أسباب وعلاج عدم التركيز
مهارات التركيز والانتباه
تبدأ مهارات القدرة على التركيز والمحافظة على الانتباه بالظهور لدى الشخص في سن مبكرة، وتساعد هذه القدرات والمهارات الأشخاص على النجاح في حياتهم، إلا أنّ هناك العديد من الأسباب والظروف التي قد تتسبب بحدوث خلل في تطورها وإضعافها،[1] ومن الجدير بالذكر أنّ ظهور بعض مشاكل الذاكرة وضعف مهارات التفكير قد يحدث بشكل طبيعي نتيجة الشيخوخة، وفي المقابل قد ينجم ضعف الذاكرة عن أسباب أخرى غير الشيخوخة من الممكن معالجتها، لذلك يُنصح بزيارة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء ضعف الذاكرة وتحديد العلاج الأمثل.[2]
أسباب عدم التركيز
هناك العديد من الأسباب التي تُبرّر المعاناة من قلة التركيز، وإنّ تحديد العامل المُسبّب لهذه المشكلة يُعدّ جزءاً مهمّاً من الحل، وفيما يأتي نوضح بعض هذه الأسباب:[3]
- الضغوطات: إنّ التعرض للضغوطات بشكل مستمر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وإضعاف جهاز المناعة، كما أنّه قد يتسبب بالاكتئاب والإجهاد العقلي، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة في التفكير والتركيز.
- قلة النوم: يُنصح بالنّوم مدّة تتراوح بين 8-9 ساعات يومياً بطريقة جيدة؛ إذ إنّ النوم لعدد ساعات قليلة أو النوم بطريقة غير صحيّة من الممكن أن يؤثر في آلية عمل الدماغ، ويُحدث قلة في التركيز وصعوبة في التفكير.
- التغيرات الهرمونية: تزداد مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزية:Estrogen) وهرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) في فترة الحمل، وهذا قد يؤثر في الذاكرة ويتسبّب بحدوث ضعف في الإدراك قصير المدى، كما أنّ انخفاض مستوى الإستروجين خلال فترة انقطاع الطمث يمكن أن يتسبب بحدوث النسيان وصعوبة التركيز.
- النظام الغذائي: يلعب النظام الغذائي الذي يتّبعه الشخص دوراً مهماً في المعاناة من انعدام التركيز؛ فعلى سبيل المثال إنّ فيتامين ب12 يدعم عمل الدماغ بشكل صحيح، وإنّ نقصه يتسبب بحدوث انعدام التركيز. ومن الممكن أيضاً أن يحدث انعدام التركيز بعد تناول بعض الأطعمة التي تتسبب بحدوث الحساسية عند بعض الأشخاص مثل: الفول السوداني، وفي هذه الحالة تُنصح هذه الفئة من الأشخاص بتجنب مسببات الحساسية لديهم.
- الأدوية: قد يكون انعدام التركيز أحد الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدام بعض الأدوية، وفي حال ظهور أحد هذه الأعراض ينبغي على المريض إخبار الطبيب فوراً لاتخاذ الإجراء المناسب؛ حيث إنّه من الممكن أن يقلّل من جرعة الدواء أو أن يستبدله ويصف له دواءً آخر، ومن الجدير بالذكر أنّ انعدام التركيز قد يحدث بعد أخذ العلاج الكيماوي كعرض جانبيّ.
- بعض الحالات الطبية: قد تتسبب بعض الحالات الطبية المرتبطة بالالتهاب، والتغير في مستويات سكر الدم بعدم التركيز، كما يمكن أن يقل التركيز والانتباه في حالات الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، والصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraines)، وفي حال المعاناة من متلازمة الإرهاق المزمن (بالإنجليزية: Chronic fatigue syndrome) التي تتمثل بالشعور بالتعب العامّ لمدة تزيد عن ستة شهور.
علاج عدم التركيز
هناك الكثير من الطرق والأساليب البسيطة التي تساعد على زيادة التركيز وزيادة كمية المعلومات المحفوظة في الذاكرة، ونذكر من هذه الطرق ما يأتي:[4]
- الاهتمام والتيقُّظ: يجدر بيان أنّ الاحتفاظ بأيّة معلومة يستوجب إعارة الاهتمام، ولا يمكن تذكّرها إلّا عند الانتباه وحضور الذهن كاملاً عند استقبال هذه المعلومات، وإنّ أخذ كميات كافية من النوم والطعام، والابتعاد عن مشتتات الذهن مثل: أصوات الراديو والتلفاز يُساعد على تحقيق ذلك.
- استخدام أكبر عدد ممكن من الحواس: فعلى سبيل المثال يُمكن تذكر كميات أكبر من المعلومات التي يتلقاها الأشخاص في المحاضرات في حال الاستماع للمحاضرة وكتابة الملاحظات بنفس الوقت، وكذلك يُمكن تذكر كمّ أكبر ممّا تمّ قراءته من كتاب أو مجلة في حال قراءة المكتوب بصوت عالٍ.
- ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة: لقد وُجد أنّه من الأسهل حفظ المعلومات الجديدة في حال ربطها في سياقها، فمثلاً في حال وُصِف دواء جديد للاستخدام، فإنّه من الأسهل حفظ وتذكر أعراضه الجانبية عن طريق ربطه بدواء سابق مُستخدم من نفس العائلة من الأدوية، وبالتالي فإنّه سوف تنتج عنه أعراض جانبية مشابهة.
- هيكلة المعلومات: ويتمّ ذلك عن طريق ترتيب المعلومات وتقسيمها؛ فعلى سبيل المثال يتم حفظ رقم الهاتف عن طريق تقسيم الرقم إلى أقسام أول خمسة أرقام ثم الثلاث أرقام الموجودة في الوسط، ثم آخر ثلاثة أرقام، وهكذا.
- استخدام فن التذكّر: والمقصود بذلك أن يتمّ ربط المعلومات بالصور المرئية، وربطها بالجمل، واختصاراتها، والقوافي التي تنتهي بها.
- فهم المعلومات: ينبغي على الشخص فهم واستيعاب المعلومات المعقدة قبل محاولته حفظها كما هي دون فهم، ويُنصح بكتابة ملخص خاص بالمادة وترتيبها بالطريقة والأسلوب الذي يُناسبه ليسهل عليه حفظها.
- مراجعة المعلومات: يُنصح بإعادة مراجعة المعلومات بعد فهمها وحفظها في نفس اليوم أو في اليوم التالي بعد أخذ قسط كافٍ من النوم، وكذلك فإنّه من الضروري مراجعتها فيما بعد على فترات منتظمة إلى حين الشعور بالراحة والثقة من التمكنّ من معرفتها جيداً.
- تدريب العقل: إنّ تنشيط الدماغ بممارسة التمارين والتحديات الذهنية مثل: تطوير هواية جديدة، أو قراءة رواية، أو تعلم لغة أجنبية، أو التسلية بالكلمات المتقاطعة، يُساعد على خلق وصلات في الدماغ، ممّا يجعل الدماغ أكثر مقاومة لحدوث اضطرابات الذاكرة، والإصابة بالأمراض المتعلقة بالذاكرة مثل: مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease).
- اتباع نظام حياة صحي: وذلك بتناول الطعام الصحي، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وتجنب التدخين؛ وذلك لأنّ اتباع نظام حياة صحي يزيد من كمية الدم والأكسجين المتدفقة إلى الدماغ، ويعمل أيضاً على تقليل خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن أن تؤثر في الذاكرة مثل: مرض ألزهايمر، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، ومرض السكري، وتجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى زيادة مستوى الإندورفينات (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم التي تُشعر الشخص بالراحة وتُحسّن من مزاجه، وتُقلّل من الإصابة بالاكتئاب الذي يُقلل من الانتباه ويُضعف التركيز، والذي يُعتبر عامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر في المستقبل.
- أخد كميات كافية من النوم: حيث إنّ النوم مهم جداً لتحسين الذاكرة، والشعور بالانتعاش الذي يعمل على زيادة التركيز والانتباه.
- مراجعة الطبيب: وذلك لعلاج أيّة مشكلة قد تكون السبب وراء هذا الانعدام في التركيز.
المراجع
- ↑ "Five ways to boost concentration", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-January-2019. Edited.
- ↑ "Memory loss: When to seek help", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-January-2019. Edited.
- ↑ "6 Possible Causes of Brain Fog", www.healthline.com, Retrieved 25-January-2019. Edited.
- ↑ Neel Burton M.D (14-January-2013), "How to Improve Your Concentration and Memory"، www.psychologytoday.com, Retrieved 25-January-2019. Edited.