-

معوقات التعبير عن الذات

معوقات التعبير عن الذات
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التعبير عن الذات

تُعرّف الذات بأنّها البناء الفكري، والمادي، والنفسي، والاجتماعي لشخصٍ ما، ويختصرها البعض بأنها شخصيّة الفرد أو هويّته التي يتميّز بها، ويُقصد بالتعبير عن الذات قدرة الفرد على إعلام الآخرين برؤيته في الحياة، ونهج السلوك الخاص به تجاه التجارب والمواقف المتعددة.

أمّا عدم القدرة على التعبير عن الذات، فهي جُملة الصعوبات التي تحد من إمكانيّة الفرد من التعبير عن نفسه؛ لذا ينزوي بعيداً عن الناس، ولا يحتك بهم، وفي هذا المقال سنتناول أهم معوّقات التعبير عن الذات بشيء من التفصيل.

معوّقات التعبير عن الذات

كالخجل غير المبرّر، والخوف من رأي الآخرين؛ وهذا يعود لجملة عوائق نفسيّة تتعلق بالوساوس، والاضطرابات النفسيّة الأُخرى، أو المرور بتجارب شخصيّة مؤلمة كالتعرّض للضرب، أو التعذيب، أو العنف الجنسي.

تربية الأُسرة

تعتمد بعض الأُسر ما يسمى بأسلوب التربية الصارمة، والتي يتم التعامل خلالها مع الطفل كالمُجند في الجيش، فليس له أن يتكلم أو أن يناقش، بل عليه تنفيذ وجهة نظر الأبوين تجاه الحياة والأشخاص، ولا يجوز أن يخالف رأيهما من باب الاحترام.

هذا مفهوم خاطئ؛ لأنّ تعبير الأبناء عن ذواتهم خارج رؤية الأهل لا ينفي احترام الوالدين، فالفرد له الحق في اختيار طريقته في التعبير عن ذاته بالأسلوب الذي يراه مناسباً، شرط أن يتوافق مع المنطق والأخلاق، وهذا ما شرعه الله حين أعطى لكل مِنّا عقلاً منفصلاً عن الآخر؛ أي أنّ لكل فرد منّا الحق في إعمال هذا العقل، وتقرير قناعته منفصلاً عن الآخر.

الجانب الاجتماعي

بعض الجماعات لا تأبه باحترام الأفراد لبعضها، بل إنّ أساس تعاملهم مع بعضهم البعض قائم على القدرة على قنص أخطاء وعيوب الآخرين، ممّا يدفع الشخص إلى كتم آرائه وانفعالاته؛ خشية الوقوع كضحية لسخرية أحدهم، أو الدخول في نقاش عقيم لا يحترم فيه الطرف الآخر حرية الفرد وقناعاته الشخصية، بل على العكس يسعى بعض المتحذلقين إلى مناقشة هذه القناعات وكأنه حقٌ لهم لا بُد منه، وما زالت بعض الشعوب ترفض ثقافة الاختلاف التي تَنتج عن آراء مختلفة أي ذوات مختلفة.

العادات والتقاليد وثقافة العيب

يتردد قول كلمة (عيب) للإناث أكثر بكثير من الذكور في المجتمعات المتعصبة؛ وذلك حين يقمن بالتعبير عن ذواتهنّ باختيار التخصص الدراسي الذي يحببن، أو اتّباع طريقة مُعينة في الحياة، وترفض تلك المجتمعات اتخاذ المرأة موقفاً ما من أمرٍ يتنافى مع قناعتها أو التعبير عن ذلك؛ فبعض المجتمعات تفضل تبعيّة المرأة لعاداتها وتقاليدها، وترفض بشدة مشاركتها بالحياة الاجتماعيّة.