مدينة بوسطن في بريطانيا
مدينة بوسطن القديمة
تُعتبر مدينة بوسطن الجزء الإدراي والتاريخي لمنطقة لينكولنشاير في إنجلترا، وتقع على الضفة الشمالية لنهر ويثام. وقد استُخدمت كميناءٍ صغيرٍ في القرن الثالث عشر بسبب موقعها الجغرافي المتميز، كما أنها كانت عضواً في الهانزية التي تتاجر في الصوف والنبيذ. ومن الجدير بالذكر أن ازدهار المدينة قل نتيجةً للتدهور التجاري الذي حصل لنهر ويثام. وتوجد في المدينة كنيسة بوسطن المزخرفة والتي تُعتبر معلماً مهماً للمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى وجود البرج المعروف باسم بوسطن ستومب، والذي يبلغ ارتفاعه نحو 83 متراً أي ما يقارب 272.5 قدماً، وتُعتبر بوسطن بلدةً زراعيةً، الأمر الذي يعطيها الأهمية المعاصرة إلى الآن، بالإضافة إلى وجود الوظائف العديدة في منطقة الميناء.[1] أما سكان المدينة فغالبيتهم من الأوروبيين المهاجرين. ويمكن القول إن بوسطن عبارة عن مدينة جميلة مزدهرة، تعطي مبانيها وشوارعها انطباعاً عن ثرواتها في الزمن الماضي، وفي المدينة توجد العديد من المدارس الابتدائية مثل بوسطن ويست، وكارلتون رود، وتاور رود، وسانت ماري، بالإضافة إلى مدرسة بوسطن العليا وهي مدرسة مختلطة، كما توجد كلية هافن للتكنولوجيا.[2]
وقد وُصفت مدينة بوسطن بأنها ثاني أهم ميناء في إنجلترا، كما أنها امتلكت ثروةً معماريةً عريقةً منذ العصور الوسطى وصولاً إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت لفترة من الزمن من أغنى المدن البريطانية التي يأتيها الزوار من مختلف الأنحاء. وفي أواخر القرن التاسع عشر تزايد عدد السياح للمدينة من قبل الأمريكين، وقد أبحر حوالي ثلث سكانها في تلك الفترة إلى منطقة أرابيلا بهدف الحصول على الحرية الدينية، الأمر الذي أدّى إلى دعمٍ عملي للمدينة. وفي عام 1930م اشتُهرت المدينة بكونها مدينةً صحيةً، نظيفةً، وتتمتّع بإضاءة جيدة. وقد صُمّمت الأحياء السكنية فيها بشكل جيد، بالإضافة إلى وجود المحلات التجاية المختلفة فيها، كما تمتد فيها الحقول الزراعية على مساحات واسعة. ومن الجدير بالذكر مرور المدينة بفترة من الركود، والتي صاحبها قلة في الاستثمارات وتدنٍ في الأجور الزراعية، بالإضافة إلى المشاكل المرورية. وفي عام 1938م افتتح السفير الأمريكي جوزيف كينيدي ما أُطلق عليه فيديل هاوس، وهو عبارة عن غرفة سكنية للزوار الأمريكيين،[3] ويُنظر إلى مدينة بوسطن اليوم على أنها مفتاحٌ للمستقبل بتراثها العريق، حيث إن هناك توجهات رسمية تقوم على تجديد المدينة عن طريق الاستثمار في تاريخها العريق، وتقديم الدعم المادي لعمل الإصلاحات اللازمة للمباني، وإعادة تقييم وإعمار السوق واستثماره، وتوفير مواقف للسيارات فيه.[4]
المباني وطراز المنازل في بوسطن
تعود المباني العامة والتي ما زالت ماثلةً إلى الآن في مدينة بوسطن إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مثل مدرسة بلوكوت الخيرية التي بُنيت في عام 1804م، وبقيت تُستخدم حتى عام 1876م، بالإضافة لوجود طابق واحد من مبنى الاتحاد العام. ومن المباني العامة أيضاً دار الجلسات الذي اتخذ الطابع القوطي، والذي يقع بجانب سانت بوتولف وقد بُني عام 1841م، ويحتوي على غرفة القاضي، بالإضافة إلى عدة قاعات مضاءة جيداً، وفيها مواقد للتدفئة، كما توجد أيضاً المقبرة ذات التصميم القوطي والتي صمّمها المهندس المعماري دارلينجتون في عام 1854م، بالإضافة إلى السّكّة الحديدية العظمى التي أُنشئت في عام 1848م.[5]
وفي الحديث عن طراز المنازل في مدينة بوسطن يجدر الحديث عن ليتون هاوس والذي بُني في عام 1875م، وهو من الأمثلة على المنازل ذات الطراز العريق المتميز بزخارفه ومداخنه الطويلة، وقد بُني من الطوب الأحمر وصمّمه المهندس المعماري وليام توماس، ومن المنازل شبه المنفصلة والمشهورة أيضاً في مدينة بوسطن، ما يُعرف بنوس والذي كانت واجهته مبنية من الطوب الأبيض، والتي بناها شيرون في عام 1879م، وكذلك فيلات نورمان التي بُنيت في عام 1880م، وقد استمر تطور بناء المنازل بحيث أصبحت المنازل شبه منفصلة وتُبنى من الخشب مع وجود حدائق خارجية صغيرة أمامها.[6]
الاقتصاد في بوسطن
تمركز الاقتصاد في مدينة بوسطن حول المنتجات الزراعية، وكان أهم حدث اقتصادي حصل في المدينة هو نقل الميناء من الموقع الذي كان فيه منذ العصور الوسطى في وسط المدينة إلى جنوب المدينة، وذلك لوجود مساحة أكبر للسفن الكبيرة. كما تم بناء الأرصفة المغلقة التي أدّت إلى إنعاش المدينة، وفي عام 1920م توسعت أعمال الصيد، وأصبحت واحدة من أهم الصناعات في مدينة بوسطن.[7]
تطوّرت المدينة وازدهرت تجارياً بسبب وجود الميناء فيها، فقد كانت قاعدةً لأساطيل الصيد، كما ساعد موقعها الجغرافي المتميز في جذب مختلف أنواع التجارة إليها من مختلف القارات المجاورة لها. وقد امتازت بعلاقات قوية تربطها مع البلطيق، كما تم إنشاء المخازن التجارية داخل المدينة وخارجها، وتم اكتشاف مصنع الطوب فيها والذي أصبح يُصدّر إلى الخارج في القرن الرابع عشر. أما تركيز التجارة فكان على الجانب الشرقي من النهر، ثم أخذت بالتوسّع لتصل إلى الجانب الغربي منه. وقد كانت مدينة بوسطن ممراً لتجارة الصوف من لينكولن إلى البلدان الأخرى، والجدير بالذكر تحقيق المدينة إيرادات مرتفعة، الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الثانية بعد لندن، كما كانت المعارض أو الأسواق الأسبوعية التي تقام في شوارعها تُدر الأرباح الكثيرة على المدينة. وقد تأسّست في المدينة نقابات تُعنى بالتجارة، وكان لها تأثير قوي، كما أنها منحت العديد من التسهيلات والامتيازات لأعضائها التجار، وكان من أهمها نقابة سانت ماري، ونقابة وكوربوس كريستي.[8]
الحكم الديني في بوسطن
افتُتحت في المدينة كنيسة صغيرة في عام 1822م، وفي عام 1848م أنشئت كنيسة الثالوت المقدس وكانت خاصة للطبقة المتوسطة، وفي عام 1861م تم إنشاء كنيسة سانت جيمس في شارع جورج في منطقة يسكنها عمال السكك الحديدية، وقد كانت الكنسية خاصة للرعية. كما قام جورج جيلبرت بتصميم كنيسة كبيرة مزخرفة بمجموعة واسعة من الزجاج الملون. ومع ازدياد عدد السكان وتوسع المدنية ازدادت أماكن العبادات، حيث دعت الحاجة لذلك.[9]
المراجع
- ↑ "Boston"، www.britannica.com، Retrieved 2018-1-30. Edited.
- ↑ Tom Dyckhoff (2011-2-26), "Let's move to: Boston, Lincolnshire"، www.theguardian.com, Retrieved 2018-1-30. Edited.
- ↑ John Minnis , Katie Carmichael, Boston, Lincolnshire, Page 11-12. Edited.
- ↑ John Minnis , Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire, Page 115. Edited.
- ↑ John Minnis , Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire , Page 60-61. Edited.
- ↑ John Minnis ,Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire , Page 63-64. Edited.
- ↑ John Minnis ,Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire , Page 72. Edited.
- ↑ John Minnis , Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire , Page 18-19. Edited.
- ↑ John Minnis , Katie Carmichael , Boston, Lincolnshire , Page 58. Edited.