-

أمراض المثانة

أمراض المثانة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المثانة

تُعتبر المثانة أو المثانة البولية (بالإنجليزية: Urinary Bladder) كيساً عضلياً يقع في منطقة الحوض، تحديداً فوق وخلف عظم العانة (بالإنجليزية: Pubic Bone)، وهي بحجم وشكل حبّة الأجاص إذا كانت فارغة، وتكمن أهميتها في تخزين البول، ولفهم ذلك لا بُدّ أنّ الجهاز البولي يعمل بشكل متكامل حتى يتم تكوين البول وطرحه كما يجب، ومن أجزاء الجهاز البولي: الكليتان، وهما عضوان على شكل حبة الفاصولياء، تقعان أسفل القفص الصدري مباشرة على جانبي العمود الفقري، وتُنقّي الكليتان يوميّاً ما يقارب 113-141 لتراً من الدّم لتُنتِج حوالي 1-2 لتراً من البول، ثم ينتقل البول عبر الحالبين، والحالبان هما أنبوبان دقيقان من العضلات يتصلان بالكليتين من جهة وبالمثانة من الجهة الاخرى، وتكمن اهمية المثانة بتخزين البول، وهي في الوضع الطبيعيّ قادرة على تخزين ما يُقارب كوبًا أو حت كوباً ونصف الكوب من البول، وذلك بما يُعادل 400-600 ملليلتر، وتجدر الإشارة أنّ الإنسان يستطيع التحكم بعضلات المثانة في الوضع الطبيعيّ خلاف الكلية التي لا يستطيع التحكم بها، إذ تكون عضلات جدار المثانة في حالة الارتخاء طوال فترة تجميع البول، وعند امتلائها سرعان ما تتمدّد عضلات المثانة لتنتقل السيالات العصبية إلى الدّماغ فتُحفّز الشعور بالحاجة للتبوّل، وعند التبول يُعطي الدّماغ الأوامر لعضلات المثانة لتنقبض، ليخرج البول عبر الإحليل الذي يقع أسفل المثانة، وإنّ عملية التبول تحدث بمساعدة ما يُعرف بالعضلات العاصرة، والعضلات العاصرة نوعان؛ داخلية وأخرى خارجية، وأمّا الداخلية فتتشكل من عنق المثانة البولية وتساعد على تخزين البول، وأمّا الخارجية فهي مجموعة من العضلات تُحيط الإحليل وتدعمه، وحتى يتمكن البول من الخروج فإنّ الدماغ يُرسل إشارات لإرخاء العضلات العاصرة الداخلية والخارجية.[1][2]

أمراض المثانة

يمكن أن تتعرض المثانة كأي عضو في جسم الإنسان لعدد من الأمراض والمشاكل الصحية، مثل: التهاب المثانة، والسلس البولي، وفرط نشاط المثانة، والتهاب المثانة الخلالي، واحتباس البول، والمثانة العصبية،[3] وفيما يأتي توضيح هذه الأمراض وأعراضها وأسبابها.

التهاب المثانة

يعدّ التهاب المثانة (بالإنجليزية: Cystitis) أحد أشكال عدوى الجهاز البولي أو التهابات المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infection) الشائعة، خاصّةً لدى النساء، وحقيقةً يُعدّ التهاب المثانة من المشاكل الصحية البسيطة التي لا تتطلب مراجعة الطبيب عامة، فغالباً ما تتحسن دون علاج خلال بضعة أيام، ولكن في حال تكرار الإصابة بالتهاب المثانة فهذا مؤشر على الحاجة للمتابعة الطبيّة والعلاج، ويجدر التنبيه أنّ التهاب المثانة قد يؤدي في بعض الحالات إلى عدوى الكلى (بالإنجليزية: Kidney Infection)، وعليه فإنّه من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[4]

  • عدم التأكد من أنّ الأعراض مرتبطة بالتهاب المثانة أو بأمراض أخرى.
  • عدم تحسّن الأعراض خلال ثلاثة أيام.
  • تكرار الإصابة بالتهاب المثانة.
  • ظهور أعراض شديدة كخروج الدّم مع البول، أو الحمى، أو الشعور بألم الخاصرة.
  • إصابة المرأة الحامل بأعراض التهاب المثانة.
  • ظهور أعراض التهاب المثانة عند الرجال، أو الأطفال.

أمّا عن الأعراض والعلامات الشائعة التي تصاحب التهاب المثانة، فنذكر منها الآتي:[4]

  • الحاجّة المُلحّة والمتكررة للتبوّل بشكل يفوق الوضع الطبيعي.
  • خروج البول بلون داكن، أو غائم، أو برائحة قويّة.
  • الشعور بالألم والحُرقة أثناء التبوّل.
  • التعب العام، والإعياء، والإرهاق.
  • الشعور بألم أسفل البطن، وارتفاع درجة الحرارة إلى 38° أو أكثر، وفقدان الشهيّة والقيء، والإعياء، والتهيج، من الأعراض التي قد تصاحب التهاب المثانة عند الأطفال.[4][5]

يُعتقد أنّ سبب التهاب المثانة في الغالب هو انتقال البكتيريا النافعة التي تعيش بشكل طبيعيّ في الأمعاء أو على الجلد إلى المثانة عبر الإحليل، وحقيقةً تُعاني النساء من التهاب المثانة أكثر من الرجال؛ لأنّ فتحة الشرج عند النساء أقرب إلى الإحليل وأقصر طولاً مُقارنةً بالرجال، وهذا يجعل وصول البكتيريا إلى المثانة أسهل، ومن العوامل التي تزيد فرصة انتقال البكتيريا إلى المثانة وإصاتها بالعدوى ما يأتي:[5]

  • مسح الجزء السفلي وتنظيفه بعد التبوّل من الخلف إلى الأمام.
  • ممارسة العلاقة الزوجية.
  • استخدام السدادات القطنية.
  • استخدام الحِجاب العازل الأنثوي (بالإنجليزية: Diaphragm) بهدف منع الحمل.
  • إدخال القثطار البولي (بالإنجليزية: Urinary Catheter) المُستخدم لتفريغ المثانة.

سلس البول

سلس البول أو التبول اللا إرادي أو فقد السيطرة الإرادية على إفراز البول (بالإنجليزية: Urinary Incontinence)، كلّها مصطلحات تُطلق على المشكلة التي تتمثل بتسرّب البول اللاإرادي، فلا يستطيع المُصاب منع البول من الخروج نتيجة ضعف القدرة على التحكّم بالعضلة العاصرة البولية أو فقد السيطرة عليها بالكامل، ويجدر العلم أنّ سلس البول مشكلة صحيّة شائعة، ويصعب تحديد نسبة حدوثها بشكل دقيق للغاية؛ لأنّ الكثير من الناس يشعرون بالحرج من المعاناة من سلس البول أو قد يعتقدون أنه لا يمكن فعل شيء حيال مشكلتهم، لذلك يصعب تسجيل هذه الحالات، ومن المؤسف أنّ سلس البول قد يؤثر في مختلف مجالات الحياة: العاطفية، والاجتماعية، والنفسية، ولكن من الأخبار السارّة أنّه يمكن علاجه والسيطرة عليه، وحقيقةً توجد أنواع مختلفة لسلس البول تختلف فيما بينها بطبيعة تسرب البول والأسباب التي تكمن وراء المعاناة منها، ويمكن بيان هذه الأنواع فيما يأتي:[6][7]

سلس البول الإجهادي (بالإنجليزية: Stress Urinary Incontinence)، ويُعرف أيضاً بسلس البول التوتري، وهو أحد أكثر أنواع سلس البول شيوعاً، خاصةّ عند النساء مع تقدم العمر، ويُقصد بالتوتّر هنا الضغط البدني وليس الضغط النفسي؛ أيّ تعرُّض المثانة والعضلات المسؤولة عن التحكّم بالبول لضغط مُفاجئ أثناء القيام ببعض الأفعال مثل الانحناء أو حمل الأشياء أو حتى السعال، أو العطاس، أو الضحك، أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية، فيتسرّب البول دون سابق إنذار، ومن أهم العوامل التي ترتبط بحدوثه ما يأتي:[6][7]

  • الحمل والولادة.
  • تقدم العمر.
  • السُّمنة.
  • انقطاع الحَيض أو بلوغ سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause)؛ إذ يتسبب بانخفاض مستوى هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، الأمر الذي يُضعِف العضلات العاصرة.
  • استئصال الرّحم (بالإنجليزية: Hysterectomy) وبعض العمليات الجراحية الأخرى.

يُعرف سلس البول الإلحاحي (بالإنجليزية: Urge Incontinence) أيضاً بالسلس المنعكس (بالإنجليزية: Reflex incontinence)، وهو أيضاً من أكثر أنواع سلس البول شيوعاً؛ فكما نُشر في مؤسسة رعاية المسالك البولية التابعة لجمعية المسالك البولية الأمريكية فإنّ سلس البول الإلحاحي يصيب أكثر من 30% من الرجال و40% من النساء في الولايات المتحدة الأمركية، ويتمثل بشعور المُصاب خلال فترة زمنية قصيرة بالحاجة للتبوّل مع فقدان القدرة على التحكم، ومن الممكن أن يتسرب البول خلال السلس الإلحاحي، قد ينتج سلس الإلحاح عن أحد الأسباب الآتية:[6][7]

  • تضخّم البروستات، بحيث تهبط المثانة عن موضعها الطبيعي ويتهيّج الإحليل.
  • انقطاع الحَيض أو بلوغ سنّ اليأس.
  • سماع صوت المياه الجارية.
  • التهاب المثانة البولية.
  • ممارسة العلاقة الزوجية.
  • بعض الأمراض العصبية مثل السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، والتصلّب اللويحي المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis)، وداء باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's Disease).

يحدث سلس البول الفيضيّ (بالإنجليزية: Overflow Incontinence) بسبب إنتاج الجسم كميات من البول تفوق سعة المثانة، أو بسبب عدم قدرة المثانة على تفريغ البول بشكل كامل نتيجة عدم قدرة عضلاتها على الانقباض بشكل طبيعي، فيحتاج المصاب بسلس البول الفيضي إلى التبول مرات عديدة بكميات قليلة، أو قد تحدث حالة مستمرة من التقطير (بالإنجليزية: Dribbling)، ويندر حدوث هذا النوع عند النساء، لكنّه أكثر شيوعاً عند الرجال الذين يُعانون من مشاكل في البروستات أو يخضعون لجراحة فيها، وبذلك يمكن إجمال أهمّ أسباب سلس البول الفيضيّ كما يأتي:[6][7]

  • تضخّم البروستات.
  • حصى الجهاز البولي.
  • الإمساك.
  • وجود ورم يضغط على المثانة.
  • الخضوع لجراحة لعلاج سلس البول؛ فقد يكون سلس البول الفيضي أحد المضاعفات التي تترتب على هذه المشكلة.

تتمثل مشكلة السلس الكامل (بالإنجليزية: Total Incontinence) بعدم قدرة المثانة على تخزين البول، ممّا يؤدي إلى تسّرب البول بشكل مستمر، أو خروج كميّات كبيرة من البول لا إرادياً بين الفينة والأخرى، وقد ينتج سلس البول الكامل من أحد الأسباب الآتية:[6]

  • إصابات الحبل الشوكي (بالإنجليزية: Spinal Cord) التي تُؤثر في السيالات العصبية الواصلة بين الدّماغ والمثانة.
  • العيوب الخلقيّة الموجودة منذ الولادة.
  • ظهور قناة أو أنبوب يسمى النّاسور (بالإنجليزية: Fistula)، بين المثانة وأجزاء مجاورة مثل المهبل (بالإنجليزية: Vagina).

يحدث السلس المختلط (بالإنجليزية: Mixed Incontinence) عندما يعاني المصاب من أكثر من نوع من السلس في الوقت نفسه، وغالباً ما تكون المعاناة من سلس البول الإلحاحي والإجهادي في الوقت ذاته، حيث تتضمن الأعراض في هذه الحالة: تسرب البول عند ممارسة أنشطة أو قيام بأفعال تُحدث ضغطاً على المثانة ويرافق ذلك حاجة ملحة ومفاجئة للتبول.[7]

التهاب المثانة الخلالي

يُعتبر التهاب المثانة الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial Cystitis) حالة مرضية مزمنة تُسبّب ضغطاً وألماً في المثانة يتراوح بين الخفيف والشديد، وفي بعض الأحيان قد يُرافق ذلك ألم في الحوض، وتنتمي هذه الحالة إلى طيف واسع من الأمراض يُعرف بمتلازمة المثانة المؤلمة (بالإنجليزية: Painful Bladder Syndrome)، ولفهم هذه المشكلة يجدر بيان أنّه في الوضع الطبيعيّ عند امتلاء المثانة البولية تصل إشارات للدماغ عن طريق الأعصاب الخاصة بمنطقة الحوض، فسرعان ما يستجيب الدماغ بتحفيز الشعور بالحاجة للتبول، وعند الإصابة بالتهاب المثانة الخلاليّ فإنّ هذه الإشارات تضطرب، مما يجعل المُصاب يشعر بالحاجة للتبوّل أكثر من المعتاد وبكميّات قليلة من البول مقارنةً بالوضع الطبيعيّ.[8]

تختلف الأعراض التي تُرافق مشكلة التهاب المثانة الخلاليّ من شخص لآخر، وتختلف فترة استمرار ظهور هذه الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأعراض قد تزول وحدها دون علاج، وبشكل عام يمكن بيان أكثر أعراض التهاب المثانة الخلاليّ شيوعاً كما يأتي:[9]

  • شعور بألم وضغط في المثانة يزداد عند امتلائها بالبول.
  • شعور بألم أسفل البطن والظهر، أو الحوض، أو الإحليل.
  • الحاجة للتبوّل أكثر من 7-8 مرّات يوميّاً.
  • الشعور بالحاجة للتبوّل حتّى بعد الانتهاء من ذلك.
  • شعور بألم في الفرج وألم أثناء الجِماع لدى النساء المصابات بالتهاب المثانة الخلاليّ.
  • شعور بألم في الصَفَن (بالإنجليزية: Scrotum)، أو الخصيتين، أو القضيب لدى الرجال، ويُحتمل شعور الجرلأ بالألم أثناء الجماع أو بعده.

لم يُعرف بعد المُسبب الحقيقيّ لالتهاب المثانة الخلالي على وجه التحديد، ولكنّ يُرجّح أنّ العديد من العوامل تلعب دوراً في حدوث هذه المشكلة؛ بما في ذلك اختلال النسيج الطلائي المُبطّن للمثانة بصورة تسمح للمواد السامة الموجود في البول بتهييج جدارها، ومن عوامل الخطر المُحتملة الأخرى ما يأتي:[8]

  • لون الجلد والشعر: يُعاني ذوو البشرة فاتحة اللون والشعر الأحمر من التهاب المثانة الخلالي أكثر من غيرهم.
  • النوع: يتم تشخيص التهاب المثانة الخلالي لدى النساء أكثر من الرجال، ويجدر التنبيه إلى أنّ أعراض التهاب المثانة الخلاليّ قد يتشابه مع أعراض التهاب البروستاتا لدى الرجال، الأمر الذي يُسبب اللبس في التشخيص في بعض الحالات.
  • اضطراب الألم المزمن: (بالإنجليزية: Chronic Pain Disorder) قد يرتبط التهاب المثانة الخلالي مع اضطرابات تُسبّب الألم المزمن مثل الألم العضلي الليفي (بالإنجليزية: Fibromyalgia)، ومتلازمة القولون المُتهيّج (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome).
  • العمر: غالباً ما يتم تشخيص التهاب المثانة الخلالي خلال الثلاثينيات من العمر أو أكبر من ذلك.

فرط نشاط المثانة

يُطلق مصطلح فرط نشاط المثانة (بالإنجليزية: Overactive Bladder) على الحالة التي تنقبض فيها عضلة المثانة بشكل أكثر تكراراً من الوضع الطبيعيّ أو أنّها تنقبض دون وجود سابق إنذار، وهذا ما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: تكرار التبول، ليكون المعدل بما يُقارب ثمانية مرّات يوميّاً أو أكثر، أو مرّتين على الأقل خلال الليل فيما يُعرف بالبوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia)، وقد يشعر المصاب بحاجة مُلحّة ومفاجئة للتبول، بالإضافة إلى تسرّب جزء من البول عند مراودته هذا الشعور، وإنّ العرض الأخير هو سلس البول الإلحاحي سابق الذكر، وبذلك يمكن القول إنّ سلس البول الإلحاحيّ هو أحد أعراض فرط نشاط المثانة البولية، وغالباً ما يكون السبب الحقيقي وراء حدوث فرط نشاط المثانة مجهولاً، وأمّا بالنسبة للحالات التي يكون فيها السبب معروفًا؛ فإنّه قد يكون اضطراباً عصبياً: إصابات الحبل الشوكي، والتصلب اللويحي المتعدّد، والسكتة الدماغية، وداء باركنسون، كما تجدر الإشارة أنّ بعض الحالات الصحية قد تُسبب أعراضًا مشابهة لأعراض فرط نشاط المثانة، ويجدر استثناؤها قبل إعطاء التشخيص والبدء بالخطة العلاجية، ومن هذه الحالات: مرض السُكري غير المُسيطر عليه، والحمل في مراحله المبكرة، وأمراض البروستات، وأورام المثانة، وعدوى الجهاز البولي، كذلك بعض أنواع الأدوية مثل مُدرّات البول تُسبّب أعراض فرط نشاط المثانة، وعليه فإنّ الوصول إلى التشخيص الأمثل يكون باستثناء هذه الأمراض من أجل استخدام العلاج الأنسب.[10][11]

سرطان المثانة

يُطلق مصطلح سرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder Cancer) على الورم الخبيث الذي يُصيب المثانة، وهو من أنواع السرطانات القابلة للعلاج بشكل فعال إذا اكتُشف بمراحله المبكّرة قبل تطوّر الحالة وتعقُّدها، ويُصنّف سرطان المثانة إلى عدّة أنواع حسب نوع الخلايا التي يتكون منها، وفيما يأتي بيان هذه الأنواع الرئيسية:[12]

  • سرطان الخلايا الانتقالية: (بالإنجليزية: Transitional Cell Bladder Cancer)، والخلايا الانتقالية هي الخلايا التي تُبطّن المثانة البولية، والجدير بالعلم أنّ سرطان الخلايا الانتقالية هو أكثر أنواع سرطانات المثانة شيوعاً.
  • سرطان الخلايا الحرشفيّة: (بالإنجليزية: Squamous Cell Bladder Cancer) ويحدث بنسبة أقل من سرطان الخلايا الانتقالية، لكنّه أكثر شراسة.
  • سرطان غُدّي: (بالإنجليزية: Adenocarcinoma) وهو السرطان الذي يبدأ من بطانة المثانة نتيجة تعرضها لالتهاب أو تهيّج مزمن، وغالباً ما يكون شرساً.

غالباً ما يمكن تشخيص الإصابة بسرطان المثانة في المراحل المبكرة، لأنّ أعراضه في العادة تكون ظاهرة للعيان وتستدعي مراجعة الطبيب، ومن العلامات والأعراض التي قد تصاحب سرطان المثانة ما يأتي:[13]

  • ظهور الدم في البول: يكون غالباً خروج الدم مع البول من العلامات الأولية لسرطان المثانة، وقد تكون كميّة الدم ضئيلة جداً فلا تظهر إلا بفحص تحليل البول، أو قد تكون كبيرة لدرجة تغيّر لون البول إلى اللون الزهري، أو البرتقالي، أو أقل شيوعاً إلى الأحمر الداكن، كما قد يظهر الدم في البول يوماً بعد يوم، أو تختفي هذه العلامة لأسابيع أو حتّى أشهر، لكنّ في حال ثبوت الإصابة بسرطان المثانة فإنّ ظهور الدم في البول غالباً ما يعود، كما تجدر الإشارة إلى أنّ وجود الدم في البول قد يُرافق حالات مرضية أخرى، ولا يعني بالضرورة وجود سرطان المثانة.
  • تغيّرات في المثانة: ويُقصد بذلك تغيُّرات في عادات التبوّل؛ فقد يشعر المُصاب بالحاجة المُلحّة للتبول رغم عدم امتلاء المثانة، أو مواجهة صعوبة بالتبوّل أو أن يكون تيّار البول ضعيفاً، أو أن يُعاني المصاب من كثرة التبول بما ذلك التبول الليليّ، ويمكن أن يشعر المُصاب بحُرقة وألم أثناء التبول أيضاً، ويجدر القول إنّ هذه الأعراض عادةً تُرافق عدوى الجهاز البولي، وحصى المثانة، وحالات فرط نشاط المثانة، أو تضخّم البروستات في الرجال، ولكن ومع ذلك فإنّه من الضروري إخبار الطبيب بها في حال ظهورها.
  • أعراض الحالات المتقدّمة من سرطان المثانة: في حال انتشار سرطان المثانة إلى أجزاء أخرى في الجسم أو في حال كان السرطان كبير الحجم، فإنّه قد يُسبب مجموعة من الأعراض يأتي بيان أهمّها أدناه:
  • ألم أسفل الظهر من جهة واحدة.
  • فقدان الشهيّة وخسارة الوزن.
  • عدم القدرة على التبول.
  • الشعور بالتعب العام أوالإرهاق.
  • آلام العظام.
  • انتفاخ القدمين.

تحدث معظم حالات الإصابة بسرطان المثانة لدى الأشخاص الذين تجاوزا الخامسة والخمسين من العمر، فالتقدم في عمر هو أحد عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان المثانة، ولكن يجدر التنبيه أنّ وجود عوامل الخطر لدى الشخص لا تعني الإصابة الحتمية بسرطان المثانة، ولكن في حال وجودها يُفضّل مناقشتها مع الطبيب المختص حين الحاجة لذلك، ومن عوامل الخطر نذكر الآتي:[12]

  • التبغ: وهو العامل الأخطر لسرطان المثانة، ويشمل التدخين بكافّة أشكاله، ففرصة الإصابة بسرطان المثانة لدى المدخّنين تصل إلى 2-3 ضعف الفرصة لدى غير المدخّنين؛ ويُعزى السبب في ذلك إلى وصول المواد الكيميائية الموجودة في الدخان إلى مجرى الدّم، ثمّ لتصل إلى الكلى وترشح مع البول لتستقر في المثانة، وهذا يجعل بطانتها عُرضة للضرر وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالسرطان.
  • النوع: فاحتمالية إصابة الرجال بسرطان المثانة أربعة أضعاف فرصة إصابة النساء.
  • التاريخ الشخصي لسرطان المثانة: ويُقصد بذلك قُدرة سرطان المثانة على العودة من جديد بعد علاجه لأول مرّة بنسبة 50-80%، وهي النسبة الأعلى مُقارنة بباقي أنواع السرطانات.
  • العِرق: تُعدّ فرصة إصابة القوقازيين بسرطان المثانة ضعفي احتمالية إصابة ذوي الأصول الأفريقية الأمريكية، أمّا الآسيوين فهُم الأقل عُرضة للمعاناة من سرطان المثانة.
  • التعرّض لبعض المواد الكيمياوية: إذ يُصاب أصحاب بعض المهن والحرف بسرطان المثانة أكثر مُقارنة بغيرهم كالعاملين في الصناعات المطاطيّة والجلود، والعاملون في الصناعات المعدنية، وسائقو الشاحنات، ومصفّفو الشعر، وغيرهم.
  • بعض الأدوية: كتلك المحتوية على الزرنيخ وعُقار السيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide) المُستخدمة لعلاج السرطان وبعض الحالات المرضيّة الأخرى، كما أنّ الزرنيخ في مياه الشرب قد يزيد من خطر الإصابة أيضاً.

احتباس البول

يُقصد باحتباس البول عامة (بالإنجليزية: Urinary Retention) عدم القدرة على تفريغ المثانة البولية من البول، وحقيقةً إنّ لهذه المشكلة شكلين؛ الأول يُعرف باحتباس البول الحاد، والثاني يُعرف بالمزمن، ويُعرّف الاحتباس الحاد بأنّ عدم القدرة على التبول أبداً، وتحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ، وهي مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي الفوريّ، وأمّا الاحتباس المزمن فهو عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل تام، بمعنى أنّ المصاب يتبوّل ولكن دون إفراغ المثانة، وعادة لا يُدرك الشخص معاناته من هذه المشكلة إلى حين تسببها بمشكلة أخرى مثل عدوى أو التهابات المسالك البولية أو سلس البول الإلحاحيّ.[14]

نخناف الأعراض التي تظهر في حال احتباس البول باختلاف نوعه، ويمكن تصنيف الأعراض كما يأتي:[14]

  • أعراض احتباس البول الحادّ:
  • أعراض احتباس البول المزمن:
  • عدم القدرة على التبول كما بيّنّا سابقاً.
  • الشعور بألم وحاجة مُلحّة للتبول.
  • الشعور بألم أو انزعاج في أسفل البطن.
  • انتفاخ الجزء السفلي من البطن.
  • كثرة التبول؛ إذ يتبول المصاب ثماني مرات أو أكثر في اليوم الواحد.
  • مواجهة صعوبة في بدء عملية التبول.
  • الشعور بحاجة ملحة للتبول، وتنتهي العملية بتبول كميات قليلة.
  • الشعور بالحاجة للبتول بعد الانتهاء من العملية.
  • الشعور بانزعاج مستمر في البطن أو منطقة المسالك البولية.

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من احتباس البول، وكذلك تتعدد العوامل التي تزي فرصة الإصابة بهذه المشكة، ويمكن إجمال أهمها فيما يأتي:[15]

  • تضخم البروستاتا: إذ يُعدّ من أكثر أسباب احتباس البول شيوعاً لدى الرجال، وخاصة الكبار في السنّ، ولأنّ البروستاتا تُحيط بالإحليل، فإنّ تضخمها يؤدي إلى حدوث انسداد في الإحليل، وبالتالي لا يُطرح البول من الجسم، فتظهر مشكلة الاحتباس، والجدير بالعلم أنّ تضخم البروستاتا الحميد هو أشهر أنواع تضخم البروستاتا لدى الرجال، بينما تُعدّ الأسباب الأخرى أقل شيوعاً، مثل سرطان البروستاتا والتهابها.
  • مشاكل الأعصاب: توجد مجموعة من الأعصاب التي تربط الدماغ بالمثانة البولية، وإنّ تعرض هذه الأعصاب لنوعٍ من الضرر يُسبب فقدان قدرة المصاب التحكم بالمثانة البولية، وحقيقةً قد تكمن المشكلة في الأعصاب المسؤولة عن إرسال الرسائل بين المثانة والدماغ، أو في الأعصاب المسؤولة عن التحكم في انقباض عضلة المثانة وارتخائها، أو في كلا الأمرين، وعلى أية حال فإنّ المعاناة من احتباس البول نتيجة تضرر الأعصاب تُعرف بالمثانة العصبية (بالإنجليزية: neurogenic bladder)، وأمّا بالنسبة للأسباب التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بهذه الأعصاب فهي عديدة، ومنها:
  • الجراحة: فمن الممكن أن تُسبب بعض أنواع العمليات أو التخدير المُستخدم فيها معاناة المصاب من احتباس البول، كما أنّ عدم قدرة المصاب على الحركة بعد العملية قد يكون له دور في ذلك.
  • الالتهابات: تتعدد الالتهابات التي قد تُصيب منطقة الفرج لدى النساء أو العضو الذكري لدى الرجال فتزيد احتمالية حدوث احتباس البول، هذا بالإضافة إلى احتمالية تسبب التهابات أخرى بزيادة فرصة حدوث احتباس البول، مثل الحزام الناريّ، والسلّ، وعدوى المثانة البولية.
  • إصابات الحبل الشوكي.
  • أورام الحبل الشوكي.
  • مرض السكري.
  • الجلطة أو السكتة الدماغية.

المراجع

  1. ↑ "Picture of the Bladder", www.webmd.com,Mar 22, 2018، Retrieved Oct 01, 2019. Edited.
  2. ↑ "The Urinary Tract & How It Works", www.niddk.nih.gov,Jan, 2014، Retrieved Oct 01, 2019. Edited.
  3. ↑ "Bladder Diseases", medlineplus.gov, Retrieved 8-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Cystitis", www.nhs.uk,Aug 09, 2018، Retrieved Oct 02, 2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Cystitis", www.nhsinform.scot, Retrieved 8-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Urinary Incontinence: What you need to know", www.medicalnewstoday.com,Dec 14, 2017، Retrieved Oct 04, 2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Urinary Incontinence", www.urologyhealth.org, Retrieved 9-10-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "Interstitial cystitis", www.mayoclinic.org,Sep 14, 2019، Retrieved Oct 02, 2019. Edited.
  9. ↑ "Interstitial Cystitis", www.webmd.com,Oct 23, 2017، Retrieved Oct 02, 2019. Edited.
  10. ↑ "Need Relief From Overactive Bladder Symptoms?", www.fda.gov,Jul 07, 2015، Retrieved Oct 05, 2019. Edited.
  11. ↑ "Overactive Bladder", my.clevelandclinic.org,Jun 24, 2015، Retrieved Oct 04, 2019. Edited.
  12. ^ أ ب "Bladder Cancer", www.mdanderson.org, Retrieved Oct 05, 2019. Edited.
  13. ↑ "Bladder Cancer Signs and Symptoms", www.cancer.org,Jan 30, 2019، Retrieved Oct 05, 2019. Edited.
  14. ^ أ ب "Urinary Retention", www.niddk.nih.gov, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  15. ↑ "Inability to Urinate", www.emedicinehealth.com, Retrieved 3-11-2019. Edited.