من صفات الصحابة
جيل الصحابة
تميز جيل الصحابة رضوان الله عليهم بأنّه كان أفضل الأجيال على الإطلاق، فقد سخر هذا الجيل العظيم جهوده من أجل دعوة الناس إلى دين الله، ونشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة، كما توفرت في شخصيات هذا الجيل كثيرٌ من الصفات والفضائل التي أهلته لأن يحوز تلك المكانة العظيمة في التاريخ الإسلامي.
من صفات الصحابة
وصف الله سبحانه وتعالى صحابة رسول الله في كتابه العزيز بعدة صفات من بينها أنّهم أشداء على الكفار، رحماء بينهم، كما حفلت كتب السير بكثيرٍ من المواقف والأحداث التي كشفت عن صفات كثيرة لهذا الجيل منها:
البطولة والشجاعة
ظهرت تلك الصفة في كثيرٍ من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانوا يقتحمون ساحات الوغى، ويخوضون معارك الدفاع عن الإسلام بكل شجاعة وبسالة، وهم يبتغون إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، وممن اشتهر منهم وتميز بتلك الصفة الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي ظهرت شجاعته في معارك كثيرة، مثل: خيبر، والأحزاب، وبدر، وأبو دجانة، وخالد بن الوليد، والبراء بن مالك.
التواضع
فقد كانوا مثالاً في التواضع لله تعالى، ولين الجانب للمسلمين، فلم يروَ عن صحابي أنّه تكبر يوماً بسبب ماله، أو جاهه، أو سلطانه، فالخلفاء الراشدون وعلى الرغم من أنّ مقاليد أمور المسلمين كانت بيدهم، وكنوز الشرق والغرب تقسم بين أيديهم، إلّا أنّ ذلك لم يجعلهم يتكبرون، بل زادهم ذلك تواضعاً وخضوعاً، فكان أحدهم يحمل حاجته، ويركب دابته، ولا تضرب له الخيام في سفره وترحاله كما يفعل ملوك الأرض، ولا يتميز عن رعيته بلباسٍ أو هيئة.
الخشية من الله تعالى
قد توفرت تلك الصفة في صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث كانوا يخشون ربهم في السر والعلانية، فيجتنبون المعاصي والذنوب، ولا يقتربون من مواطن الشبهات، وكانوا كثيري البكاءً خوفاً من عقاب الله.
صدق العهد مع الله تعالى
فقد صدق الصحابة ما عاهدوا الله عليه في أكثر من موقف وحادثة، ومن بين المواقف الكثيرة التي أنبأت عن هذه الصفة موقف الصحابي الجليل أنس بن النضر رضي الله عنه الذي لم يشهد مع النبي الكريم معركة بدر، فقال لأن شهدت مع النبي مشهداً ليرين الله ما أصنع، وحينما أالتحم المسلمون مع الكفار في غزوة أحد اقتحم أنس رضي الله عنه المعركة وقاتل قتالاً شديداً حتّى استشهد رضي الله عنه، وبعد المعركة وجدوا في جسده ثمانين طعنة ما بين طعنة رمح وسيف وسهم.