-

أسباب جفاف ماء الجنين

أسباب جفاف ماء الجنين
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ماء الجنين

يُعرّف ماء الجنين أو السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniotic fluid)، على أنّه سائل أصفر صافٍ، يتشكّل خلال الأيام الـ 12 الأولى بعد الحمل داخل الكيس الأمينوسي، وهو كيس يتكوّن من غشائين، هما: الغشاء السلويّ وغشاء المشيمة، ويُحيط السائل الأمينوسي بالجنين داخل الرحم، كما أنّه يلعب دوراً رئيسياً في العديد من الوظائف المهمّة لنمو الجنين بشكل صحيّ؛ إذ إنّه يسمح للجنين بالحركة داخل الرحم، ممّا يسمح بنمو العظام بشكل سليم، كما أنّه يحتوي على العناصر الغذائية الهامة للجنين، والهرمونات، والأجسام المضادة، ويُساعد على حماية الطفل من الصدمات والإصابات، كما يسمحُ بتطور الرئتين بشكل صحيح، بالإضافة إلى دوره المهمّ في الحفاظ على ثبات درجة الحرارة حول الجنين. وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال زيادة كمية السائل الأمينوسي داخل الرحم بشكل كبير أو نقصانها، قد يتعرّض الجنين لحدوث بعض المشاكل والمضاعفات. ومن الجدير بالذكر أنّ السائل الأمينوسي في البداية يتكون من ماء من جسم الأم، ثم يُستبدل الماء تدريجياً ببول الجنين، وبعد حوالي 20 أسبوعاً من الحمل يُستبدل تماماً ببول الجنين.[1][2]

أسباب جفاف ماء الجنين

في العادة يتمزق الكيس الأمينوسي عندما تدخل المرأة في مرحلة المخاض، ولكن في بعض الأحيان قد يتمزق الكيس أو يحدث بعض التسريبات للسائل الأمينوسي تؤدي إلى جفاف السائل الأمينوسي قبل دخول المرأة في مرحلة المخاض، ويحدث ذلك في العادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل،[3] وتحدث هذه الحالة لدى ما يُقارب 3% من حالات الحمل، ويُطلق عليها الأطباء تمزق الأغشية المبكر (بالإنجليزية: Preterm premature rupture of membranes)، وهي سبب حدوث ثلث الولادات المبكرة تقريباً، وينبغي التنويه إلى أنّ جفاف السائل الأمينوسي حول الجنين يُمكن أن يؤدي لتعرّض الجنين للعديد من المشاكل، بما في ذلك متلازمة ضيق النفس، وتسمّم الجنين، بالإضافة إلى تدلّي الحبل السري، وانقطاع المشيمة، ووفاة الجنين.[4] وفيما يأتي بيان بعض الأسباب التي تؤدي إلى تمزق الأغشية المبكر، وبالتالي جفاف السائل الأمينوسي حول الجنين:[3]

  • حدوث الانقباضات؛ حيث تُشكّل ضغطاً على الكيس الأمينوسي، مما يؤدي إلى تمزقه.
  • الإصابة بعدوى في المسالك البولية أو العدوى المنقولة جنسياً.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض الرئة، ومتلازمة إِهلرز-دانلوس (بالإنجليزية Ehlers Danlos Syndrome).
  • التعرض لبعض المواد الضارة، مثل: التبغ، والمخدرات، والكحول.
  • إجراء عملية بزل السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniocentesis)، وهي عبارة عن إجراء طبي يؤخذ فيه سائل سلوي من الرحم لغايات الفحص، والتشخيص، والعلاج؛ وذلك عن طريق إدخال إبرة عبر جدار البطن إلى الرحم، ثم سحب كمية صغيرة من السائل السلوي.[5] وهنا نُشير إلى أنّ الثقب الحاصل نتيجة إدخال الإبرة يحتاج إلى وقت طويل لكي يلتئم.[3]
  • إجراء عملية تطويق عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cerclage)، وهي عملية يقوم فيها الأطباء بخياطة غرز في عنق الرحم لتجنب الولادة المبكرة، وعادة ما تُجرى هذه العملية لدى النساء اللواتي قد يتوسع لديهن عنق الرحم نتيجة الضغط الحاصل عن نمو الجنين.[6]

حجم ماء الجنين الطبيعي

يُمكن التنبؤ بحجم السائل الأمينوسي بكل سهولة في النصف الأول من الحمل، وذلك عندما يرتبط حجم السائل الأمينوسي بوزن الجنين؛ فعلى سبيل المثال يكون متوسط حجم السائل الأمينوسي في الأسبوع الثاني عشر من الحمل 60 مل تقريباً، وعند إجراء عملية بزل السائل الأمينوسي في الأسبوع السادس عشر من الحمل يكون متوسط حجم السائل الأمينوسي 175 مل تقريباً، ولكنّ يحدث تباين كبير في حجم السائل الأمينوسي بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتُشير الدراسات إلى أنّ حجم السائل الأمينوسي يزداد بشكل ثابت خلال النصف الثاني من الحمل حيث يصل إلى حجم يترواح بين 400 إلى 1200 مل كحدّ أقصى، في الفترة الواقعة بين الأسبوع الرابع والثلاثين والأسبوع الثامن والثلاثين، ومن الجدير بالذكر أنّ حجم السائل الأمينوسي يبدأ بالتناقص بعد الأسبوع الثامن والثلاثين بمعدل 125 مل في الأسبوع تقريباً.[7]

أعراض جفاف ماء الجنين

قد يحدث نقصان السائل الأمينوسي على شكل اندفاع قوي للسائل، أو بشكل تدريجي نتيجة تسريب بطيء للسائل الأمينوسي، وهنا نُشير إلى صعوبة تحديد ما إذا كانت هذه التسريبات عبارة عن بول، أو إفرازات مهبلية، أو سائل أمينوسي، خصوصاً في الفترة الأخيرة من الحمل؛ إذ تمتلئ المثانة بشكل أسرع من الطبيعي، وقد يحدث نتيجة لذلك تسريب للبول، كما أنّ الإفرازات المهبلية في الفترة الأخيرة من الحمل تكثر بشكل ملحوظ لتسهيل خروج الجنين أثناء عملية الولادة. وينبغي التنويه إلى أنّ خصائص السائل الأمينوسي تختلف عن خصائص البول والإفرازات المهبلية، حيث يتميز البول بوجود رائحة، أمّا االإفرازات المهبلية تكون في العادة بيضاء أو صفراء اللون، في حين أنّ السائل الأمينوسي يتميز بالخصائص الآتية:[8]

  • يكون السائل الأمينوسي في العادة شفافاً، وقد يكون لونه أبيض، وقد يكون مشوباً ببعض المخاط أو الدم.
  • يتميز السائل الأمينوسي بأنّه عديم الرائحة.
  • تكون كمية السائل الأمينوسي المتسربة كافية للشعور بها في العادة.

المخاطر الناجمة عن جفاف ماء الجنين

يُمكن أن يسبب تسرب السائل الأمينوسي حدوث بعض المخاطر والمضاعفات التي تؤثر في حياة الطفل والأم، وفيما يأتي بيان لمخاطر جفاف ماء الجنين وفقاً لمرحلة حدوثه من الحمل:

  • خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل: ومن المضاعفات الناجمة عن تسرب السائل الأمينوسي في هذه الأشهر من الحمل:[8]
  • خلال الثلث الأخير من الحمل: في حال حدث التسريب خلال الثلث الأخير من الحمل فمن الممكن أن يؤدي ذلك لحدوث بعض المضاعفات الآتية:[8]
  • عيوب خلقية.
  • الإجهاض.
  • ولادة مبكرة.
  • ولادة جنين ميت.
  • صعوبات أثناء الولادة مثل الضغط على الحبل السري، ممّا يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى الجنين.
  • زيادة خطر الحاجة لولادة قيصرية.
  • تأخر عام لنمو الجنين.

المراجع

  1. ↑ "What's to know about amniotic fluid?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-2-2019. Edited.
  2. ↑ "Amniotic fluid", medlineplus.gov, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Signs and causes of leaking amniotic fluid", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  4. ↑ "Preterm Premature Rupture of Membranes: Diagnosis and Management", www.aafp.org, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  5. ↑ "amniocentesis", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  6. ↑ "Cervical Cerclage", americanpregnancy.org, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  7. ↑ "Amniotic Fluid: Physiology and Assessment", www.glowm.com, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Leaking Amniotic Fluid During Pregnancy: What Does It Feel Like?", www.healthline.com, Retrieved 22-3-2019. Edited.