-

أسباب مرض الزهايمر

أسباب مرض الزهايمر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الزهايمر

يُعدّ مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's disease) اضطراباً عصبياً تنكسياً (بالإنجليزية: Neurodegenerative disease)، يؤدي إلى فقدان الذاكرة وتدهور القدرات الإدراكية لدى المريض، وذلك بسبب موت خلايا الدماغ، وفي الحقيقة تكون أعراض مرض الزهايمر في البداية خفيفة لكنها تتطور لتصبح أكثر حدة مع مرور الوقت، وجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تقسيم تطور مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل رئيسية، وهي؛ مرحلة ما قبل السريرية (بالإنجليزية: Pre-clinical stage) التي لا تظهر فيها أعراض واضحة على المريض، ومرحلة الضعف الإدراكي البسيط التي تظهر فيها أعراض خفيفة وبسيطة على المريض، ومرحلة الخَرَف (بالإنجليزية: Dementia).[1]

أسباب مرض الزهايمر

الأسباب المحتملة

على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في التعرف على كيفية حدوث مرض الزهايمر، إلا أنّ السبب الدقيق وراء حدوثه لا يزال غير معروف لدى العلماء حتى الآن، ولكن العديد من العلماء يعتقدون أنّ تراكم بعض المركبات غير الطبيعية في الدماغ وخاصة لويحات الأميلويد (بالإنجليزية: Amyloid plaques) والحبائك العصبية اللُييفية (بالإنجليزية: Neurofibrillary tangles) قد يلعب دوراً مهماً في تطور المرض والإصابة به، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[2]

  • لويحات الأميلويد: وهي كتل بروتينية كثيفة، وغير قابلة للذوبان، تسبب تلف الخلايا العصبية في الدماغ، ويلاحظ أنّ هذه البروتينات تتراكم في جزء من الدماغ يُعرف بالحصين (بالإنجليزية: Hippocampus)، وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات قصيرة المدى وتحويلها إلى ذاكرة طويلة المدى، كما أنّه الجزء المسؤول عن اكتساب الذكريات، وتخزينها، واسترجاعها، إضافة إلى دوره في رسم معالم الذاكرة المكانية، وهذا ما يفسر إمكانية ضياع الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر بسبب عدم تمييزهم للأماكن المألوفة.
  • الحبائك العصبية اللُييفِية: وهي ألياف ملتوية غير قابلة للذوبان تسد الدماغ من الداخل إلى الخارج، مما يؤثر في التواصل بين الخلايا العصبية، ويجدر القول إنّ انتقال المواد الغغذائية، والجزيئات، والمعلومات بين الخلايا العصبية الدماغية التي تعرف بالعصبونات (بالإنجليزية: Neurons) يتم من خلال نظام نقل متخصص يشبه نظام السكك الحديدية، ويعرف بالأنيبيبات الدقيقة (بالإنجليزية: Microtubules)، ويتم الحفاظ على استقرار هذه الأنابيب الدقيقة من خلال بروتين خاص شبيه بالألياف، يُعرف ببروتين تاو (بالإنجليزية: Tau)، وما يحدث لدى مرضى الزهايمر أنّ هذا النوع من البروتينات يصبح متشابكاً وملتوياً، مما يسبب تحلل الأنابيب الدقيقة وعدم استقرارها مؤدياً بذلك إلى انهيار نظام النقل العصبي بأكمله.

عوامل تزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومن هذه العوامل ما يأتي:[3]

  • التقدم في العمر: إنّ هذا المرض يؤثر بشكلٍ رئيسي في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، إذ إنّ خطر الإصابة بالمرض يتضاعف بعد هذا العمر بمقدار خمس سنوات، لتصل فرصة الإصابة بالزهايمر إلى شخص واحد من بين ستة أشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يُعدّ التقدم في العمر من أهم عوامل خطر الإصابة بالزهايمر.
  • الجنس: تُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من الرجال بمقدار الضعفين، ولا يُعرف السبب الدقيق وراء ذلك، إلا أنّ التفسيرات المحتملة لهذه الظاهرة أنّ متوسط عمر النساء يعتبر أكبر من متوسط عمر الرجال، كما أنّ نقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث قد يرتبط بالإصابة بمرض الزهايمر.
  • العوامل الوراثية: ينبغي القول إنّ مرض الزهايمر في معظم الأحيان ليس وراثياً، إلا أنّ بعض الحالات قد ينتقل فيها مرض الزهايمر من جيل إلى جيل عبر الجينات الموروثة في العائلة نفسها، وهو أمر نادر الحدوث، ولكنه قد يسبب تطور مرض الزهايمر قبل بلوغ 65 عاماً من العمر لدى بعض العائلات، وفي الحقيقة هناك العديد من الجينات، والتي تصل إلى أكثر من 20 جيناً يمكن أن تزيد أو تقلل من فرصة الإصابة بمرض الزهايمر، ويُعدّ الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر في حال إصابة أحد والديه أو إخوته بمرض الزهايمر بعد عمر 65 عاماً.
  • متلازمة داون: (بالإنجليزية: Down’s syndrome)، يُعدّ الأشخاص المصابون بمتلازمة داون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بسبب وجود اختلاف في التركيب الجيني لديهم.
  • نمط الحياة: إنّ الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحي، والذي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنّب التدخين، وتناول وجبات صحية متوازنة، وتجنّب شرب الكحول، وخاصة في منتصف العمر، أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
  • الإصابة ببعض الأمراض: إنّ الإصابة ببعض الأمراض تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: السكري، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، ومشاكل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والمعاناة منارتفاع الكولسترول والسمنة في منتصف العمر، بالإضافة إلى الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) بالرغم من أنّ الأدلة على أنّ الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر ليست قوية.

أعراض مرض الزهايمر

يسبب مرض الزهايمر العديد من الأعراض، مثل: انخفاض القدرة على استيعاب وتذكر المعلومات الجديدة، مما يدفع المريض إلى طرح أسئلة أو إجراء محادثات متكررة، ونسيان الأحداث أو المواعيد، والضياع في الأماكن المألوفة بالنسبة له، كما أنّ المريض يعاني من ضعف القدرة على الحكم على الأشياء؛ فقد لا يستطيع المريض تقدير الأخطار المحيطة به، أو إدارة الشؤون المالية، أو اتخاذ قرارات معقدة ومتسلسلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الزهايمر يسبب ضعف القدرات البصرية المكانية غير الناجمة عن مشاكل في البصر، وبالتالي فقد لا يستطيع المريض التعرّف على الوجوه أو الأشياء، أو استخدام الأدوات البسيطة، إضافة إلى ضعف القدرة على الكلام، والقراءة، والكتابة، فقد يجد المريض صعوبة في التفكير في الكلمات الشائعة أثناء التحدث، والتردد أثناء الحديث، والوقوع في الأخطاء أثناء الكلام والكتابة، وأخيراً، فقد يسبب مرض الزهايمر العديد من المشاكل على مستوى الشخصية والسلوك، مثل: التغيرات المزاجية؛ كالارتباك واللامبالاة، والانسحاب الاجتماعي، وعدم الاهتمام أو المبادرة، كما قد يفقد المريض التعاطف مع الآخرين، وإجرائه لسلوكات قهرية أو اجتماعية غير مقبولة.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب "What's to know about Alzheimer's disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-12-2018. Edited.
  2. ↑ "Causes of Alzheimer’s Disease", www.healthline.com, Retrieved 23-12-2018. Edited.
  3. ↑ "Who gets Alzheimer's disease?", www.alzheimers.org.uk, Retrieved 23-12-2018. Edited.