوروبي مطلع القرن العشرين.

القرآن الكريم

على الرغم من أن القرآن الكريم هو كتاب المسلمين المقدس، إلا أنه يعتبر من أهم عوامل الوحدة والتلاحم بين العرب، فكل أصحاب الألسنة العربية يشعرون بالامتنان لهذا الكتاب المقدس على ما قدمه لهم من خدمات جليلة، وعلى الأخص في حفظ اللغة العربية، ومن هنا فحتى لو كان العربي ملحداً، فهو مضطر إلى دراسة القرآن الكريم حتى يستقيم لسانه، وتستقيم لغته.

وجد من بين العرب غير المسلمين من طبقة المثقفين، والدارسين، والباحثين، والعامة من يعظمون القرآن أيما تعظيم؛ إذ يحتفظون بنسخ من هذا الكتاب الأعز، ويحرصون على تلاوته، والتمعن فيه بشكل يومي أو شبه يومي.

الأحلام الواحدة والمصير المشترك

لا يختلف اثنان من العرب مهما تباعدت المسافات بينهما، على أن الحلم الأساسي للعرب هو استعادة الأمجاد السالفة، وبناء حضارة مميزة، والتوحد في دولة واحدة تلمُّ الشمل، وتصون الحقوق، وتحمي الأموال، والأعراض من نهش المستعمرين، والحاقدين. وهذه الأحلام الواحدة المشتركة كفيلة بخلق وحدة بين الدول العربية، أو على الأقل الشعوب العربية فيما بينها.

الجغرافية الواحدة

يمتاز العالم العربي باتصال أراضيه من أقصى مشرق الوطن العربي، إلى أقصى مغربه، وهذه الوحدة الجغرافية الواحدة تمتاز بغنى مواردها، وخيراتها، وخصوبة أراضيها، وتميزها بإرث تاريخي عظيم، لذا فهي تعتبر عاملاً هاماً من عوامل نهضة العرب، وتضامنهم.