فوائد ومضار العملية القيصرية
الولادة
تكون الولادة بعد انقضاء أربعين أسبوعاً من الحمل بشكل عام، ليتمّ إخراج الطفل من رحم أمّه للحياة التي تنتظره، وعادةً ما تتم الولادة بشكل طبيعي، إذا لم يكن هناك أيّ مضاعفات خلال الحمل، ولا يوجد أسباب صحيّة تدعو للولادة عن طريق العملية القيصريّة، حيث تعتبر الولادة الطبيعيّة أكثر أمناً من الولادة القيصرية، وسنتناول في هذا المقال فوائد ومضار الولادة القيصرية بالتفصيل.
العملية القيصرية
أحياناً تختار بعض السيدات إجراء عملية قيصرية، لعدم رغبتهن بالشعور بألآم الطلق والولادة الطبيعية، ولتجنب التعب والخوف والإنتظار الذي يرافق الولادة الطبيعية، إلا أنه لا ينصح باختيار الولادة القيصرية طوعاً إذا كانت السيدة تعاني من السمنة المفرطة، أو زيادة الوزن الكبيرة، كما لا يفضل اختيارها إذا كانت السيدة قد خضعت لعمليات جراحية من قبل في منطقة البطن، أو تعاني من أمرض القلب أو الضغط، ولا تكون الولادة عن طريق العملية القيصرية خياراً إذا كان هناك داع طبي للقيام بها، فإذا كان هناك طلق ولا يوجد توسعات في عنق الرحم لدى الحامل، أو في حال انخفاض ضغط دم لدى الجنين أو الأم، فتصبح العملية إجراءً لا بد منه، لإنقاذ حياة الأم والجنين معاً.
فوائد العملية القيصرية
- معرفة متى سيولد الطفل بالتحديد، وقد يختار بعض الأهل تاريخاً مميزاً لأطفالهم للقدوم للعالم الجديد.
- تهيئ الأم الحامل نفسها جسدياً ونفسياً للحمل، وتجهز كافّة المستلزمات الضرورية للولادة، فلا يكون مفاجئاً كما الولادة الطبيعيّة.
- عدم الشعور بألآم الطلق والتوسّعات، والانقباضات التي تحدث بين المهبل وفتحة الشرج أثناء الولادة الطبيعيّة، بالإضافة إلى عدم حدوث توسّعات أو ترهلات في منطقة المهبل في المستقبل.
- تقلّل نسبة الإصابة بسلس البول، حيث قد تعاني بعض النساء اللواتي وضعن أطفالهنّ بطريقة طبيعيّة، بعد الولادة من نزول القليل من البول عند الضحك أو العطس.
- فرص الإصابة بنزيف حادّ بعد الولاد القيصرية أقلّ بكثير من الولادة الطبيعيّة، فالولادة بطريقة طبيعيّة قد تعرّض السيدة لنزيف قد يؤدّي في بعض الحالات إلى الوفاة.
- تقي العملية القيصرية على المدى البعيد من احتمالية انزلاق الرحم نحو المهبل، أو ما يعرف بالسقوط الرحمي، الذي يعتبر أكثر شيوعاً في الولادات المتكررة الطبيعيّة.
مضار العملية القيصرية
العملية القيصرية كغيرها من العمليات الجراحية قد تتسبب بحدوث مضاعفات، ومن مضار العملية القيصرية:
إن العيب الأساسي في العملية القيصرية، هو الشعور بالألم بعد العملية، والحاجة لوقت أطول من الولادة الطبيعيّة لتسترد السيدة عافيتها، كما من الممكن أن تعاني السيدة من أوجاع في منطقة الجرح، وألم في منطقة البطن لمدّة أسبوعين من بعد الجراحة، وينصح الأطباء بتناول المسكنات لتخفيف الألم.
يتم في بعض الأحيان إعطاء السيدة جرعة من المضادات الحيوية، لضمان عدم إصابتها بالالتهابات أثناء الولادة، إلا أنّ هناك بعض السيدات اللواتي يصبن بالالتهاب بالرغم من ذلك، فهناك ثلاثة من الالتهاب التي من الممكن أن تصيب السيدات بعد القيصرية وهي:
- التهاب الجرح: يحث يصبح لون الجرح أكثر حمرةً، وقد تخرج منه بعض الإفرازات، والشعور بألم لا يمكن تسكينه بالمسكنات، وتعتبر السيدات المصابات بمرض السكري، والسمنة الزائدة الأكثر عرضاً للإصابة بالتهاب الجرح.
- التهاب بطانة الرحم: وغالباً ما يحدث نتيجة انفجار كيس الماء قبل بداية العملة القيصرية.
- التهاب المسالك البولية: يتمّ أثناء العملية القيصرية تركيب أنبوب رفيع على المهبل، لسحب السوائل من المثانة، وقد يؤدي أحياناً لحدوث التهابات.
كما بقية العمليات الجراحية، تزيد احتماليّة الإصابة بجلطة دمويّة أثناء العملية القيصرية أو بعدها، لذلك على السيدة أن تهتم بصحّتها، وتراقب أي شعور بضيق التنفّس أو الألم، أو وجود أيّ تورّم في المنطقة الخلفية من القدم بعد إجراء العملية، وكنشاط وقائي، يعطي الأطباء السيدة أدوية مسيلة للدم لتفادي حدوث الجلطات، وتنصح السيدات أيضاً بالمشي في أقرب وقت ممكن من بعد إجراء العملية، لتنشيط الدورة الدموية.
تزيد العملية القيصرية خطر الإصابة بالتصاقات الرحم أو البطن، وتعرف الالتصاقات على أنّها أربطة نسيجيّة، تلتئم بطريقة سيئة مشكّلةً ندوباً، تؤدي إلى التصاق أعضاء البطن ببعضها البعض، أو بالجدار الداخلي للبطن، وتزيد نسبة التعرّض للالتصاقات بنسبة 75% بعد إجراء عمليتين قيصريتين، وترتفع إلى 83% بعد إجراء ثلاث عمليات، وقد تؤدّي هذه الالتصاقات إلى انسداد الأمعاء، وحدوث عقم.
لحسن الحظ، أصبحت معظم العمليات القيصرية تتمّ بالتخدير الموضعي للعمود الفقري بحقنة الإبيديورال، وتعدّ هذه الطريقة آمنة للأم والطفل أكثر من التخدير الكامل، إلا أنّ هناك بعض الأعراض المزعجة التي تظهر بعد أخذ الحقنة، مثل الشعور بصداع شديد، أو تلف الأعصاب بشكل مؤقّت لعدّة أيام، إلا أنّ ذلك نادراً ما يحدث.
- تعتبر الإصابة المبكّرة باكتئاب ما بعد الولادة أكثر شيوعاً بين السيدات اللواتي وضعن أطفالهنّ عن طريق الولادة القيصريّة.
- تقلّ إمكانية توفير الرضاعة الطبيعيّة للطفل عند السيدات بعد العملية القيصريّة، حيث تكون السيّدة متعبة ومتألمة وتحتاج إلى الكثير من المساعدة لتقوى على الرضاعة الطبيعيّة.
- هناك أيضاً بعض المضاعفات التي قد تحدث إلا أنّها نادرة جداً، مثل إصابة المثانة وتمزّقها، أو حدوث نزيف في الرحم يؤدّي إلى استئصاله، أو الحاجة لنقل دم خلال العملية.
آثار العملية القيصرية على المولود
نادراً ما يتعرّض الطفل لأيّة مضاعفات خلال العمليّة القيصريّة أو بعدها، إلا أنّ هناك نسبة من الأطفال يواجهون مشاكل في التنفّس، ولا تعتبر هذه المضاعفات خطيرة، حيث يتمّ تقديم رعاية خاصّة للأطفال لمساعدتهم على الشفاء، قد يحدث أحياناً أيضاً ان يتعرض الطفل لجرح عن طريق الخطأ، بمشرط طبيب التوليد، وتشفى هذه الجروح بسرعة دون ترك أيّ آثار مستقبليّة.
تأثير العملية القيصرية على حالات الحمل المستقبلية
- عند القيام بعملية قيصرية واحدة، تزيد احتمالات أن تكون الولادات القادمة قيصرية أيضاً، إلا أن ّذلك ليس حتمياً في كلّ الأوقات، إلا أنّه لا يفضل بعد القيام بعمليتي ولادة قيصريتين أن تكون هناك ولادة طبيعيّة.
- تزيد العملية القيصرية من احتمالية حدوث هبوط في المشيمة، أو انغراس المشيمة بعمق كبير أثناء حالات الحمل المستقبلية.
- ترتفع خطورة تمزّق مكان جرح العملية في الرحم في حالات الحمل اللاحقة، إلا أنّ هذه الحالة نادرة الحدوث.