فوائد التمر للحامل في الشهر السابع
التمر
يعودُ أصل ثمار شجرة النَّخيل، أو التّمر (بالإنجليزيّة: Dates) إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث يُعتقَدُ أنَّه تمَّ زراعة هذه الشجرة منذ عصور ما قبل التّاريخ، وتحديداً قبل 8000 عامٍ، ومن المثير للاهتمام أنَّ هُناك أكثر من 100 نوعٍ مُختلفٍ من أشجار نخلة التَّمر (بالإنجليزيّة: Date palm) التي تنمو فوقها فاكهة التَّمر على هيئة عناقيدَ كبيرةٍ، وإضافةً إلى ذلك فإنَّ التمر يُصنَّفُ تِبعاً لملمس قشرته الخارجيَّة إلى عدَّة أنواع؛ فمنه الصّلبُ، والجافُّ، وكذلك شبه الجافِّ، كتمر دقلة النور (بالإنجليزيّة: Deglet Noor)، بالإضافة إلى الأصناف الليِّنة، والكبيرة، كالتَّمر المجهول (بالإنجليزيّة: Medjool Date) الذي يُعرَفُ أيضاً بـ Queen of dates، ومن الجدير بالذِّكر أنَّه لا يتوفَّر طازجاً طوال العام؛ حيث إنَّ حصادَه يبدأ من شهر أغسطس إلى نوفمبر فقط، الأمر الذي يستدعي تخزينه، ومُراعاة مدَّة صلاحيَّته التي تختلفُ تِبعاً لاختلاف نوعه؛ إذ يُمكن تخزين التُمور اللّيّنة، وشبه الليِّنة، مدَّةً تصل إلى 18 شهراً في الثلّاجة، و 12 شهراً في درجة حرارة الغرفة، في حين تبقى الأصناف المُجفَّفة، والمُبسترة صالحةً مدَّةَ 6 شهورٍ عند تخزينها في أوعيةٍ مُحكمة الإغلاق في درجة حرارة الغرفة، و 12 شهراً في الثلّاجة، وتجدُر الإشارة إلى أنّ عمليَّة البسترة تمنع نموَّ العفن (بالإنجليزيّة: Mold).[1]
ومن ناحيةٍ أخرى فقد عُرف التَّمر بأهميَّته في إعداد أصنافٍ مُتنوِّعةٍ من الطعام؛ فيُمكنُ إضافة عصيره إلى المخبوزات لمنحها الرُّطوبة، والمذاق الحلو، ومنها؛ الخبز، والكعك، وغيرهما، كما يُضافُ التّمر المُقطَّعُ إلى اللَّبن، والسَّلطات، والعصائر، ويُقدَّمُ أيضاً مع الفواكه المُجفَّفَة، والمُكسَّرات، وغير ذلك من أصناف الطعام، والشَّراب، كما يتميَّزُ التمرُ بقيمته الغذائيَّة المُرتفعة؛ حيث إنَّه يحتوي على الكثير من الفيتامينات، والمعادن الضروريَّة لصحَّة الجسمِ، ونُموِّه، كعنصر البوتاسيوم الذي يُعتبَرُ التَّمر خامس أغنى مصدرٍ غذائيٍّ به، وعلاوةً على ذلك فهو يُصنَّفُ ضمن الأطعمة التي تُستهلَكُ للبقاء على قيد الحياة؛ لذلك يتمُّ تناولُه في الرِّحلات وعند المشي لمسافاتٍ طويلةٍ؛ إذ إنَّه يُزوِّد الجسم بالطّاقة اللّازمة.[1][2][3]
فوائد التمر للحامل في الشهر السابع
يبدأ الثُلث الأخير من مرحلة الحمل في الشَّهر السابع؛ حيث يزداد فيه نموّ الجنين ويُصبح أكبر حجماً؛ الأمر الذي يُسبِّبُ ضغطاً على العديد من الأعضاء في جسم الأمِّ التي يزداد وزنها بشكلٍ ملحوظٍ، ويُسبِّبُ ذلك آلاماً مُختلفةً، وشعوراً بضيقٍ في التنفُّس، بالإضافة إلى مجموعةٍ من التغيُّرات العاطفيَّة، والاكتئاب الذي قد يُرافقُ الحامل في الشُّهور الأخيرة، والقلق حول احتماليَّة تعرُّضها لنزيفٍ، والولادةٍ المُبكِّرةٍ (بالإنجليزيّة: Premature labour)،[4] ومن ناحيةٍ أخرى فقد أظهرت العديد من الدِّراسات أنَّ تناول التمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل يُوسِّعُ عنق الرحم، ويُسهِّلُ الولادة، ويُقلِّلُ مدَّة المخاض (بالإنجليزيّة: Labor)؛ وذلك لاحتوائه على مُركَّباتٍ تُسمّى العفص (بالإنجليزيّة: Tannins) التي تُسهِّلُ الانقباضات، بالإضافة إلى مُحتواه من السكريَّات الطَّبيعيَّة، والسُعرات الحراريّة الضروريّة لتزويد الجسم بالطاقة اللّازمة أثناء المخاض، فعلى سبيل المثال؛ أظهرَتْ دراسةٌ شاركتْ فيها 154 من النساء الحوامل، حيث تبيَّن أنَّ اللاتي تناولْنَ التَّمرَ خلال فترة حملهنَّ كُنَّ أقلَّ عُرضةً لتحفيز الولادة، أو ما يُعرَفُ بالطَّلق الاصطناعيِّ (بالانجليزيّة: Labor induction)، مُقارنةً بغيرهنَّ، ومع ذلك فلا بُدَّ من إجراء المزيد من الأبحاث للتحقُّق من هذه النتائج.[5]
القيمة الغذائيّة للتمر
يُبيِّنُ الجدول الآتي العناصر الغذائيَّة الموجودة في 100 غرامٍ من تمر دقلة النور:[6]
النِّظام الغذائيُّ المُناسب للحامل
ينبغي على المرأة الحامل أن تحرصَ على الحُصول على نظام غذائيٍّ مُتكاملٍ؛ بحيث يحوي كميّاتٍ مُناسبةٍ من جميع العناصر الغذائيَّة المُختلفة، وهذا من شأنه توفير ما يحتاجُه الجنين من المُغذِّيات، والطاقة اللّازمة لنموّه بشكلٍ سليمٍ، وفيما يأتي أهمُّ الأغذية التي تحتاجُها النِّساء في فترة الحمل:[7]
- الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات: ومنها؛ المعكرونة، والبطاطا، والأرز، والخبز، إذ إنَّها تُعدُّ مصدراً غنيّاً بالطاقة اللّازمة في فترة الحمل.
- الدُّهون: حيث يُوصى بألّا تزيد نسبة الدُّهون في النِّظام الغذائيِّ للمرأة الحامل عن 30%، كما يُنصَح باعتماد مصادر الدُّهون الصحيَّة، مثل: الأحماض الدُّهنيَّة أوميغا-3 (بالإنجليزيّة: Omega-3 fatty acid)، بالإضافة إلى الدُّهون الأحاديَّة غير المُشبعَة (بالإنجليزيّة: Monounsaturated fat)، ومن مصادرها؛ زيت السمسم (بالإنجليزيّة: Sesame oil)، وزيت الزيتون، وزيت الفول السوداني، والمكسَّرات، وزيت عباد الشمس، والأفوكادو، وغيرها، ومن جهةٍ أخرى فقد نشرَتْ مجلَّة Physiology أنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ مُرتفعِ الدُّهون خلال فترة الحمل يزيد من خطر إصابة الطفل مُستقبلاً بمرض السكريّ؛ وذلك عبرَ تحفيزه إنتاج سكّر الجلوكوز بشكلٍ كبيرٍ، الأمر الذي يُمكن أن يُؤدّي إلى مُقاومة الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin resistance) المُبكِّرَة، والسكري.
- الفاكهة والخضروات: إذ تُنصَح المرأة الحامل باستهلاك 5 حصصٍ يوميّاً من هذه الأطعمة بمختلَف أشكالها؛ سواء الطّازجة، أو المُجمَّدة، أو المُجفَّفة، أو المُعلَّب منها، كما يُمكنُ استهلاكُ عصائرها أيضاً؛ إلّا أنَّه يُعتقَدُ أنَّ تركيز السكر الطَّبيعيِّ في العصير يكون أعلى مُقارنةً بالثِّمار، وعلاوةً على ذلك فإنَّ الطازجة منها، أو التي تجمَّدٌ مباشرةً بعد قطْفها، تُعتبَرُ الأغنى بالفيتامينات، والعناصر الغذائيَّة.
- البروتين: فقد أظهرَتْ دراسةٌ نشرَتْها مجلَّة بلوس واحد (بالإنجليزية: PLOS ONE) أنَّ النِّساء الحوامل اللاتي تناولْن المأكولات البحريَّة الغنيَّة بالبروتين؛ كان مُعدَّل القلق لديهنَّ أقلَّ مُقارنةً باللاتي لم يسْتهلكْن هذا النَّوع من الطَّعام، ويمكن الحصول على البروتين من مصادره الحيوانيَّة، كالبيض، والدجاج، والسمك، واللحوم، بالإضافة إلى المصادر النباتيَّة، مثل: الكينوا (بالإنجليزيّة: Quinoa)، والبقوليات، والمكسرات، والتوفو، ومُنتجات الصويا، وغير ذلك.
المراجع
- ^ أ ب Barbie Cervoni (31-5-2019), "Dates Nutrition Facts"، www.verywellfit.com, Retrieved 5-6-2019. Edited.
- ↑ "Dates", www.nutritionfacts.org, Retrieved 5-6-2019. Edited.
- ↑ Lari Warjri (3-12-2018), "Dates: Nutritious Desert Fruit with Health Benefits"، www.medindia.net, Retrieved 5-6-2019. Edited.
- ↑ "Pregnancy: The seventh month", www.aboutkidshealth.ca,(11-9-2009)، Retrieved 6-6-2019. Edited.
- ↑ Brianna Elliott (21-3-2018), "8 Proven Health Benefits of Dates"، www.healthline.com, Retrieved 6-6-2019. Edited.
- ↑ "DATES", www.fdc.nal.usda.gov,(4-1-2019)، Retrieved 6-6-2019. Edited.
- ↑ Christian Nordqvist (24-5-2017), "Pregnancy diet: What to eat and what to avoid"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-6-2019. Edited.