مقالة عن رأس السنة الهجرية
رأس السنة الهجرية
يحتفل المسلمون في الأوّل من محرم من كلّ عام هجري باليوم الأوّل من السنّة الهجرية، فهذا هو اليوم الأوّل من التقويم الإسلامي الذي وضعه الخليفة العادل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليكون تذكيراً لحدث مهم في حياة المسلمين وهو هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويتميز هذا التقويم باعتماده على القمر في تحديد أشهره، كما أنّ السنة الهجرية هي أقصر من السنة الميلادية المعتمدة على الشمس بأحد عشر إلى اثني عشر يوماً، وهو ما يجعل من الأوّل من محرم يأتي في فصول مختلفة كلّ سنة.
أهميّة التقويم الهجري
نتجت أهمية التقويم عن تطور حياة الإنسان، فكانت حياة الإنسان في بداية الأمر بسيطة لا تحتاج إلى التقويم، فكان يذهب للصيد ويأكل الطعام لكن عندما تطورت حياة الإنسان وبدأ بإنشاء المدن والعمل بالزراعة، والفلاحة، والرعي، وصك العملة، وعمل المعاملات المالية نتجت الحاجة إلى التاريخ الذي يستطيع الناس من خلاله تنظيم أوقاتهم، والاتفاق فيما بينهم، وتأريخ الأحداث التي تحصل معهم ليتسنى للحضارات أن تتقدم وتتطور.
تأسيس التقويم الهجري
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من أسّس التقوم الهجري لأنّ أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- التبست عليه كتب الفاروق -رضي الله عنه- فلم يستطع تنفيذ بعضها في الوقت المحدد لخلّوها من وجود تاريخ فيها، فكتب له يطلب منه وضع تاريخ ليسهل عليه تنفيذها وتأجيلها كلّ حسب الحاجة والوقت المحدد له، وهو ما وجد فيه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الصواب، وفي رواية أخرى أيضاً أنّه عُرض عليه -رضي الله عنه- صكٌّ يدين به رجل لرجل ديناً يحلّ في شهر شعبان، إلّا أنّه لم يعلم -رضي الله عنه- في شعبان من أيّ سنة كان هذا الصك.
لا يوجد لبس بين الروايتين فمن المرجح أنّ كلتيهما صحيحتان، وهو ما دعاه -رضي الله عنه- في النهاية إلى جمع أصحابه لوضع تقويم جديد، فانقسم الصحابة إلى ثلاثة فرق أحدهم يقترح جعل مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بداية التقوم الهجري، والآخر يقترح بعثته، والأخير يقترح هجرته -صلى الله عليه وسلم- وهو الفريق الذي كان عليه عمر، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم-، فوقت الهجرة معروف لدى الجميع لا يختلف فيه أحد مطلقاً، فقال عمر -رضي الله عنه-: (الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها وبالمحرم، ولأنّه منصرف الناس من حجمهم)، وكان السبب وراء جعل محرم أوّل السنة وليس الثاني عشر من ربيع الثاني هو التاريخ الذي وصل فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، في محرم أو شهور السنّة عند العرب منذ القِدم، وتغييره سيسبب ارتباكاً لدى الناس، كما تمّ إصدار قرار العمل بالتقويم الهجري في الأربعاء 20 جمادى الآخرة عام 17 للهجرة.