غزوة بدر وأحد
غزوة بدر
تعرّض المسلمون للكثير من الأذى والمشقة من كُفار قريش في مكة، وتركوا بيوتهم وأهلهم، حتى جاءتهم فرصةٌ ثمينةٌ لتعويض خسارتهم الكبيرة؛ حيث كانت هناك قافلةٌ لقريش تحمل ثروةً كبيرةً، تقدّر بخمسين ألف دينار ذهبيٍ وألف بعيرٍ، ويُرافِقُها أربعون حارساً فقط، فاستشار النبي أصحابه من المهاجرين والأنصار للخروج والاستيلاء على القافلة، لكنّ أبا سفيان استطاع أن ينقذ القافلة ويهرب بها، وأعدّت قريش وجهزت جيشاً كبيراً لقتال المسلمين مكونٌ من ألفٍ وثلاث مئة مقاتلٍ، بينما كان عدد المسلمين ثلاثمئةٍ وبضعة عشر رجلاً.[1]
وقف النبي -عليه الصلاة والسلام- داعياً ربه أن ينصره ، رافعاً يديه إلى السماء حتّى سقط رداءه عن كتفيه، وهو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"، حتّى أشفق عليه أبو بكر وأعاد الرداء على كتفيه، والتزمه وهو يقول: "يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك"، وخرج -عليه السلام- وهو يتلو: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)،[2] وبدأت المعركة بمبارزةٍ انتصر فيها المسلمون، وكان ممّن قتل في المعركة من الكفار: أبو جهل، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، والعاص بن المغيرة، وأمّا المسلمون فقد استشهد منهم أربعة عشر رجلاً، وكان ذلك في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام الثاني للهجرة.[1]
غزوة أحد
عادت قُريش للثأر من المسلمين بعد هزيمتها في غزوة بدر، واستعدّ المسلمون للقتال، وساروا حتى بلغوا جبل أحد، ووزّع النبي الجنود ونظمهم، فجعل خمسين رجلاً من الرماة على الجبل، وأمرهم ألّا يتحركوا من مكانهم مهما حصل، لأنّهم كانوا يحمون ظهر الجيش.[3]
وبدأ القتال وكان النصر للمسلمين في البداية، فظنّ الرماة أنّ المعركة قد انتهت، فترك بعض الرماة أماكنهم التي وضعها لهم النبي؛ وذلك لجمع الغنائم، وبعصيانهم أمر رسول الله، كُشف ظهر الجيش، فالتفّ عليهم المشركون، وهاجموهم من الخلف، وانقلبت المعركة من نصرٍ إلى هزيمةٍ، وانتصر المشركون، وجرح الرسول، وكُسرت رباعيته، وأُشيع أنّه قد مات، واستشهد سبعون رجلاً من الصحابة، قال تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ).[4][3]
أقسام الجهاد في سبيل الله
يوصف الجهاد بأنّه ذروة سنام الإسلام، وهو من أعظم العبادات التي شرعها الله تعالى، ويُعد باتفاق العلماء فرض كفايةٍ؛ إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقي، ويقسّم إلى:[5]
- جهادٌ للنفس والشيطان؛ ويكون بمنع نفسه عن المحرّمات والانغماس في الشهوات، وبذل المال في وجوه الخير.
- جهادٌ للفاسقين؛ ويكون بأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، ونصحهم بالحسنى.
- جهادٌ للكافرين؛ ويكون بقتالهم.
المراجع
- ^ أ ب "معركة بدر الكبرى .. 17 رمضان"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2019. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية: 45.
- ^ أ ب "غزوة أحد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 152.
- ↑ "الجهاد في سبيل الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2019. بتصرّف.