-

أسباب الجوع الشديد

أسباب الجوع الشديد
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الجوع

يهدف الشعور بالجوع (بالإنجليزيّة: Hunger) إلى إشعار الأشخاص بالحاجة إلى تناول الطعام، لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة، بعد تناول وجبة الطعام، يبدأ نقله عبر القناة الهضميّة (بالإنجليزيّة: Digestive Tract) من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة (بالإنجليزيّة: Small Intestines) والأمعاء الغليظة (بالإنجليزيّة: Large Intestines)؛ عبر انقباضات مُتخصّصة تدوم لمُدّة 130 دقيقة، ثمّ يقوم هرمون الموتيلين (بالإنجليزيّة: Motilin) بتحفيز إنقباضات لاحقة مسؤولة عن صوت المعدة الذي عادة ما يسمعه الجائع. ويقوم هرمون آخر يُسمّى الغريلين (بالإنجليزيّة: Ghrelin) بإرسال رسالة إلى الدماغ بضرورة تناول الطعام بعد مرور ساعتين تقريباً عن الوجبة السابقة؛ ويتم ذلك من خلال تحفيزه لخلايا عصبيّة توجد في مركز السيطرة على الجوع (بالإنجليزيّة: Hunger Control Center) في جزء ما تحت المهاد (بالإنجليزيّة: Hypothalamus) من الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيادة الشعور بالجوع (بالإنجليزيّة: Increased Appetite) قد تكون حالة فسيولوجيّة طبيعيّة؛ كما هو الحال عند الأطفال والمُراهقين خلال مراحل النمو، أو بعد ممارسة التمارين الرياضيّة الشاقة ممّا يزيد من حاجة الجسم للتغذية.[1][2]

أسباب الجوع الشديد

يُسمّى الشعور الشديد بالجوع طبيّاً بالنُّهام (بالإنجليزيّة: Polyphagia)، وبعكس الأسباب الطبيعيّة للشعور بالجوع الزائد: كممارسة التمارين أو الأنشطة المُجهدة، لا يختفي النُّهام عند زيادة الطعام المُتناول دون تحديد وعلاج السبب، إلّا أنّ النُّهام من الممكن أن يكون متُقطّعاً (بالإنجليزيّة: Intermittent) أو مُستمرّاً (بالإنجليزيّة: Persistent) حسب المُسبّب؛ حيثُ إنّه عادة ما يكون عرضاً لمُشكلة صحيّة أو نفسيّة يُعاني منها المُصاب.[3][4] وتجدر الإشارة إلى أهميّة التفريق ما بين النُّهام واضطراب نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating)؛ فبالرغم من أنّ كلاهما يُسبّبان زيادة الأكل، إلّا أنّ النُّهام عادة ما يُصاحبه أعراض أخرى بالإضافة للجوع دالّة على المُشكلة الصحيّة المُسببة له، أمّا اضطراب نهم الأكل فهو نوبات من الأكل بشراهة دون الشعور الجسديّ بالجوع، كما أنّ المُصاب غالباً ما يشعر بالذنب أو الاكتئاب بعد الأكل.[5]

نمط الحياة

عادة ما يزول الشعور بالجوع بعد تناول الطعام، إلّا أنّ بعض الأشخاص من الممكن أن يبقوا جائعين دون الشعور بامتلاء المعدة، كما وقد يُصاحبهم الشوع بالجوع طوال اليوم، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من التغييرات في نمط الحياة وطبيعة الأكل قد تُساعد على التخلّص من هذه المُشكلة، وفيما يلي بيان لبعض من أهم أسباب الجوع الشديد والمُتعلّقة بالنمط الحياتيّ المُتّبع:[6][7]

  • الحمية الغذائية: (بالإنجليزيّة: Dieting) يؤدي اتّباع حمية غذائية تحتوي على سعرات حراريّة أقلّ من التي يحتاجها الجسم إلى الشعور المُستمر بالجوع؛ حيثُ تقوم المعدة بزيادة إفراز هرمون الجوع (بالإنجليزية: Hunger Hormone) المعروف باسم الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin).
  • الحمية عالية السكر: (بالإنجليزيّة: High-Sugar Diet) يُعد السكّر من المواد الغذائيّة التي تعمل على زيادة شهيّة الأشخاص؛ حيثُ تزيد السكّريات، وبالأخص سكّر الفركتوز (بالإنجليزيّة: Fructose) إفراز هرمون الغريلين، وتحفز بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن الشعور بعدم امتلاء المعدة، كما وأنّها قد تُسرّع عمليّة تفريغ المعدة من الطعام.
  • الحمية منخفضة البروتين: (بالإنجليزيّة: Low Protein Diet) بيّنت الدرايات أنّ تناول البروتين في الوجبات يُعزّز الشعور بالشبع ويُساعد على إنقاص الوزن، وعادة ما يُنصح بتناول 56 غرام من البروتين يوميّاً للذكور، و46 غرام من البروتين للإناث، مُقسّمة على الوجبات خلال اليوم لتعزيز الشعور بالشبع.
  • الجفاف: (بالإنجليزيّة: Dehydration) بالإضافة لأهميّة الماء في الحفاظ على الصحّة العامّة للجسم، فإنّه أيضاً يُحفّز الشعور بالشبع، وانخفاض الشهيّة، وإنقاص الوزن، حسب الدراسات.
  • الحمية منخفضة الألياف: (بالإنجليزيّة: Low Fiber Diet) تقوم الألياف بتعزيز عمليّة الهضم (بالإنجليزيّة: Digestion) والوقاية من الإمساك (بالإنجليزيّة: Constipation)، بالإضافة لما لها من فوائد في الحدّ من الشعور بالجوع في الفترة ما بين الوجبات، وعادة ما يُنصح الذكور بتناول 38 غرا،م والإناث 25 غرام من الألياف يوميّاً.
  • ملح الطعام: تنصح جمعيّة القلب الأمريكيّة بتجنّب تناول ما يزيد عن 2300 ملليغرام من الصوديوم بشكل عام، ويُفضّل أن لا يزيد استلاك الملح عن 1500 ملليغرام؛ فبالإضافة لما لذلك من فوائد عائدة على صحة القلب، بيّنت الدراسات أنّ الطعام المُحتوي على كميّة أعلى من الملح يزيد من كميّة الطعام المُتناول.
  • المُحلّيات الصناعية: (بالإنجليزيّة: Artificial Sweeteners) بيّنت الدراسات أنّ المُحلّيات التي عادة ما تكون موجودة في الأطعمة الخالية من السكر (بالإنجليزيّة: Sugar Free) أو المشروبات الغازيّة المُخصّصة للحمية (بالإنجليزيّة: Diet Soda)، قد تعمل على زيادة الشهيّة.
  • النوم المُضطرب: يحمل عدم أخذ القسط الكافي من النوم العديد من المخاطر، كالسمنة (بالإنجليزيّة: Obesity) والإصابة بمرض السكّري؛ حيثُ إنّه من الممكن أن يرفع من نسبة هرمون الغريلين، وبالتالي الشعور بالجوع، نتيجة الاضطرابات الهرمونيّة التي تُسبّبها قلّة النوم.

الحالات الصحيّة

فيما يلي بيان لبعض من أبرز الحالات والاضطرابات الصحيّة التي قد تؤدي إلى الشعور بالجوع وزيادة في الشهيّة:[6][8]

  • مرض السكّري: (بالإنجليزيّة: Diabetes) يؤدي ارتفاع نسبة السكّر في الدم المُصاحب لمرض السكّري إلى عدم قدرة سكّر الغلوكوز في تمديد خلايا الجسم بالطاقة التي تحتاجها نتيجة نقص في الانسولين أو زيادة في مقاومة الجسم للانسولين، ممّا يؤدي إلى الشعور المُستمر بالجوع دون الشبع عند تناول الطعام.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم: (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia) والتي تؤدي إلى أعراض أخرى بالإضافة للجوع، كالقلق، وشحوب البشرة، والتعرق، وبالرغم من أنّ الأشخاص المُصابين بالسكري يُتبرون الأكثر عرضة للإصابة بهبوط سكر الدم، إلّا أنّ العديد من الحالات الصحية الأخرى يمكن أن تؤدي إلى انخفاض السكر في الدم كالتهاب الكبد (بالإنجليزيّة: Hepatitis)، وأمراض الكلى (بالإنجليزيّة: Kidney Disorders)، واضطرابات الغدة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal Gland) والغدة النخاميّة (بالإنجليزيّة: Pituitary Gland).[7]
  • الغدّة الدرقية النشطة: وهي غدة مسؤولة عن تنظيم عمليّات الأيض (بالإنجليزيّة: Metabolism) واستهلاك الطاقة في الجسم، ويؤدي الفرط في عمل الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hyperthyroidism) إلى زيادة الشهية والشعور بالجوع، بالإضافة إلى فقدان الوزن، والإسهال، والتعب.
  • الاضطرابات النفسيّة: كالقلق (بالإنجليزيّة: Anxiety)، والتوتر النفسي (بالإنجليزيّة: Stress)، والاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression)، بالإضافة لاضطرابات الأكل النفسية كالنهام العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia) واضطراب نهم الطعام.
  • انقطاع الطمث: (بالإنجليزيّة: Menopause) تؤدي التغيّرات الهرمونيّة المُصاحبة لانقطاع الطمث إلى خطورة زيادة الوزن؛ حيثُ يمكن أن يتسبب الانخفاض في مستوى هرمون الاستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen) بزيادة الشهيّة والشعور بالجوع.
  • الإرضاع: (بالإنجليزيّة: Breastfeeding) عادة ما تحتاج النساء المُرضعات إلى كميّات أعلى من السعرات الحراريّة، ممّا قد يؤدي إلى زيادة الشهيّة، وبشكل عام، يُنصح بتناول 45-500 سعرة حراريّة إضافيّة للنساء المُرضعات.
  • الحمل: (بالإنجليزيّة: Pregnancy) يحتاج الجنين المُتكوّن إلى العديد من المواد الغذائيّة، ممّا يؤدي إلى زيادة الشهيّة عند النساء الحوامل، وعادة ما يُرافق الحمل زيادة 2-3 كيلوغرامات خلال الأشهر الثلاث الأولى، وزيادة 0.5 كيلوغرام أسبوعيّاً خلال الأشهر اللاحقة من الحمل.[7]

المراجع

  1. ↑ "Why do we get hungry?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  2. ↑ "Increased Appetite: Symptoms & Signs", www.medicinenet.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  3. ↑ "Appetite - increased", www.nicklauschildrens.org, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  4. ↑ "Appetite - increased", medlineplus.gov, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  5. ↑ "7 Possible Causes for Polyphagia", www.healthline.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "17 reasons for always feeling hungry", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Why Am I Always Hungry?", www.webmd.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  8. ↑ "Polyphagia - Increased Appetite", www.diabetes.co.uk, Retrieved 17-5-2019. Edited.