فوائد بول الإبل وحليبها
فوائد بول الإبل
ورد استخدام بول الإبل في علاج بعض الأمراض منذ مئات السنين، ولا يزال حتى الآن يُستخدم في علاج بعض الأمراض من قبل الأشخاص الذين يمارسون الطب الشعبيّ، أو ما يُعرَف بالطب البديل، وتمّ استخدام بول الإبل قديماً عند العرب في علاج بعض الأمراض مثل العدوى الطفيليّة، وداء المتورقات (بالإنجليزية: Fasciolosis)، وبعض أنواع العدوى البكتيريّة والفطريّة، وبعض أمراض الكبد، وأمراض العيون، والجروح،[1] وعلى الرغم من عدم وجود دراسات علميّة تؤكد جميع هذه الفوائد إلّا أنّ العديد من الدراسات الحديثة أثبتت بعض فوائد بول الإبل العلاجيّة، ونذكر منها ما يلي:[2][3]
- علاج بعض أمراض الكبد مثل أمراض الكبد الالتهابيّة والفيروسيّة، وداء البلهارسيّات (بالإنجليزية: Schistosomiasis)، والاستسقاء (بالإنجليزية: Edema) المرتبط بأمراض الكبد.
- علاج بعض أنواع السرطان والوقاية منها، مثل سرطان الكبد، وسرطان القولون، وسرطان الرئة، والورم الدبقيّ، وسرطان الدم.
- القضاء على بعض أنواع البكتيريا، والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيويّة، وبعض أنواع الفطريات، والفيروسات.
- الوقاية من بعض أمراض القلب بسبب احتوائه على بعض أنواع مضادّات الأكسدة القويّة.
- الوقاية من تخثّر الدم من خلال منع تجمّع الصفيحات الدمويّة.
- المساعدة على حلّ الخثرات الدمويّة من خلال تثبيط عمل عامل الفايبرين أو الليفين (بالإنجليزية: Fibrin).
مجالات فوائد حليب الإبل
يُستخدم حليب الإبل كأحد المصادر الغذائيّة في عدد من المناطق حول العالم، وكان قديماً يُعتبر من المصادر الغذائيّة الرئيسيّة في المناطق التي اشتهرت فيها تربية الإبل، وتجدر الإشارة إلى احتواء حليب الإبل على العديد من العناصر الغذائيّة المهمّة، مثل البروتينات، والفيتامينات، والدهون الجيدة، ويُعتبر أحد أفضل أنواع الحليب القابل للاستهلاك من قِبَل الأطفال بسبب تشابه محتوياته مع محتويات حليب الأم المرضع، ولحليب الإبل العديد من الفوائد العلاجيّة أيضاً حيثُ تمّ استخدامه قديماً في علاج العديد من الأمراض المختلفة، وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة وجود بعض الفوائد العلاجيّة في حليب الإبل.[3][4]
مرض التوحد
يتمثل مرض التوحد أو اضطرابات طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) بحدوث اضرابات عصبيّة تؤدي إلى اضطراب في التواصل الاجتماعيّ والاختلاط مع الأفراد الأخرين، والقيام ببعض السلوكيّات المتكررة، وأظهرت بعض الدراسات الحديثة تحسّن الذين يعانونون من مرض التوحد بعد شربهم لحليب الإبل، حيثُ تحسّنت بعض الأعراض المتعلّقة بمرض التوحد لدى هؤلاء الأشخاص، مثل زيادة الوعي المكاني، وتحسّن القدرة على النوم، والقدرة على التخطيط الحركيّ، ويعتقد بعض العلماء أنّ قدرة حليب الإبل على علاج مرض التوحد تعود إلى احتوائه على بعض مضادّات الأكسدة القويّة ممّا يمنع حدوث الإجهاد التأكسديّ الذي بدوره يلعب دوراً في ظهور أعراض مرض التوحد.[4]
مرض الكبد الكحولي
أظهرت دراسة قام بها مجموعة من البحاثين أنّ لحليب الإبل فوائد علاجيّة ووقائيّة من مرض الكبد الكحوليّ (بالإنجليزية: Alcoholic liver disease)، حيثُ تمّ إحداث إصابة بمرض الكبد الكحولي لدى مجموعة من فئران التجارب ثمّ تمّ استخدام حليب الإبل للعلاج، وأظهرت النتائج إمكانية زوال تأثير الكحول في الكبد، كما أظهرت النتائج أنّ لحليب الإبل خواص وقائيّة من سموم الكحول على الكبد، أمّا بالنسبة لآليّة شفاء الكبد من المرض فتعود لاحتواء حليب الإبل على بعض مضادّات الأكسدة القويّة، واحتوائه على بعض المواد المضادّة للالتهاب، ومنعه لحدوث الاستماتة الخلويّة أو الموت الخلوي المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) لخلايا الكبد الناجم عن تناول الكحول.[5]
مرض السرطان
أظهرت عدّة دراسات إمكانية علاج بعض أنواع السرطان باستخدام حليب الإبل، حيثُ تمّ استخدام أنواع مختلفة من الخلايا السرطانيّة في هذه التجارب، وأظهرت النتائج قضاء حليب الإبل على الخلايا السرطانيّة بعدّة آليّات مختلفة، مثل إحداث سميّة في الخلايا السرطانيّة، وتحفيز الاستماتة الخلوية فيها، وتثبيط عمل بعض الطفرات الجينيّة المسؤولة عن تكاثرها.[3]
مشكلة عدم تحمل اللاكتوز
أظهرت أحد الدراسات فائدة حليب الإبل للأشخاص الذين يعانون من مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، وذلك من خلال تناول حليب الإبل بدلاً من حليب البقر، إذ إنّ حليب الإبل يحتوي على كميّات منخفضة من سكر اللاكتوز مقارنة مع كميّة سكر اللاكتوز الموجود في حليب البقر، ولم تظهر أيّ أعراض جانبيّة لدى الأشخاص الذين تناولوا حليب الإبل عوضاً عن حليب الأبقار في هذه الدراسة.[4]
بول وحليب الإبل في الطب النبوي
ورد أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم في استخدام بول وحليب الإبل للتداوي في أحد الأحاديث التي رواها الصحابيّ الجليل أنس بن مالك عندما قدِم بعض الأعراب إلى المدينة المنورة لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلّم فأصابهم داء أدّى إلى اصفرار ألوانهم، وانتفاخ بطونهم فأمرهم النبي أن يشربوا من بول وحليب الإبل، ممّا أدّى إلى شفائهم من الدّاء الذي أصابهم، وفي ما يلي بيان لأحد روايات الحديث: (قدِمَ أعرابٌ مِن عُرَيْنَةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَموا، فاجْتَوَوُا المدينةَ حتَّى اصْفَرَّت ألْوانُهم، وعظُمَت بُطونُهم، فبعَثَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى لِقَاحٍ له، وأمَرَهم أنْ يشْرَبوا مِن ألْبانِها وأبوالِها، حتَّى صَحُّوا، فقَتَلوا راعِيَها، واسْتاقوا الإبلَ، فبعَثَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَلَبِهم، فأُتِيَ بهم، فقطَعَ أيدِيَهم وأرجُلَهم، وسمَرَ أعيُنَهم)[6]، ويستدّل العلماء المسلمون على جواز شرب بول وحليب الإبل للتداوي وعلى طهارة بول الإبل بهذا الحديث، وقال ابن القيم في كتاب زاد المعاد من هدي خير العباد: (وفي القِصَّة دليلٌ على التداوي والتَّطبُّب، وعلى طهارةِ بوْلِ مأكولِ اللَّحم، فإنَّ التَّداوي بالمحرَّمات غيْرُ جائزٍ).[7]
المراجع
- ↑ "Antimicrobial Effect of Camel Urine", www.sebhau.edu.ly, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ↑ "A REVIEW OF THE THERAPEUTIC CHARACTERISTICS OF CAMEL URINE", journals.sfu.ca, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "The unique medicinal properties of camel products", www.sciencedirect.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Nutritional and Therapeutic Characteristics of Camel Milk in Children: A Systematic Review", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ↑ "Camel’s milk alleviates alcohol-induced liver injury in rats", www.sciencedirect.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 306.
- ↑ "حكم شرب بول الإبل للاستشفاء"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2018.