غزوة بدر
غزوة بدر
حدثت في السنة الثانية للهجرة أوّل مواجهة حقيقية بين جيش المسلمين بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، وجيش الكفار، وقد كان ذلك في غزوة ومعركة بدر الكبرى التي سمّيت بمعركة الفرقان؛ لأنّها فرّقت بين الحق والباطل، والتي ترتّب عليها كثيرٌ من النتائج التي كانت لصالح المسلمين حيث استطاعوا تحقيق النصر على أعدائهم وفرض هيبتهم بين الأمم.
بداية غزوة بدر وسببها
بدأت غزوة بدر عندما همّ النبيّ عليه الصلاة والسلام بالإغارة على قافلة لقريش كان يقودها أبو سفيان بن حرب، وقد استنفر النبيّ لذلك ثلاثمئة وثلاثة عشر مقاتلاً لم يكن فيهم إلا اثنان من الفرسان وهما الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود، وقد وصلت الأخبار إلى أبو سفيان بأن النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون يريدون قافلتهم فحاك أبو سفيان مكيدة وحيلة حينما رجع بقافلته من الشام إلى مكة عن طريق الساحل الغربي للجزيرة بدلاً من الطريق الرئيسي المعتاد الذي يمر من منطقة بدر، وعندما علم زعماء قريش بنجاة القافلة عزم على استنفار أهلّ مكّة لإعداد جيش لمنازلة جيش المسلمين، وقد استطاع المشركون حشد ما يقارب من ألف وثلاثمئة مقاتل والمسير إلى منطقة بدر حيث حصلت المواجهة الكبرى بين الفريقين.
أحداث غزوة بدر
بدأت معركة بدر بنزالٍ تواجه فيه ثلاثة من جيش الكفار وهما عتبة بن ربيعة وشيبة بين ربيعة، والوليد بن عتبة، مقابل ثلاثة من جيش المسلمين وهما عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وقد تمكن فريق المسلمين من هزيمة الكفار وأردائهم صرعى، وعلى أثر ذلك حمي وطيس المعركة واشتبك الطرفان بسيوفها، وأبلى المسلمون في هذه المعركة بلاءً حسناً، وأظهروا مواقف بطوليّة وصبراً عظيماً في مواجهة أعدائهم، وقد أيدهم الله سبحانه وتعالى بجنوده، كما بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالنصر حينما أشار إلى مصارع القوم، وحينما مسك حثوة من التراب فرماها في وجوه القوم وهو يقول: (شاهت الوجوه)، فما من كافر إلّا وأصابته في منخريه أو عينيه منها.
نتائج غزوة بدر
انتصر المسلمون في هذه المعركة انتصاراً مؤزراً، فقد استطاعوا قتل سبعين من معسكر الكفار وأسر سبعين، ومن هؤلاء كان كثير من زعماء الكفر وعلى رأسهم أبو جهل لعنه الله الذي قتله معاذ ومعوذ ابنا عفراء، كما أبانت تلك المعركة عن مواقف بطولية للصحابة ومنها موقف عمير بن الحمام رضي الله عنه حينما سمع النبي يقول سارعوا إلى جنة عرضها السموات والأرض، فكان في يده تمرات فألقاها قائلاً إن صبرت حتّى آكلها إن هذه لحياة طويلة، فقاتل حتى استشهد رحمه الله.